23 ديسمبر، 2024 8:36 ص

ماو بدون وجههُ الصيني ماو بدون وجههُ الصيني

ماو بدون وجههُ الصيني ماو بدون وجههُ الصيني

ملأ وجه ماو وجوهننا حتى مع انتفاخ خديه ونحافة بعض خدود المعلمين ونحن نبادل بالدور قراءة مجلة الصين اليوم التي تطبع باللغة العربية ، وتوزع كثيرا في العراق وهي تنقل تجربة الصين الزراعية والصناعية في ظل حكم ماوتسي تونغ .

لقد كان أغلب الذين ينتمون الى اليسار الماركسي من المعلمين أولئك الذين لديهم الانتماء الى الشيوعية التي تنتمي اليها تجربة الاتحاد السوفيتي ، وقليل منهم من يتحدث بحماس ماوي ربما غيضا من البلطة التي نزلت على رأس ليون تروتيسكي في المكسيك .

وبالرغم من هذا فأن الأمر لن يتعدى اثناء النقاش في فرص الاستراحة حين نقلب المجلة ، لن يتعدى وجهات النظر ، وربما الكثير قلوبهم في موسكو والقلة قلوبهم في بكين . وعندما سألنا ريكان : وأنت وين قلبك .؟

أجاب : قلبي جنب ابو الحسنين علي ( ع ) في النجف ومرات يطفر حنينا الى كربلاء ..

قلت :تحب أن تزور موسكو ، بكين ؟

قال : اذا هما ابعد من النجف وكربلاء والكاظم ومعصومة فالأمر مستحيل ويحتاج الى طيارة ، وانا لم اشاهد بحياتي طيارة ، فكيف يتسنى لي أن اركبها . ويقولون انها تحتاج لدفتر مثل هذا الذي يسافر فيه معلم الحياتية كل عام الى بلاد ( النسوان العريانة ) وأنا جنسية اخرجتها ( بطلعان ) الروح ولولا الوظيفة لم اخرجها ، فيا استاذ : نحن نمد اقدامنا بمقدار ما نشتاق اليه. القباب والنوم بهدوء قرب ضريح الامام.

قلت :إلا تريد ان تتعرف على ماو ، وتتعلم من تجربته حتى في مداواة الجواميس وبناء حضائرها.

قال : الكي بالنار يداوي كل علل الجاموس ، وزرائبها نعتني بها ، وتأكل جيدا ،حتى تعطي جيدا.

قال آخر : في روسيا ليست هناك جواميس لكنهم يعلموك زراعة البطاطا واللهانة والخس .

قال :هذه متوفرة في سوق الجبايش نشتريها متى نشاء ولكن اسأل الروس هل لديهم خبز الطابك والشبوط .

قال المعلم :لديهم ، فعندهم نهر عظيم اسمه الفولكا ، اما الرز فالشعوب الباردة  لا تحبه كثيرا لأنه غذاء المناطق الحارة.

قال :وهو ماء نهرهم مالح.؟

قال المعلم :شربت منه ، كان حلوا .

قال :لن يكون سمكهم لذيذا ،فسمك المياه الحلوة ( باهت ).

ذات يوم اتى الينا شغاتي بخبر اقلق القرية ، عندما اخبرنا أن زورق من رجل الشرطة والأمن جاء يبحث عن أربعة رجال مسلحين ، وهل مرورا بالقرية ..

اخفى ريكان رأسه ، ولمحت في وجهه تعابير أن يعرف من الامر شيئا.

في الليل زرته بمضيفه وتمنيت أن يكون معي صريحا ؟.

قال : نعم يا أستاذ هؤلاء أربع رجال مسلحين ،اقتربوا بزورقهم من القرية ذات ظهيرة وطلبوا منا خبزا ، وسكرا وقد اعطيتهم دون اسألهم وتكرر الامر لثلاث مرات ،كنت اظن انهم مستطرقين ، وعندما تكرر الامر سألتهم :انتم اولادي من اين.؟

قالوا :ياعم وثقنا بك وبطيبتك ، نحن ثورا ماويون ، ملننا الحكم في بلدنا ،وشعرنا انها اشتراكية زائفة ونؤسس هنا ثورتنا الماوية .

سألتهم : ماوية لأن جميع بنادقكم كلاشنكوف صيني .؟ ضحك احدهم وقال :لا ياعم نحن نؤمن بالتجربة الصينية ، البندقية والمنجل ..

تركتهم ، ومنذ حوالي اسبوع لم يقتربوا من قريتنا …

قلت :لن يقتربوا ، مادامت اتى رجال الأمن يسألون عنهم هنا هنا فلم يقتربوا الى القرية ، الآن لدينا ماو ولكن بدون وجهه الصيني.!