عام ٦٣٦ م اشتبك الايرانيون مع العراقيون بمعركة ،
و ذلك بسبب أطماع الامبراطورية الفارسية ،
ومحاولتها الاولى لبسط نفوذها علينا ..
اليوم الفرس ليسوا بحاجة للدخول معنا ،
بقادسية جديدة ، لأن نفوذهم تحقق ،
و بات مفتوح و مبسوط على العراق ،
آخر انفتاح و اخر انبساط ..
المغول في عام ١٢٥٨ م ،
حاصروا بغداد و اسقطوها ..
اضرموا النار في بيت الحكمة ،
إحدى أعظم مكتبات العالم القديم ..
و حطموا الكثير من المعالم العمرانية الفريدة ..
لو كان هولاكو على قيد الحياة الان ..
لما فكر بحصار بغداد و الهجوم عليها ..
فليس هنالك اليوم لا كتب يرميها و لا مكتبة يحرقها ،
و لا ثقافة او حضارة او معالم يدمرها ..
الاوزبكي الاعرج تيمورلنك ،
الذي طمع بثروات البصرة و الكوفة ،
لو كان هو الاخر موجود الان ،
لتخلى ايضا عن اطماعه ..
فلا توجد اليوم أفقر من مدننا ..
بعد ان قاموا الجماعة و الشلة ..
باكل العنب و اخذوا معهم السلة ..
اليوم.. لا مزيدا من الحروب مع الجارة ..
التي دخلت معنا بحرب طاحنة ،
نتيجة نزاعها مع القيادة ،
على الحدود و شط العرب و الموارد المائية ..
فايران الأمس اخذت الشط و البط ،
و استولت اليوم على المياه ،
و اخترقت الحدود و السيادة ..
الجيش العراقي الذي احتل في يوم من الايام ،
المركز الرابع عالميا من حيث الحجم والعتاد ،
و المركز الخامس من ناحية القوة و التنظيم العسكري ..
و الهم هوليود بإنتاج سلسلة افلام أكشن عنه ..
لم يكن من السهل مواجهته دون
قوات تحالف دولية مكونة من ٣٤ دولة ..
بحرب كونية من شدة وقعها و رهبتها ،
سميت آنذاك ” بعاصفة الصحراء “..
نفس هذا الجيش اليوم فر هاربا ،
امام مجموعة من بدو معتوهين ،
حملوا سيوفا و رايات سوداء ..
اول مفاعل ذري في الشرق الاوسط ،
مخصص للبحث العلمي و الأغراض السلمية ،
انشا في العراق عام ١٩٧٦ ،
هذا الصرح العظيم الذي اطلق عليه مفاعل تموز ،
وضع إسرائيل آنذاك بحالة من الاستنفار و الرعب الشديد ..
الصهاينة لم يغمض لهم جفن من شدة الريبة و الخوف ..
حتى رسموا خطة اسموها اوبرا او بابل ..
نفذت في اليوم السابع من يونيو عام ١٩٨١ ،
بغارة جوية بواسطة اف ١٥ و اف ١٦ الصقر المقاتل ..
بعد تنفيذ مهمة تدمير المفاعل العراقي ..
صرحت اسرائيل ،
بان تلك الغارة كانت دفاعا عن النفس ..
و الإسرائيليين أصبحوا يشعرون بأمان اكثر ..
و يستطيعون النوم مجددا بعمق اكبر ..
إسرائيل صاحبة اكبر ترسانة نووية بالعالم ،
و التي كانت تهابنا ، و تحسب لنا مليون حساب ،
اصبحت اليوم تشعر بالشفقة علينا ..
لأننا لا نمتلك حتى مصنع علچ بوبي ..
في الحرب الاخيرة لغزو العراق ..
استهدفت امريكا ..
محطات الكهرباء و البنية التحتية ،
الجسور و المدارس و المصانع و حتى المستشفيات ،
سعيا وراء سبائك الذهب و المخطوطات و الاثار ..
اليوم لا امريكا و لا غيرها من الدول العظمى او الصغرى ،
يمكن لها ان تفكر ولو للحظة بالدخول بحرب مع العراق ..
فهي حتى ان دخلت ستفشل بتدمير اي شيء ،
فلا محطات طاقة موجودة و لا بنية تحتيه متوفره ،
لا جسور و لا انفاق و لا طائرات ..
لا بواخر و لا اساطيل ..
لا ابراج و لا حتى ناطحة سحاب واحدة ..
ماذا ستضرب ؟ و ماذا ستقصف ؟ و ماذا ستدمر ؟ ..
ربما من حسنات النظام السياسي الديمقراطي الجديد ..
انه لم يترك للعراق و العراقيين و لو انجاز واحد ،
يمكن ان يدفع اي قوى بالعالم ،
من الدخول بمنافسة او مواجهة معنا ..
سيقولون عنا نياما و حاكمنا كلب ،
او خامسنا او سادسنا او سابعنا كلب ،
اما ثامننا فربما هو كلب ابن كلب ..
وقل ربي اعلم بعدتنا ..
صرنا اشبه باهل الكهف ،
لم يعد لنا شيء نخاف عليه ،
و لا شيء يخاف منه احد ، او يطمع به احد ..
عدا ثلاث ..
وطن بلا قيمة ،
مواطن بلا قيمة ،
و جدر كانت فيه قيمه ،
لكنها انسكبت قبل ان يبتلعونها الجياع ،
فاصبح فارغا من غير قيمة ..