18 ديسمبر، 2024 11:52 م

ماهي مهمة الجنرال شمخاني في بغداد..؟

ماهي مهمة الجنرال شمخاني في بغداد..؟

يحمل الجنرال علي شمخاني، الأمين العام للمجلس الأعلى الإيراني، في زيارته الحالية الى بغداد، ملفات مهمة وخطيرة جداً لإيران، بعد أن شهد نفوذها في العراق تراجعاً واضحاً ، وضعفاً كبيراً، بعدإغتيال قاسم سليماني وابو مهدي المهندس في المطار،وأهم هذه الملفات،هو ملف تشكيل حكومة تابعة لها ،على غرار حكومة عادل عبد المهدي، بعد أن فشلتْ محاولتها في تنصيّب محمد توفيق علاوي، وأحدث هذا الفشل إنشقاقاً كبيراً،في البيت الشيعي كما يسموّنه، جاء شمخاني ليرمّمه ،ويعيد توحيده،والذي يعدّ شمخاني اليوم خليفة قاسم سليماني مشرفاً على ملفات إيران في المنطقة، حيث سبق زيارته لبغداد، زيارة عاجلة لدمشق، إلتقى خلالها بالرئيس الاسد، والملف الثاني ،هو ملف كورونا الخطير،الذي يشكل مشكلة حقيقية للعراق، بعد أن نقل زوّار إيران الى العراق، مئات حالات من وباء كورونا، لعراقيين في الجنوب والوسط،وتمّ نشرالوباء عن طريقهم الى محافظات أخرى،ومناقشة الملف الأخطرفي الزيارة، ألا وهو أزمة رئيس المخابرات العراقية ،محسن الكاظمي مع حركة حزب الله العراقي، الذي إتهمته بعملية المطار، وقتل سليماني والمهندس، وتهديدها بحرق العراق ،إذا رشح الكاظمي لرئاسة العراق، حيث إلتقى شمخاني برئيس مخابرات العراق الكاظمي،وتم تسوية الازمة،بعد تدخل السيد فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي، وتم الأتفاق على حلّ الازمة ،وتسويّتها بتعهدات قدمّها شمخاني لرئيس المخابرات، الذي يمتلك دعم أمريكي لامحدود، ثم الملّف الآخر الذي جاء من أجله ،وهو ملف لايقلُّ أهمية عن ملف تشكيّل حكومة، هو ملف الحشد الشعبي، الذي هو الآخر يشهد تصدّعاً وإنشقاقاً، بعد مقتل نائبه وعموده الفقري،ابو مهدي المهندس، بعد أن خرج الى العَلن، خلاف تولى شخصية من الحشد، مكان المهندس، رفضتها أوساط متنفّذة داخل الحشد الشعبي ،وأدّى الى تصدّع هيئة وقيادة الحشد، وتمرد ألوية على أوامر قيادة الحشد،لهذا جاءت زيارة شمخاني في وقت تغرق الاحزاب في أزماتها،فلا توافق على رئيس وزراء خلفاً لعلاوي، وإنشقاقات عمودية داخل البيت الشيعي وكتله وحشده، وظهورأزمة وباء كورونا القاتل،وصراعات حقيقية بين الكتل السنية والكردية، مع كتلة البناء وسائرون حول المناصب والمكاسب،وعلى تشكيل حكومة،وملف أزمة الموازنة،والذي سينهي العملية السياسية والحكومة كلّها، بعد هبوط مخيف في أسعارالنفط الى النصف، مما سيؤدي الى إنهيارها وسقوطها الحتّمي،وعجزها عن إدارة السلطة، وبهذه الأزمات المتلاحقة ،والضربات الموجعة، نرى أن العملية السياسية تلفظ أنفاسها الأخيرة،فلا زيارة شمخاني تفيدها، ولا دعاء خامنئي ينقذها، من كورونا ومشتقاته،لهذا نرى أن زيارة شمخاني،لم تحقق نتائجها المرجوة، وقد فشلت، على الصعيد السياسي والعسكري(خاصة ملف انهاء التواجد الامريكي في العراق )، لعمق الصراعات والخلافات بين الكتل، رغم أنه التقى بكل قادة الاحزاب والحكومة، فقد التقىعبد المهدي والفياض والحكيم ورئيس المخابرات والمالكي والعامري،وقادة كتل سنيّة دعاهم، (ليضحك عليهم ويخدهم بمناصب وهمية هامشية)، فيما رفضت جهات سياسية أخرى، شيعية وكردية وسنية اللقاء به، ورفضت دعوته للقاء، الملف الاخير الذي ناقشه شمخاني ،وهم الأخطر على إيران، هوملف إنهاء تظاهرات الثورة العراقية، التي إستقبلت زيارته ،بالإستنكار والرفّض والتصعيّد ، وراح ضحية التندّيد بساحة الخلاني، شهيدان وعشرات الجرحى، وجاء شمخاني لينهي التظاهرات العراقية بالقوة، وهو جنرال متخصص بإنهاء التظاهرات الايرانية بالقوة والبطش،عمل وزيراً للدفاع الإيراني،هذا الملف واجهه شمخاني،المتظاهرون بقوة وصمود ،ورفض عراقي يثلج الصدور، وللعودة الى الملفات نرى، أنّ المُعلن منها، هو تطوير العلاقات بين بغداد وطهران في مجال مواجهة وباء كورونا، والمجال الاقتصادي، وتفعيل التعاون الأمني، فيما تعدّ الزيارة هي الاخطر على مستقبل العراق، لأنها الزيارة الاولى