26 نوفمبر، 2024 5:10 م
Search
Close this search box.

ماوراء إنسحاب القوات الاميركية

ماوراء إنسحاب القوات الاميركية

تعليقا على خبر اعلام العمليات المشتركة بانسحاب قوات التحالف، من مواقع التموضع التي كانت تتمركز بها في العراق، ولانني عسكري واتمتع بالحد الأدنى من الفكر الاستراتيجي والتحليل العسكري أزاء المواقف والقرارات الميدانية واود الإشارة بمايلي:
١.الكتاب صحيح جدا ولا غبار عليه..
٢.لجيش الأمريكي سيعيد انتشار قواته المبعثرة في عدة مواقع حسب متطلبات الوضع الامني والسياسي الحالي لامتصاص حالة الغضب والاستياء الشعبي تفاديا لعدم تلقيها هجمات وضربات من الفصائل المسلحة، والى ضرورة ايجاد مواقع جديدة تمتلك مقومات الدفاع عنها حيث انتشارها الحالي يصعب حمايته جغرافيا بسبب تفوق فصائل المقاومه الولائية..
٣.لا تتصرف القيادات العسكرية الأمريكية من مبدأ الفعل ورد الفعل فحسب وانما تضع ايضا خطط تعبوية ودفاعية وهجومية منسقة تحاكي جميع الاحتمالات، وهذي الخطط اجزم انها قد وضعت من وقت طويل منذ بدء التظاهرات وحدثت بافكار جديدة وأسلحة جديدة بعد احداث السفاره ومابعدها…
٤.اعطت الادارة الاميركية وبخبث واضح الانطباع لبعض الاطراف السياسية العراقية المندفعة خلف المشروع الاقليمي الولائي الواضح بجلسه البرلمان الاخيرة، انها تحترم رأيهم الغير محترم اصلا من الشارع كجزء من معركه إعلامية تستخدم لاحقا وبشكل محترف.
٠٥لاتعتبر الحكومة العراقية والكثير من اركانها عدوا او خصما للولايات المتحدة لحد الان ولاتريد الولايات المتحدة اليوم ولا غدا ان تخسر العراق بالمطلق،فمصالحها جزء اساسي من بقاء نفوذها في العراق، ولا تخشى ذلك لان معركتها الأساسية مع إيران واذرعها العسكرية والعقائدية في العراق..
٠٦خرجت المعركة بين ايران واميركا من اطار الحروب الباردة وما تسمى “حروب الوكالة” الى المواجهه المباشرة،فلن تختبأ ايران مرة اخرى خلف الفصائل الولائية في (العراق وسوريا ولبنان واليمن) وهذا ما حذرت منه اميركا بوضع اهداف حيوية في داخل العمق الايراني لمرمى اهدافها المرتقبة، في حالة اي استهداف لرعاياها او مصالحها في العراق والمنطقة، وهي رساله واضحة وخطيرة جدا على مستوى التصعيد الخطير التي تشهدها المنطقة .
٠٧الشارع العراقي منقسم بشكل حاد حتى بين الطوائف والمذاهب إتجاه العداوة والحرب ضد المصالح الأمريكية لذا هي نقطه قوه لاميركا ونقطه ضعف للجانب المتشدد في المعسكر الولائي …
٠٨لاعقوبات ولا حصار في المدى المنظور فهناك قوى تسعى لتقليل الضغط عليها من محور ايران وهناك ضغط لتقليل الخسائر المعنوية لان اميركا حليف مهم للعراق وكذلك لاميركا ولاتريد اميركا ان تخسر العراق حتى لو ادى ذلك لتنازلات مقدمة لإيران بخصوص العقوبات المفروضة او بشأن الملف النووي الذي تراجعت عنه الاخيرة، في ظل حدة التطورات الأخيرة بعد مقتل مهندس السياسة الايرانية في المنطقة وقائد الحرس الثوري الايراني “الجنرال سليماني”
وإزاء الموقف الحالي وفراغ الدولة العراقية من حكومة لا تمارس الصلاحيات الدستورية وفي ظل الوجود والهيمنة الايرانية على المشهد السياسي في العراق، تبقى ايران هي محور الحدث واللاعب الاساسي ،وليس العراق وهي من تدير المعركة السياسية، والعراق مجرد بيدق في اللعبة.
وعلى القوى السياسية تدارك الاوضاع الحالية وخطورتها وتداعياتها على أسس صحيحة، لا سيما العراق مقبل على تشكيل حكومة جديدة
سيلقى على عاتقها أن تبذل كل ما تستطيع من جهود لمنع الانزلاق لحرب مفتوحة، والدخول إلى اقامة سياسة ثابتة ،بإقامة علاقات مع الجميع، وعدم الدخول في سياسة المحاور، وأن قوة الحكومة العراقية المرتقبة وتأييدها ودعمها في مصلحة الجميع.

أحدث المقالات