ونحن نتناول الاوضاع و التطورات الجارية في المنطقة فإن هناك سٶال مهم و حساس يستوجب أن نطرحه على أنفسنا و نتمعن فيه: لماذا لم تکن التنظيمات و الاحزاب و الميليشيات الدينية المتطرفة”سنية کانت أم شيعية” موجودة قبل تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية؟ ولماذا تواجدت بعدها و إشتد عودها؟
الصحوة الاسلامية، مفهوم و مصطلح، تم تسويقه في العقد الثامن من الالفية الماضية، و هو مصطلح إنبهر به الکثيرون، لما يرمي إليه من مقصد ديني شفاف و نبيل، غير إنه”وهنا مربط الفرس”، لم يکن سوى کلمة حق يراد بها باطل، ذلك إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية کان مصدر نشر هذا المصطلح و الدعوة و الدعاية إليه، والملفت للنظر إنه کان يزعم بأن الامة الاسلامية جميعا بمختلف طوائفها صارت تشهد صحوة إسلامية، وکإنها کانت في سبات وفي غفلة عن دينها و لم تکن منتبهة له و لتعاليمها فجاء ملالي إيران ليبادروا بإنهاضها و إعادتها الى رشدها و الى دينها!
التحالف الدولي القائم ضد داعش و الذي يٶکد بين الفترة و الاخرى على تحقيق إنتصارات على هذا التنظيم المتطرف، وهو يسعى من خلال ذلك لکي يزف البشرى للعالم بأن التحالف الدولي و من ورائه المجتمع الدولي بات قريبا من تحقيق النصر على هذا التنظيم الارهابي المتطرف، لکن التحالف الدولي لايجشم نفسه عناء التساٶل عن المصدر أو الاساس أو البٶرة التي إنطلق منها داعش و غيرها من التنظيمات الارهابية، خصوصا وإن هناك الکثير من الادلة و المستمسکات التي تٶکد بشکل أو بآخر على إن هذا التنظيم کان صناعة إيرانية ـ سورية مشترکة بعد أن شعر نظام الاسد بأن أجله قد دنا، وهنا لابد من الاستشهاد بما قد ذکره المعارض السوري البارز هيثم المالح، من إنه قد سبق إنطلاق داعش و بروزه قيام نظام الاسد و حکومة نوري المالکي في العراق وفي فترة متزامنة بإطلاق سراح معظم المتطرفين السنة من سجونهما، حيث أعقب ذلك بروز و توسع دعش.
ماقد أشار إليه و أکده القيادي المعروف في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية خلال لقاء صحفي له من إن “المنطقة لم تکن تعرف التطرف الديني و الارهاب قبل تأسيس نظام ولاية الفقيه”في إيران، يأتي في السياق الذي يدل بوضوح على إن صناعة التطرف الديني و الارهاب و تصديرهما شأن يختص به نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لوحده دون غيره و هو يشکل بٶرة و أساس تصدير التطرف والارهاب في المنطقة و العالم ومن دون القضاء على هذه البٶرة النتنة فإن القضاء على داعش و على عشرات التنظيمات الدينية المتطرفة الاخرى، لن يحسم أبدا قضية التطرف الديني و الارهاب و ستصحو المنطقة و العالم بعد داعش على ماهو أتعس و أفظع منه، فهل سينتبه التحالف الدولي ضد داعش لذلك أم يفضل تجاهله و التغابي عنه؟!