اللباس الرسمي في كل دول العالم يرمز الى مهن معينة وأبرزها اللباس العسكري لرجال الجيش والشرطة .. هذا الزِّي ليست بدلة للزهو والاناقة والتباهي والتفاخر بل انها رمز للرجولة والشهامة لان هؤلاء كما هو معروف عنهم رجال مهمات خاصة ومتميزة لما تحمله تلك المهمات من معاني ديدنها الدفاع عن الوطن وخدمة المواطنين وحفظ الامن والنظام والممتلكات لهذا تهابهم الناس وتحترمهم لنبل مهماتهم، وهناك ايضاً مهن مدنية لهم لباس رسمي يحدد طبيعة عملهم كالطبيب والطيار المدني ورجل الاطفاء ورجل الدين وغيرهم .. بمعنى لكل مهنه واجبات يقدرها المجتمع لهذا يحرص اصحاب هذة المهن المحافظة على سمعة البدلة التي يرتدونها احتراماً لما تمثلة من قيم واحتراماً للشخص نفسة لما تعطية من هيبة ومكانة مرموقة بين الناس، ولكن حينما يعمل هؤلاء في مجال غير اختصاصهم يكون ذلك سبب للتقليل من قيمة تلك المهنه نتيجة ما يرتكبونه من اخطاء عند ممارسة عمل ليس من اختصاصهم اي حينما يتدخل العسكري في السياسة ويقود انقلابات ويغير نظام الحكم ويتحول الى حاكم مستبد ويستأثر بالسلطة حتما سيرتكب اخطاء قد تسبب بلاء للدولة والشعب والشواهد كثيرة على هذة الأخطاء التي قللت من هيبتهم كحماة للوطن ليس لانهم غير وطنيين ولكنهم ليس مهنيين في مجال غير اختصاصهم، والمصيبة الاكبر حينما ينظم العسكري الى احزاب سياسية او دينية وينغمس في مشروع طائفي يجعله يفقد الاحتراف والمهنية وتنحرف مهامه في اجندات ليست ذات صلة بالعقيدة العسكرية التي من أولوياتها الدفاع عن الوطن ويكون تابع لقيادات ومراجع خارج إطار المنظومة العسكرية ويسيّر من قبلها دون سلسلة المراجع الرسمية. هذا السلوك البعيد عن المهنية والاختصاص ينطبق على المهن الاخرى ومنها تدخل رجل الدين في السياسة او يصيح قائد عسكري بالرغم من ان رجل الدين ليس مهنة واذا كانت كذلك لاصبحت محل للاسترزاق ومحط للمساومة وعرضة للبيع والشراء وهذا ما جعل الكثير منهم يسقط في فخ ديوان الحاكم ويصبح واعظ للسلطان وبهذا لم تسقط هيبتهم فقط بل كانوا سبب في سقوط هيبة الدين نفسه .. وهذا لا يعني عدم جواز رجل الدين التدخل في السياسة بل يحق لهم التدخل في حدود التفاعل مع الاحداث وإبداء الرأي والنصح والوعظ والتنبيه عن الأخطاء والانحرافات ولكن مع الاسف هناك تجاوزات تخطت حدود مهمة رجل الدين من خلال ممارسة الدجل والشعوذة والكذب والتبرير للسياسيين ومشاركتهم في نهب اموال الشعب وامتهان السياسة كمهنة رديفة لعمله كرجل دين من اجل تحقيق اجندات سياسية لا تمت للدين بصلة ومع ذلك لم نجد موقف من المؤسسة الدينية في التصدى لمثل هؤلاء ولم نسمع عن فتوى تنزع عمامة من تم ادانتهم في ممارسة الفواحش والسرقات والكذب والتدليس على الدين، بل تم التصدي للذين دافعوا عن الدين بكلمة حق وباتت الفتاوى صارمة بنزع العمامة عنهم او وضعهم تحت الاقامة الجبرية ومنعهم من الحديث في الاعلام او في وسائل التواصل الاجتماعي من اجل فرض اجندة دينية محتكرة على فكر معين في دول معروفة بتنوع الطوائف والمذاهب والأديان والقوميات، لهذا يجب ان لا تفرض اجندات تكون سبب في ارهاب فكري يتناقض مع التسامح الديني وتعاليم الاسلام والمهنية والاختصاص، لان الامم تتقدم حينما يكون الرجل المناسب في المكان المناسب.