هناك مثل عند الأنكليز يقول ( أذا أردت أن تهدم مرحاض بسبب رائحته الكريهة فلا تبني المرحاض الجديد بنفس طابوق المرحاض القديم ؟؟)
خليل الرفاعي
طل علينا امس مساءاً زعيم العراق الذي يرفض وبشدة أن لا يكون إلا الاعلى وإن ترك المجلس !!؟ بخطاب رنان وعريض وكأنه مناضل عظيم تسبقه ضجة اعلامية ودعاية مهوله من قبل قناة الفرات الفضائية التي أنشئها سماحته من ثروات الشعب المنهوبة مخاطبا الجماهير المجيدة والامة , طل علينا بجبته البيضاء الناصعة وعمامته السوداء ووجهه الوردي وبلسان فصيح وصوت ناعم جداً وإن بدا عليه الإنزعاج واضعاً خلف طلته البهية راية العراق التي تخلى عنها جميع من في الحكم سنه كانوا او شيعه بل أن البعض تآمر عليها وكأنه سيعلن يوم الفتح العظيم , تحدث وانا انصت واصغي له بألم وحرقة وهو يصف لنا وطنيته المفرطة وإندفاعه الواسع وحلم الشباب الواعد لقيادة هذا البلد الذي أشترك بحكمه لسنوات ومازال يحكم وسيحكم لسنين طويلة ..!!؟
14 عام من حكم الزعماء واولاد المراجع والاسياد ومئات الاحزاب والكيانات الإسلامية والمدنية وعشرات من الشخصيات البرجوازية والشيفونية والاقطاعية ومدعين الوطنية لم تفلح كلها بإنتشال المواطن العراقي البائس من الحضيض وبرك الوحل التي طمس بها على مدى كل هذه السنين وقبلها عقود من زمن الدكتاتور والقائد الضرورة , ورغم مئات مليارات الدولارات وإنفتاح البلد على كل دول العالم إلا أننا مانزال نستجدي من دول الجوار لوح الشوكلا وعلبة القشطه والقيمر فضلا عن بنى تحية محطمة ومدن كأنها مدن للاموات .. فاي وطنية هذه التي يمتلكها ساسة العراق ؟
تحدث كثيراً وتوعد الشعب بالكثير وكأنه ابتلع شريط من حبوب الهلوسة الوطنية التي يتناولها اغلب ساسة العراق حين يخرجون علينا من على الشاشات يتفاخرون بوطنيتهم التي قل نظيرها فلكل سياسي منهم لهجة وقصة وتاريخ نضالي رهيب , لكن اهم ماجاء بخطاب سماحته هو تأسيس ( تيار الحكمة الوطني ) وكأن الوطنية كانت مفقودة لسنوات والان وجدها والاهم من تأسيس التيار هو وعوده للشعب التي تضمنت الاتي ( توزيع الثروات على الشعب العراقي بالتساوي , اعلان العراق واحد من الفاو الى زاخوا , انعاش الاقتصاد واستثمار خيراته , ودعوة العالم الى العراق لاعماره ، وتقاسم العراق مع شركاء الوطن ؟؟ ) وغيرها الكثير من الوعود واحلام اليقظة
سيد عمار
هل كنت غافلا ماقبل 2017 عن الشعب العراقي لتقول أن عراق 2017 يختلف عن عراق 2003 ؟؟ اتسائل مالذي سيختلف بالعراق الواعد الذي تكلمت عنه بخطابك . هل ستسكن الفقراء ببيوت كالتي تسكن بها انت وبعض الساسة , ام ستعمل جاهداً على اعادة الكهرباء التي باتت حلم يحلم بها الموطن العراقي ليشعر فعلا انه إنسان .. ثم برأيك هل الوطنية بكثرة الاحزاب والإنشقاقات أم انها بالفعل والعمل . احزابكم هذه خلقتوها لتنهبوا ثوراتنا وتسلبونا عيشنا لا اكثر
أمريكا سماحتك دولة رقم واحد بالعالم يحكمها حزبيين الجمهوري والديمقراطي .ونحن نهدر ثرواتنا لجلاوزة احزابكم ومكاتبكم الفخمة وقصوركم وسياراتكم ذات الدفع الرباعي لم تكن تخرج علينا إلا بعد أن مررتم بمرحله حرجة من التصارع والتجاذب والتهاتر السياسي على السلطة بينك وبين قيادات المجلس امثال عادل عبد المهدي وجلال الدين الصغير وصولاغ ودولتكم العميقة
وأخيرا ياسيدي.. المرحاض النتن يجب ان يهدم ويبنى غيره لكن ليس بنفس الطابوق حتى لاتعود اليه نفس الرائحة الكريهة