تابعت يوم أمس المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية الامريكية المنتهية ولايته مايك بومبيو بتاريخ 12/1/2021, والذي يخص العلاقة المزعومة بين ايران وتنظيم القاعدة وعلاقتها بأحداث الحادي عشر من سبتمبر في امريكا.
من تابع معي المؤتمر وتابع بدقة حركات بومبيو ولغة جسده يخرج بانطباعات ثلاث عنه:
اولها هو ان الرجل يكذب بشكل فج ويحاول اثناء اللقاء الظهور بمظهر الواثق ليغطي على كذبته.
ثانيها ارتباكه الواضح وتخبطه في ربط الجمل وترتيبها في محاولته لتأكيد العلاقة المزعومة.
ثالثها كمية الحنق والحقد والغل التي يملكها تجاه ايران.
مؤتمر بومبيو جاء بعد يوم من اجتماعه برئيس الموساد الاسرائيلي والذي كان يخص ايران ايضا.
اغلب المحللين ذهبوا الى ان بومبيو بسلوكه هذا يريد ان يغلق الباب امام ادارة بايدن الجديدة, في ان تسلك سلوك المفاوضات واسترضاء ايران وهو تحليل له مقبولية نوعا ما لكن ليس هذا التحليل كل ما في الامر.
بمراجعة سريعة للقرارات التي اتخذتها الولايات المتحدة الامريكية بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر نجد ان احد اهم القرارات هو “لامريكا الحق في ضرب اي شخص او مؤسسة او دولة يثبت ان لها علاقة بهذه الاحداث” وبناءً على هذا القرار فان مايك بومبيو يحاول ان يثبت هذه العلاقة المزعومة لكي يعطي رئيسه المخلوع ترامب الذريعة لضرب ايران مما يعني استمرار ترامب في الرئاسة, ان الربط بين ايران وتفجيرات برجي التجارة العالمية سيعطي ادارة ترامب الاريحية في اشعال حرب وضمان البقاء في السلطة, وهذا الامر استشعره المشرعون الامريكيون وخافوا من خطورته, لذا اسرعوا للطلب من نائب الرئيس استخدام التعديل 25 لإزاحة ترامب وكذلك التصويت داخل مجلس النواب لإزاحته.
ايضا من الاساليب التي اتبعها بومبيو لإدانة هو اللعب على الوتر العاطفي للأمريكيين, حينما ذكر حادثة تفجير قوات المارينز في بيروت وموت 140 عنصر منهم, وهذه الحادثة ترتبط ارتباط وثيق بالوجدان الامريكي وقد صور بومبيو ان ايران وحزب الله هم المنفذين لهذه الحادثة.
بومبيو الكاذب يبدو انه نسى او تناسى امرين مهمين اولهما هو اثبات تورط السعودية من قبل السي اي ايه, الامر الذي اد بالسعودية لتدفع تعويضات عن الحادثة, والامر الثاني هو ان تقرير لجة احداث الحادي عشر من سبتمبر والبالغ تسعمائة صفحة والذي صدر بين عامي 2005 و2006 لم يشير ولو اشارة لتورط ايران بهذه الحادثة.
النقطة الاهم التي ذكرها بومبيو والخلاصة التي بسببها يحاول ادانة ايران هو قوله ان وجود ايران خطر عل المشروع الابراهيمي, ويعني بذلك مشروع التطبيع, وهو الامر الذي يثير قلق اسرائيل, فالدول المُطَبِعة تكاد تكون كالذرة قياسا لحجم ايران وقدرتها العسكرية, وان هذه الدول ستكون بمهب الريح ان تحركت ايران.
الحقيقة يبدو ان بومبيو يعاني من مرض اسمه ايران, لذلك من تابع اللقاء سيجد ان انه لم يفوت جملة الا وذكر ايران فيها.