19 ديسمبر، 2024 12:44 ص

ماهي الافكار التي يُحقن بها الدواعش؟

ماهي الافكار التي يُحقن بها الدواعش؟

ان المنهج الاسلامي الحقيقي هو منهج انساني، منهج رحماني، منهج تسعد به البشرية، وهو منهج متوازن ومتناسق، يوازن بين جميع القيم الانسانية الروحية والأخلاقية، وقد حفظ الاسلام للجميع تلك القيم فحرّم القتل بغير حقّ وإنتفض ضدّ عبوديات البشر وحارب الأصنام والأوثان التي تسفّه العقل الإنساني ولا تحترم تلك القيم العظيمة. ولعل الكثير من المطلعين والباحثين في الفكر الاسلامي والعقيدة الاسلامية يتفقون على ان منهج التقتيل والتكفير هو منهج دخيل على أصل الرسالة الاسلامية، بل هو دخيلا ايضا على تلك المراحل الزمنية للخلفاء الراشدين (رضي الله عنهم). وقد شهدت الازمنة الاسلامية وبالخصوص إبّان الدولة الاموية الكثير من الافعال البعيدة عن أخلاق وتعاليم الاسلام، وساهمت تلك الافعال بتشويه الاسلام ودسّت فيه الكثير من الافكار التكفيرية والاقصائية، فضلا عن الافكار التي تعكس إنحلال وإنحراف رموز تلك الدولة.

ولا يكاد يختلف إثنان على ان اصل الافكار التكفيرية هي افكار ابن تيمية التي تلقفها بعده تلميذه ابن قيم الجوزية وإنتشرت بين الامة، وعادت الآن لتمثل منهجا للتقتيل والتكفير نتج عنه انهارا من الدماء من قبل الدواعش أباء هذا الفكر المنحرف الضال المضل.

وقد أشار المحقّق السيد الصرخي الحسني في محاضرته الخامسة عشرة ضمن بحثه الاسبوعي الموسوم (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري) والذي يبث مساء كل يوم جمعة وسبت عبر قناة ( المركز الاعلامي) على اليوتيوب الى حقيقة وأصل هذا الفكر التكفيري الذي يُحقن به الآن الدواعش ليستبيحوا به دماء الابرياء واعراض الناس، حيث قال المحقق الصرخي:
“ليُجري كل منكم استقراءً: ما هي الأفكار التي يحقن بها هذا المغرر به القاتل؟ هل هي أفكار الخليفة الأول أبي بكر (رضي الله عنه) أوعمر (رضي الله عنه)، أو عثمان (رضي الله عنه) فضلًا عن أهل البيت (سلام الله عليهم)؟ لا يوجد… هل هي أفكار أبي حنيفة أو مالك أو الشافعي أو أحمد بن حنبل؟ لا يوجد، لكنها أفكار ابن تيمية، هذا هو الحاصل، هذا هو الواقع، فكل القتل والإجرام الذي يُفعل الآن، وكل الفكر التقتيلي، وكل سفك الدماء الذي يحصل الآن هو فكر ابن تيمية”.وبيّن الصرخي ايضا انه “عندما نتعامل مع أفكار ابن تيمية؛ لأنها هي القاتلة، فليس منهج عمر ولا منهج أبي بكر، ولا منهج عثمان ولا منهج أئمة المذاهب هو مذهب التقتيل والتكفير، بل هذا منهج التيمية”.ان ما يمارس الآن في عقول الشباب المسلم الذي تم تجنيده ليكون حطبا لمحرقة الفكر التيمي هو اسلوب ونهج ليس بجديد ولا يمكن التغاضي عنه كما فعل الباحثون والمحققون في السنوات الماضية عندما تركوه ينموا ليكون سلاحا فتاكا بيد التكفيريين الدواعش، فغرروا بالبسطاء والمساكين وإنتُهكت الحقوق والحريات ومورست بسببه ابشع انواع الجرائم وتحت مسمى (التوحيد) الذي ابتدعه ابن تيمية واتباع ابن تيمية.