7 أبريل، 2024 1:55 ص
Search
Close this search box.

ماهيّة الرّد العسكري الإيراني والإنعكاسات

Facebook
Twitter
LinkedIn

  وفقاً لسياقاتٍ مخابراتية في مختلف اجهزة الإستخبارات في معظم دول العالم , ابتدأت اجهزة < الموساد و” الشين بيت ” و ” أمان – شعبة الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية > بوضع الخطوط العريضة والأولى لحالة الإستنفار الأمني من قبل الشروع بقصف القنصلية الإسرائيلية بوقتٍ قصير , لتتسّع دائرة الإستنفار ” فور تدمير المبنى بالكامل , الى كافة الوحدات العسكرية ومراكز الطوارئ الخاصة , ولينتشر الإستنفار كأنتشار النار في الهشيم الى كافة الأحزاب والقوى السياسية المعارضة والداعمة لنتنياهو وللحرب في غزّة , وتلقائياً الى كل سكّان اسرائيل وفي كلّ شبرٍ منها .

يجدر القول أنّ مهما غدت الإعتبارات الأمنية والفنية لحالة الإستنفار والإنذار  , فإنّ ما سبقه هو ” الإستنفار النفسي ” المضطرب لكلّ من يتواجد على الأرض الإسرائيلية – الفلسطينية , ويتضاعف ذلك ” بتناسبٍ طردي – وفق الرياضيات – وبنسبةٍ مرتفعةٍ من التضخم , كلّما تأخرّ الرد الإيراني ليومٍ او لآخر ” او اكثر ” , ليس للتهيئة اللوجستية للرّد الإنتقامي فحسب , لكنه يقع ضمن الحرب النفسية وحرب الإعصاب المرتبطة بعناصر التوقيت والمباغتة والتضليل .

إذ قد تضحى او تمسى الملاحظات والمؤشرات في الأسطر اعلاه كإنعكاساتٍ اوليّة تسبق الضربة او الضربات الأيرانية المضادّة او المقابلة , فإنّ استقراءات ردّ القيادة الإيرانية , فإنها محددة  بثوابتٍ لا مجال للعدول عنها عسكريا , حيث لن تشارك مقاتلات وقاذفات سلاح الجو الأيراني في العملية المقبلة , اذ اسقاطها قبل وصولها الحدود والأجواء الأسرائيلية أمرٌ لابدّ منه , من خلال التكنولوجيا العسكرية الأمريكية قبل الأسرائيلية , حيث تتحدد آليّة الهجوم الإيراني المضاد عبر المسيّرات والصواريخ ( التي لم يجر استخدامها من قبل من نواحي مدياتها واوزان مادة التفجير فيها ) من قِبل الميليشيات والفصائل التي تأتمر بأمرة وليّ الفقيه , والتي هي المرشّحة ضمنياً بتولّي المهمة القادمة , لكنّ مايختلف عمّا مضى وانقضى , وهو ما يقضُّ مضاجع القيادات الأسرائيلية , لا يرتبط بإتجاهات الضربة الأيرانية المقبلة ” التي لا تتأخّر ” سواءً من الجنوب اللبناني او الحوثيين  او الميليشيات العراقية والأخرى المتعددة الجنسية في الأراضي السورية , وتحديدا في الفصائل المسلحة داخل الأراضي العراقية , إذ من المرشّح وبدرجةِ حرارةٍ مرتفعة ! أن تنطلق الهجمات المضادة لهذه التنظيمات في وقتٍ واحدٍ وفي دقيقةٍ واحدة على اهداف مختلفة ومتعددة داخل اسرائيل .

  العنصر الستراتيجي في ماهيّة الرّد العسكري الأيراني لا يقتصر على ما جرى ذكره في السطور الأخيرة هنا , لكنّما ما يسبب عناصر القلق والأرق والعرق ليهود اسرائيل هو :

عدد الضَربات الصاروخية والمسيّرات التفجيرية , والى عدد الأيام والتوقيتات التي ستستمر فيها , وخصوصاً اذا ما كانت متقطّعة ” ببرمجةٍ ممنهجة ومقصودة ” لإنزال الرعب لدى الأسرائيليين .!

   للإحاطةِ بمسافةٍ أبعد في هذا الشأن , فمنذ يوم او الساعات التي انهمرت قنابل وصواريخ المقاتلات الإسرائيلية على مبنى القنصلية الأيرانية , فإنّ الأقمار الصناعية الأمريكية ” وربما سواها من دول الغرب كلندن وباريس ” بجانب وسائل الأستطلاع الجوي وآليات المراقبة والتجسس , قد جرى تحريكها وتسليطها لمراقبة وملاحظة اذا ما كانت صواريخ الإيرانيين ستنطلق من داخل الحدود الأيرانية المحاذية او الملاصقة للحدود العراقية – الأيرانية المشتركة .! ولهذا تَبعات وابعاد اخريات , وربما حتى من داخل الحدود الجغرافية العراقية القريبة من خط الحدود الأيرانية .! والأمر له ما له من تداخلات ومضاعفات , وهي مؤجّلة آنياً الى لحظة الشروع بتفيذ الرّد العسكري للقيادة الأيرانية , وما قد يفرزه من افرازاتٍ ما على صعيد قيادة نتنياهو الغاطس في وحل مدينة رفح الفلسطينية ومن قبل ان تقتحهما قواته .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب