8 أبريل، 2024 10:30 م
Search
Close this search box.

ماهي سجائر السياسيين وأوقات تدخينهم

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد ان خضنا غمار التجربة السياسية القاسية طوال السنين الماضية, وبعد حصيلة كل هذه الخبرة التي اكتسبت من خلالها, حينها الا يجدر بنا ان نعترف بهذه الحقيقة المره للغايه شأنا ام أبينا الا وهي ان جسد العراق غير محصن من التدخلات الخارجية, وبأننا غير قادرين على ان نتخلص من هذه المتلازمة للأبد مالم تتوفر لدينا الارادة الجادة لذلك, فكيفيات وسبل انهاء هذا الامر لا يوجد له متسع في اي كتابة متواضعه كهذه بسبب تشعب تفاصيلها, وذلك ببساطة لأن المنظومات الرئيسية التي تتحمل مسؤولية ما يجري وهي السياسية والدينية  والمجتمعية جميعها للأسف غير قادرة على حماية نفسها من التدخلات الخارجية, فكيف لنا ان ننأى بأنفسنا من مخاطر ما يجري ونحن من حيث نعلم او لا نعلم نشارك في نخر هذا البلد, اولسنا نحن جزء من هذه المنظومات ؟ ومن هذا المتذاكي الذي يتطاول على هذه الحقيقة وينفيها ؟ وخير دليل على ذلك بمثال بسيط , ان جميع رئاسات العراق لم تكن مخلوقات فضائيه منزلة علينا من السماء بل جاءت من خلال اصوات الشعب في الانتخابات ! يعني اننا نحن من ارتضينا على انفسنا ان يتولى شأننا هؤلاء ليتحكموا بمقدراتنا وفي وقت سابق كنا نغض الطرف عنهم مع علمنا بحقيقة ان غالبيتهم ما هم إلا عبارة عن دكاكين سياسية تنفذ الاجنده الخارجية, و هم غير آبهين لمصير اي صوت كان سببا في وصولهم الى هذه المناصب.
لذا أقول لمن استدرك أغلاطه السابقة ويرغب في تصحيحها من خلال هذه الاحتجاجات , الا يجدر بكم قبل الخوض في معترككم هذا ان تجدوا لنا اجوبة منطقية للتساؤلات التالية عسى ولعل أن نلحق بركبكم :

1-    هل تكلفتم بأنفسكم عناء البحث والتقصي عن حقيقة من هم المحرك الأساسي لتظاهراتكم هذه, هل هم مستقلون ؟ وكيف بإمكانكم إثبات ذلك ؟

2-    هل لديكم التطمينات الكافية بأن هذه التظاهرات وبهذا التوقيت المحرج, ألن تؤثر بشكل سلبي على سير المعركة ضد داعش او على الحالة المعنوية للمقاتل في الجبهات.

3-    هل لديكم الضمانات الكافية بأن سقف مطالبكم ستتوقف عند محاسبة المفسدين في المنظومة الحكومية؟ ام سترتفع الى حد المطالبة بتغيير منظومة الحكم برمتها ؟ فبتجربة احتجاجات المناطق السنية خير دليل ! فها هي نتائجها ( بدأت ولم تنتهي حتى هذه الساعة)

4-    هل انتم على استعداد جيد لردود فعل جيوش المفسدين اللذين ترغبون في إزاحتهم؟ وهلا وضعتم في الاحتمال أنهم لن يسكتوا على محاولاتكم هذه لإقصائهم , فأرشيفهم الحافل بالأجرام يفوق قدراتكم المتواضعة في التصدي لها , حينها ستكونون قد أسهمتم في إرباك الوضع الأمني أكثر فأكثر من خلال صدامكم هذا, وحالنا المزري لا يحتمل المزيد من المواجهات.

 

في نظري الشخصي انني لا اعتقد بأن مستوى الوعي والادراك لدى عامة العراقيين قد ارتقى الى مستوى يجعلهم محصنين من استغلالهم في ملفات التسوية الداخلية و المفروضة عليهم من الخارج من خلال ادارتها في اروقة السياسيين المظلمة, وهنا الأشارة الى من دعا منهم الى اطلاق هذه التظاهرات, فبحسابات هؤلاء السياسيين المعتد بها, ان المواطن لن يعدو دوره في التظاهرة سوى مجرد أداة مؤقتة يتم استخدامه بها لفترة معينة ثم تنتفي الحاجة اليه بعد ان ينال هذا السياسي مطلبه. وهذا ما يجعل الأمر فيه شيء من التردد في نفس البعض منا للمشاركة في هذه التظاهرات لكثرة الشبهات التي تحيط بها على الرغم من مشروعية مطالبها , وهذه إشارة جيدة أن المتعقلين منا لم يعد يستسيغ استغلاله على يد السياسيين, فمن ذا الذي يرتضي بنفسه الأبيه ان يكون “سيجارة” محترقة بأيديهم لينتهي به المطاف عُقبا مرميا. 

وآخر ما لدي من قول في هذه المظاهرات ( اذا مرت سلامات )!  أنها في النهاية لن تكون سوى سحابة صيف عابرة, وبأفضل الأحوال إن أسقطت شيئا فلن تسقط للمعتصمين  إلا وزيرا أو وزيرين فيستبدل بهم من يعجز في ادارة هذه التركة المثقلة بالفساد.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب