ما هي الفتوى؟
(قال ابن منظور: أفتاه في الأمر أبان له، وأفتى الرجل في المسألة واستفتيته فيها فأفتاني إفتاء، يقال:: أفتاه في المسألة إذا أجابه، والفتيا والفُتْوى والفَتْوى: ما أفتى به الفقيه، الفتح في الفتوى لأهل المدينة)
من هو المفتي ؟
وعرف العلماء المفتي بتعاريف عدة:
قال الشاطبي: “المفتي هو القائم في الأمة مقام النبي صلى الله عليه وسلم … “.
وقال ابن حمدان: “المفتي: هو المخبر بحكم الله تعالى لمعرفته بدليله. وقيل: هو المخبر عن الله بحكمه.
وقيل: هو المتمكن من معرفة أحكام الوقائع شرعًا بالدليل مع حفظه لأكثر الفقه”.
وقال ابن القيم: “المفتي هو المخبر عن حكم الله غير منفذ”.
وبما ان السيد السيستاني هو المرجع الاعلى للطائفة الشيعية في العراق لذالك هو الشخص الوحيد والمؤهل بأن يفتي بفتوى مثل فتوى الجهاد ,,
مرت اشهرعلى فتوى السيد السيستاني لأهل العراق وهي فتوى جهادية سميت (بالجهاد الكفائي ) وبشروطها كما تحدث عن ذالك ممثل المرجع الشيخ عبد المهدي الكربلائي من صحن الامام الحسين عليه السلام ..طلب السيد السيستاني لكل من يستطيع حمل السلاح الدفاع عن العراق والدفاع هذا جاء لكل التراب العراقي والفتوى ايضا لاتخص طائفة وتستثني اخرى .
والكفائي هو عدد المتطوعين للقتال مع القوات العسكرية لسد الحاجة في النقص او ان الدولة تأخذ من المتطوعين ما تحتاجه الدولة كفاية لتكملة قواتها وهي من تقرر كم العدد والنوعية القتالية للمتطوعين اللذين يستطيعون حمل السلاح ..
ممكن الاشارة ان السيد السيسيتاني المرجع الاعلى للطائفة الشيعية وهو المرجع الاول واعتبره العراقيين وبعض المتتبعين السياسيين والمحللين ان السيد السيستاني وطيلة فترة الاحتلال الامريكي وما بعده هو صمام الامان للعراقيين وهو الاب الروحي لمقلديه من الطائفة الشيعية ..
من الممكن القول ان فتوة السيد السيستاني هذه هي الثانية لمرجع شيعي منذ فترة اقتربت من القرن من الزمان عندما افتى مرجع الطائفة السيد الشيرازي في العام 1920 بالقيام للجهاد ضد المحتل الانكليزي ولم يفتي أي عالم شيعي بعد ذالك بفتيا من هذا النوع ومن نوع اخر.
من هذا يتبين ان المرجعية الشيعية دونا عن المذاهب الاخرى مقلة جدا في الفتاوي اذا لم نقل انها شبه معدومة ..ويجب التفريق بين الفتوى والاستفتاء والسئوال والراي فتلك ليست فتاوى …طبعا ان الفتيا او الفتوى ومن هذا النوع لا تأخذ في الظروف الطبيعية وهي ايضا لا تأخذ في كل الظروف حتى لو كانت تلك الظروف ظروف صعبة بل تتخذ في ظروف معينة يقدرها العالم وحده ويدرس تداعياتها ونتائجها وبدقة متناهية ,والوقت والمكان ايضا لهما التاثير على انجاح الفتوى ومردودات نتائجها الايجابية والمرجع وحده من يتحمل كل ما تاتي به الفتوى من ايجابيات وسلبيات وتضحيات
وهذا التحمل امام الله ..ودائما ماتكون الفتوى الشيعية مدروسة بدقة فالمرجع ربما وصل الى حالات لابد من اطلاق كلمته لايقاف امرا قد يؤدي بالوطن او الامة الى حال جدا سيء ,,
مر العراق منذ العام 2003 بوضع لايحسد عليه من احتلال وحروب طاحنة وقتال شرس بين المكونات وصل اشده بعد تفجير قبة الاماميين العسكرين الذي ادخل الشارع العراقي بحرب اهلية طائفية يشهد عليها القاصي والداني وبوجود تدخل انجلوا امريكي لكن مرجع الطائفة لم يتخذ مثل هذه الخطوة مع العلم ان الدماء التي سالت من قبل اتباع المرجع الشيعي الاعلى لايستهان بها من قتل وتفجير وذبح وتهجير اتت على الاخضر واليابس ولم يفتي المرجع بالجهاد للشيعة وانما ضل يردد ان (السنة ليست اخواننا بل انفسنا) وهذه المقولة بات يرددها اهل السنة الذي يعتبرون السيد السيستاني
صمام الامان للحفاظ على وحدة الكلمة والقول بين الطوائف العراقية والمذاهب ,,
بالتأكيد يوجد في العراق العديد من المذاهب والطوائف والقوميات والمرجع السيستاني هو مرجع لطائفة واحدة هي الطائفة الشيعية التي تعتبر الطائفة الاكبر في العراق واكثر ابناء الطائفة تتمركز في الوسط والجنوب وتعتبر هذه المناطق نوعما مناطق امنة من الارهاب وبعيدة عن يد الارهاب وهي مستقرة لاتحتاج لأن يفتي السيد السيستاني لمثل هذه الفتوى لأنقاذ طائفته وحثهم على القتال والاستشهاد وترك الزوجات والمال والبنون من اجل حمل السلاح ولم يتخذها ايضا في العام 2006 و2007 عندما كانت الطائفية تعصف بالعراق وأهله ,,
لذا فأن هذه الفتوى جاءت بعد ان دخلت المليشيات والعصابات القادمة من خارج الحدود والمسماة بداعش والقاعدة الى ثاني اكبر مدينة عراقية سنية وليست شيعية وبعد ان اصبحت بعض المدن الاخرى السنية ايضا تحت قبضة الارهاب تباعا مثل تكريت وديالى وقبلهما الرمادي عند ذاك صرح السيد السيستاني بفتواه لأنقاذ هذه المدن من براثن الجهل والقتل والابادة واعادة تلك المدن الى الحاضرة العراقية …الحق يقال ان الجيش بعد سقوط مدينة الموصل بيد عصابات داعش وأنهيار الجيش بكل معاني الانهيار وهروب قادة الجيش ومراتبه وترك اسلحتهم دون قتال لتستحوذ عليها تلك
المليشيات صار العراق بوضع لايحسد عليه وتوغل ذالك الانهيار والخذلان ليدب بجسد المواطن العراقي الذي استيقظ يوما ليجد انه لا يستطيع الاعتماد على جيشه ولا يمكن ان يستمر في بلد لا تستطيع حكومته توفير الامان له والامر هذا لايقصد به المناطق السنية بل أيضا المناطق الشيعية وليس الاكراد بمعزل عن هذه الخشية والخوف من كل ذالك لابد من يعدل او يغير او يصلح ما فسد ولايمكن ان يتم ذالك بجلب احدث الاسلحة ولا احدث الطائرات ولا اشرس المقاتلين في العالم حتى لأن الجبن والخوف امر ليس من الممكن اصلاحه بالسلاح والعتاد بل هو تركيب داخلي يعيش فيه
الانسان ويعيش في الانسان فلا الاعلام ولا النصائح الوطنية ولا شحذ الهمم تستطيع اعادة وضع المقاتل الى ماكان عليه لذالك انبرى السيد السيستاني بأعلان الجهاد للامة العراقية ولكل من يستطيع حمل السلاح بالقيام والنهوض لذالك الواجب وكل حسب موقعه اعلن ذالك على الملأ علنا وبدون تردد وبشجاعة فائقة قل نظيرها من مرجع شيعي في وقتنا هذا لأن الفشل يعود الى المرجع نفسه وهو ذو سلاح حاد جدا ربما يتوجه بعد ذالك الى المرجع نفسه طبعا ,,
بعد اعلان الفتوى هب الشباب والشيب وحتى النساء لتنفيذ امر المرجع الذي هو واجب كاي واجب يومي من واجبات المسلم وذهب الى ساحات التدريب والبعض من هؤلاء حمل السلاح الذي بحوزته وذهب الى الجهات المسئولة مطالبا الذهاب الى القتال وفعلا ذهب الكثير من هؤلاء خاصة وأن الفتوى هذه تعلن بوضوح ان من يسقط على ارض المعركة مدافعا عن بلده مضرجا بدمائه يعتبر شهيدا ولا يغسل ولا يكفن وهذا الدافع الكبير الاسمى. وفعلا تغير كل شيء وعادت مدن واصبح الجيش ومن يقف ظهيرا له من المتطوعين يقاتل بلا خذلان وبلا تراجع وبلا خوف بل اصبحت الانتصارات يوميا ملموسة
والاندفاع نحو طرد المليشيات الاجنبية بهمة لم يالفها الشعب من جنوده .
وهاهم العراقيين اليوم جميعا يدافعون عن مدن عراقية يقطنها غالبية سنية وفتيا الجهاد من مرجع شيعي .