والأخيرة ،بعد تولي شمخاني ملف العراق بعد مقتل سليماني، وتأتي في أحرج وقت تعيشه طهران في العراق، من نهاية سطوتها ونفوذها، الذي يحاول السيد مقتدى الصدر، أن يلعب دوراً أساسياً في إنهاء التظاهرات وركوب موجتها،( بعد إجتماع قم هو والعامري وقادة الفصائل والميليشيات ، وتكليفه بملف انهاء التظاهرات باية طريقة) ، بعد إستخدام القوة من قبل القبعات الزرق التابعة له بقتل الماتظاهرين، وقيادة التظاهرات بدلهم، أي إعطاء الصدر مهمة إعادة النفوذ والسيطرة الايرانية على الشارع العراقي، بعد أن قال المتظاهرون كلمتهم الفصل، بحرق مقرات الاحزاب والفصائل المسلحة التابعة لإيران،وحرق صورأصنام إيران في شوارع العراق،وبعد أن دعمتهم المرجعية ووقفت بجانبهم في خِطبِها، فرفعوا صورالمرجع ،حماية لهم من بطش الميليشيات والقبعات الزرق، إذن زيارة شمخاني وُلدتْ ميتة، وجاء في الوقت الخطأ، لاسيما وأن إيران تعيش وضعاً مأساوياً مقلقا،غيرمسيطر عليه، جراء إنتشار وباء كورونا الذي يغطي على جميع الاحداث في ايران، ولايعيرها أهمية أبداً، فالموت يحاصر الجميع ،وبأعلى المستويات، من المرشد وعائلته نزولاً الى الوزراء والنواب وغيرهم ،بل حُجرتْ وعُزلتْ مدن بأكملها ، إيران تعيش أسوأ أيامها وأخطرها،حتى يجيء شمخاني يصلح ما أفسدته سياستهم وتدخلاتهم في العراق والمنطقة،( فإذا لديه طب فليضع على رأسه خب) ،إيران أضعف من أإن تداوي فشل الآخرين، لا في سوريا ولا في العراق ولا في اليمن، هي فقط تدفع ثمن فشلها هناك، نحن نعتقد ونجزم، أن العملية السياسية المتعثرة والفاسدة والفاشلة ، لن تقوم لها لها قائمة، ووصلتْ الى نهاياتها، بسبب تدخلات امريكا وإيران في تشكيلها،وفرض نظام المحاصصة الطائفية عليها، والاعتماد على احزاب ولاؤها الى ايران ،والى مصالحها الحزبية والفئوية، وما جرى في العراق، تتحمله الاحزاب الحاكمة ،منذ اول يوم للاحتلال الامريكي،وإن الخروج من مأزق الفشل هذا،الذي تعيشه، هو التسريع بإعلان موعد لإنتخابات مبكرّة قريبة، وتعدّيل الدستورالملغوم طائفياً، وإلغاء جميع قرارات الحاكم بريمرسيء الصيت، وتبديّل قانون الإنتخابات الى النظام الرئاسي، وتبديل مفوضية الانتخابات،الى مفوضية مستقلة بصدق، وليست تابعة لأحزاب السلطة الفاسدة،وحصر السلاح بيد الدولة، وعدم السماح للأحزاب التي جاءت بقوة الإحتلال ومعه، من المشاركة في الإنتخابات ،، والقضاء على سرطان الفساد عمودياً،الذي يمارسه هرم السلطة وحيتانها ،من كباررموز الفساد، وإحالة الفاسدين وقتلة الشعب العراقي الى القضاء ،ممّن تلطّخت أياديهم القذرة بالدم العراقي الطهور، بعد إنهاء حالة القضاء المسيّس التابع للأحزاب، فقط بهذا العمل، يخرج العراق، من نفق الصراع الطائفي،والفساد ، والفشل السياسي، والمحاصصة الطائفية، نعتقد ان العراق، لن يتعافى مالم ينحسر نفوذ ايران وتدخلاتها، وسيطرة ميليشياتها على الشارع ،بشكل كامل، ويتدخل مجلس الامن الدولي والامم المتحدة ، ويدعم بشكل مباشر تظاهرات العراق، ويستمع الى مطاليب تظاهرات العراقيين وشكاوى وهموم ومآس العراقيين وكوارثهم ،والدماء التي تسيل في شوارع العراق ، بسبب التدخل الايراني، والنفوذ الايران،وتهديدات ميليشياتها، لأعلى مستويات وهرم السلطة ، بمن فيهم رئيس الجمهورية ورئيس المخابرات،وبغير الاستماع لمطالب العراقيين ،ودعم تظاهراتهم السلمية المشروعة التي تدعمها مرجعية النجف بقوة ، سيبقى الصراع قائما، ولتصل الى حرب شيعية –شيعية، كالتي نراها الآن بين الاحزاب والفصائل والكتل وغيرها، نحن نعول على التدخل الدولي لانقاذ العراق، من سطّوة وبطش وفشل وفساد الأحزاب المدعومة من إيران، والتي تنفّذ أجندات المشروع الايراني الكوني الديني، وإعادة العراق الى محيطه العربي، وعودة مهاجريه ونازحيه الى بلدهم ،والنازحين الى بيوتهم وهم بالملايين ،ليتّجه العراقيون لإعمار بلدهم، بعيداً عن تدخلات الأجنبي، إيرانياً كان أم أمريكياً، أم سعودياً أم تركياً، هذه هي علي شمخاني في بغداد،وهي الزيارة الأخيرة، التي لم تحقق أهدافها بكلِّ تأكيد …