ربما من الصعب جداً أن نطرح هذا الموضوع لأنه حساس في المجتمع البيئي الذي نعيش فيه أولاً ولأن المناهج التعليمية التي إعتدنا عليها تحتاج علاجات كثيرة ثانياً، فليس من الطبيعي أن نصلح أمراً صعباً للغاية كهذا ونترك موادنا التعليمية أو مشكلات التعليم كافة جانباً، لكن من المنطقي أن نطرح أيضاً الصور الحقيقية لمشاكلنا المجتمعية.. ومسألة إدراج التربية الجنسية ضمن المقررات المدرسية أمراً أثار جدلاً واسعاً في كثير من البلدان خاصة البلدان العربية وظل الحديث عنها سطحياً، نظرا إلى قلة أهل الاختصاص و من سيدرس هذه المادة؟ ومن الشريحة المعنية التي تتلقاها؟ كما بقيت طبيعة المادة في حد ذاتها مبهمة…
اليوم نسمع ونطالع كثير من الحوادث البشعة التي تخص التحرش أو الإعتداء الجنسي وكثير من تلك الحوادث يكون ضحيتها مجرد طفل.. ورغم أن الأمهات ييبذلن جهوداً من أجل حماية أولادهن إلا أن بعضهن يمارسن بعض الممارسات الخاطئة التي تجعل الأولاد يدخلون في هذه التجربة الصعبة والمؤلمة، إن أفضل طريقة لمواجهة هكذا مشكلات تتعلق بالجنس هي التربية الجنسية السليمة التي تعطى منذ الصغر لكي يكون لدى الشخص إلمام بطبيعته وكيفية التعامل مع التغيرات والغرائز والرغبات، فمنذ الطفولة تنشأ لدى الطفل غريزة جنسية وذلك وفقاً للأطباء والأبحاث العلمية، كما أن هذه الثقافة من هذا النوع معرفة يجب أن تمنح من قبل الأسرة والمجتمع والأسرة كونه شيء غير معيب بل حق مشروع لذا فإن حقوق الإنسان منحت حق التثقيف بما يخدم كرامته الإنسانية وصحته النفسية والجسدية، فمنذ عام 2019 أصبح التثقيف الجنسي في الولايات المتحدة إلزامياً فقد فرضتته في 24 من أصل 50 ولاية أمريكية، ذلك لأن التربية الجنسية تتعلق بالحياة العامة والتعامل مع العلاقات الأسرية والإجتماعية وليس كما هو الإعتقاد السائد الذي يرى أن الثقافة الجنسية تتعلق بعلاقة الجنس بين المرأة والرجل، وتعرف التربية الجنسية بأنها طريقة تعتمد على المناهج الدراسية التي تهدف إلى تزويد الاشخاص والمجتمعات بالمعرفة والثقافة الجنسية لمواجهة العقد النفسية والحالات العصبية وأشكال العنف كافة والإبتعاد عن نقل الامراض المعدية عن طريق الجنس وكذلك الحد من حالات الحمل غير المرغوب فيها ليكون المجتمع سوي خالي من المشكلات.
لذا علينا أن نواجه الحقيقة ونعلم ماهي أسباب مشاكلنا على الأقل، لأن حجب المعلومات وتجاهلها يؤدي إلى التخلف فالمعرفة قوة والسلاح قوة .