19 ديسمبر، 2024 7:08 ص

ماهي المهام .. بعد الاعتصام..؟

ماهي المهام .. بعد الاعتصام..؟

يمكن القول ان النتائج الاهم.. التي تحققت بعد التظاهرات والاعتصام.. هي:
النتيجة الاولى: نقل مركز القرار العراقي من الخارج الى الداخل..
النتيجة الثانية: نقل مركز القرار العراقي من الطبقة السياسية الى الشعب..
النتيجة الثالثة: ايجاد واقع جديد.. ولاول مرة.. ومضمونه:
بعد اليوم.. تكون السلطة خاضعة للقرار الشعبي، ويمكن للشعب ان يبقيها او يسقطها.. وهذه هي النتيجة الاهم، لماذا..؟
لقد كانت الحكومات العراقية ولغاية هذا اليوم.. تتلقى الاوامر من الخارج ومن السفارات.. لان الطبقة السياسية -غالبا- تشعر ان علة وجودها وديمومتها مرتبطة بالعواصم والسفارات، وبالتالي، كانت حكومة الهدام والهالكي تتعالى على المطالب الشرعية، مستندة الى ما حصلت عليه من دعم واشنطن وطهران..
لقد كانت العلة الاساس للديكتاتورية والفساد في العراق، هي عمالة الحاكم وتبعيته للسفارات..
وهذا قد يفسر لغة التكبر والتطاول التي استخدمها الهدام والمالكي.. وانغماسهم بالفساد والسرقة والفشل.. واهمالهم للشعب وللخدمات.. وعدم شعورهم بما يعانيه الناس من واقع اقتصادي رهيب..
وهكذا.. صار العبادي ..قبل اسابيع، بعد ان انجر الى عبادة (السفارات) .. فتكبر على شعبه، واعتمد على سفارة واشنطن ولندن وطهران ..
للاسف.. لقد كان الشعب مساندا لهذا الواقع البائس بسبب الجبن والخنوع السائد والغالبي في الساحة.. حتى حصول حالة جديدة وصيرورة مقدماتها:
اولا: تحريك المياه الراكدة بتظاهرات شعبية ، محدودة، من قبل الناشطين والمدنيين..
ثانيا: حصول تلاقي وحسن ظن بين التيارات المدنية وتيار الصدر..
ثالثا: حصول ازمة اقتصادية مع تخبط في الاداء الحكومي..
رابعا: سكوت العبادي وانقلابه على اطروحاته الاصلاحية ..واصبح راعيا للفساد وحارسا للفاسدين..
خامسا: اصرار الطبقة السياسية على استخدام اوراق محروقة ورموز بائسة في ممارسة السلطة.
وشي اخر اهم هو: قيام الصدر الثائر بتهديم اصنام المنطقة الحمراء وتهديد سفاراتها وايجاد ضغط شعبي مؤثر وفاعل ، ومحاصرة طبقة الفساد ومن يرعاها..
يبدو ان واقعا جديدا قد تاسس اليوم.. بعد التظاهرات المليونية والاعتصام المنظم وظهو الصدر قائدا وطنيا وانفتاح الجيش والشرطة والناشطيين على مشروعه الاصلاحي الوطني..
وقد تحقق التالي:
اولا: صار صوت الشعب هو الاعلى.. وله اليد الطولى في تشكيل الحكومة او اسقاطها..
ثانيا: ستصغي الحكومات القادمة جيدا لصوت الشعب.. وتعمل على ارضاءه.. وتكون حريصة على خدمته.. وليس السفارات..
ثالثا: تشكل مفهوم الاصلاح الوطني في العقل الجمعي العراقي.. وسيكون له دور اساس في ايجاد واقع جديد افضل وقريب..
رابعا: تبلورت قوة شعبية تميزت بالنظام والوعي والهدفية في المطالب والخطوات الاصلاحية..
خامسا: تاسيس نظام وضابط جديد لاختيار الحكومة استنادا للكفاءة والخبرة والنزاهة.. وسيمتد الى مفاصل الدولة كافة.. وسينعكس على المستقبل العراق بتفاصيله كافة..
الا ان مهمة تقع على عاتق الوطنيين، وهي الحفاظ على هذه الثمار والنتائج وتكثيرها وتعميقها بالواقع.. بالتواصل بين التيارات كافة.. لاجل مستقبل الشعب والاجيال.. وللحديث بقية..

أحدث المقالات

أحدث المقالات