18 ديسمبر، 2024 7:52 م

ماهيّة تكالب الغرب ضدّ موسكو .!

ماهيّة تكالب الغرب ضدّ موسكو .!

هل يستحقُّ هجوم الجيش الروسي للأراضي الأوكرانية , مع بقاء العاصمة كييف صامدة لحدّ الآن , كلّ هذا التهافت المتزامن – المتسارع من دول اوربا بمعية الولايات المتحدة , لضخّ الأسلحة الصاروخية المتطورة , مع الإمداد اللوجستي المفتوح وارسال مجاميع كوماندوس بصفة متطوعين , لتكبيد القوات الروسية بأوسع الخسائر , وكلّ ذلك يجري مع صمتٍ مطبق من البرلمانات الأوربية كدول , فضلاً عن البرلمان الأوربي .!

   في ادراك خلفية هذه الماهيّة , وربما بعضها , فنستذكر أنّ الأتحاد السوفيتي السابق قامَ بإنزالٍ مظلّي بالدبابات على عاصمة جيكوسلوفاكيا ” براغ ” في عمليةٍ عسكريةٍ واسعة النطاق وبمباغتةٍ فريدة من نوعها < وجرى تسميتها آنذاك بعملية الدانوب > , وكان ذلك الحدث قد حدث في يوم 21 \ آب \ لسنة 1968 , لكنّ الأمريكان وحلفاءهم الأوربيين افتقدوا القدرات على ابداء ردّ الفعل العملي , وغضّوا النظر .

   الأحدث من ذلك , فعند قيام الأتحاد السوفيتي السابق بغزو افغانستان في سنة 1979 والبقاء هناك لنحو عشر سنينٍ , فإقتصر الدور الأمريكي آنذاك بتزويد المجاهدين الأفغان بتسليحٍ محدد < لا يمكن مقارنته  بتسليح الأوكران > وبتمويلٍ سعوديٍ , مع انعدامٍ لدورٍ يُذكر لدول اوربا , وكانت الولايات المتحدة تهدف الى ديمومة او ادامة الغزو السوفيتي لأطول فترةٍ , بغية الأستنزاف العسكري البطيء للسوفيت , ودونما الدخول بشكلٍ فاضحٍ متورط مع موسكو .

  أمّا اذا ما ذهبنا ابعدَ من ذلك ” في منتصف القرن الماضي ” , فأثناء العدوان الثلاثي على مصر < بريطانيا , فرنسا , واسرائيل – عام 1956 > والذي جرت تسميته ايضا بأزمة السويس , إثر قيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميم القناة , حيث نزلت القوات البريطانية والفرنسية غرب القناة , واحتلت اسرائيل صحراء سيناء , لكنّ المعادلة انقلبت على رأسها وبشكلٍ معاكسٍ , حيثُ هدّد الكرملين لكل من لندن وباريس بضرباتٍ صاروخيةٍ – نوويّة والى الحدّ أن جرى تحديد كمية ال ” ميغا طن ” الذرّي التي يتوجّب القاؤها على بريطانيا كيما لا يبقى أحدٌ هناك .! وما يماثل ذلك على فرنسا , فإنسحب الأنكليز والفرنساويين وكذلك الصهاينة من الأراضي المصرية , وسقطت حكومتا لندن وباريس , وسقطت معهما امبراطوريتهما , ومن المفارقات أنّ ذلك كان موضع ارتياحٍ امريكيٍ صامت , بغية الدخول الى الشرق الأوسط وثناياه وتغيير قواعد اللعبة .

لكنَّ ما يجري من مجريات التكالب شبه المهووس على روسيا – بوتين , فمؤدّاه الى تسريبات او معلوماتٍ مخابراتيةٍ دقيقةٍ مسرّبة وصلت الى بعض السوشيال ميديا العربية , حيث جرى الكشف عمّا يذهل العقول فعلاً , حيث تبيّن واتّضح أن اوكرانيا تحتضن اكثر من سبعين مختبرٍ جرثومي وبيولوجي تُصنّع فايروسات الكوفيد السائد ودلتا اوميكرون مع داء الكلب والجدري وسواها من تفاصيلٍ ميكروبية تهدد البشرية , وكان الحدّ الأدنى من الأدنى هو جنّي مليارات المليارات من الدولارات في بيع لقاحاتٍ مضادة او شبه مضادة  وبتسمياتٍ وتصنيفاتٍ متباينة .!

  هذه الحرب الأوكرانية – الروسية التي يصعب تحديد توقّفها , ويترآى انها ستستمرّ ” امريكيا – اوربيا ” حتى بعد انتهائها المفترض , ولذلك أبعادٌ لم ترتسم على مستوى الرأي العام العالمي , لكنّ الرئيس زيلينسكي وحاشيته لابد من محاكمتهم كجرمي حرب من الدرجة الأولى , وليس محاكمة الرئيس بوتين كما زعمَ وإدعى الرئيس بايدن , إنْ لم يكن مشمولاً بهذه المحاكمة المفترضة لحدّ الآن .!