18 ديسمبر، 2024 9:42 م

ماهيّة الرّد العسكري الإيراني والإنعكاسات

ماهيّة الرّد العسكري الإيراني والإنعكاسات

  وفقاً لسياقاتٍ مخابراتية في مختلف اجهزة الإستخبارات في معظم دول العالم , ابتدأت اجهزة < الموساد و” الشين بيت ” و ” أمان – شعبة الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية > بوضع الخطوط العريضة والأولى لحالة الإستنفار الأمني من قبل الشروع بقصف القنصلية الإسرائيلية بوقتٍ قصير , لتتسّع دائرة الإستنفار ” فور تدمير المبنى بالكامل , الى كافة الوحدات العسكرية ومراكز الطوارئ الخاصة , ولينتشر الإستنفار كأنتشار النار في الهشيم الى كافة الأحزاب والقوى السياسية المعارضة والداعمة لنتنياهو وللحرب في غزّة , وتلقائياً الى كل سكّان اسرائيل وفي كلّ شبرٍ منها .

يجدر القول أنّ مهما غدت الإعتبارات الأمنية والفنية لحالة الإستنفار والإنذار  , فإنّ ما سبقه هو ” الإستنفار النفسي ” المضطرب لكلّ من يتواجد على الأرض الإسرائيلية – الفلسطينية , ويتضاعف ذلك ” بتناسبٍ طردي – وفق الرياضيات – وبنسبةٍ مرتفعةٍ من التضخم , كلّما تأخرّ الرد الإيراني ليومٍ او لآخر ” او اكثر ” , ليس للتهيئة اللوجستية للرّد الإنتقامي فحسب , لكنه يقع ضمن الحرب النفسية وحرب الإعصاب المرتبطة بعناصر التوقيت والمباغتة والتضليل .

إذ قد تضحى او تمسى الملاحظات والمؤشرات في الأسطر اعلاه كإنعكاساتٍ اوليّة تسبق الضربة او الضربات الأيرانية المضادّة او المقابلة , فإنّ استقراءات ردّ القيادة الإيرانية , فإنها محددة  بثوابتٍ لا مجال للعدول عنها عسكريا , حيث لن تشارك مقاتلات وقاذفات سلاح الجو الأيراني في العملية المقبلة , اذ اسقاطها قبل وصولها الحدود والأجواء الأسرائيلية أمرٌ لابدّ منه , من خلال التكنولوجيا العسكرية الأمريكية قبل الأسرائيلية , حيث تتحدد آليّة الهجوم الإيراني المضاد عبر المسيّرات والصواريخ ( التي لم يجر استخدامها من قبل من نواحي مدياتها واوزان مادة التفجير فيها ) من قِبل الميليشيات والفصائل التي تأتمر بأمرة وليّ الفقيه , والتي هي المرشّحة ضمنياً بتولّي المهمة القادمة , لكنّ مايختلف عمّا مضى وانقضى , وهو ما يقضُّ مضاجع القيادات الأسرائيلية , لا يرتبط بإتجاهات الضربة الأيرانية المقبلة ” التي لا تتأخّر ” سواءً من الجنوب اللبناني او الحوثيين  او الميليشيات العراقية والأخرى المتعددة الجنسية في الأراضي السورية , وتحديدا في الفصائل المسلحة داخل الأراضي العراقية , إذ من المرشّح وبدرجةِ حرارةٍ مرتفعة ! أن تنطلق الهجمات المضادة لهذه التنظيمات في وقتٍ واحدٍ وفي دقيقةٍ واحدة على اهداف مختلفة ومتعددة داخل اسرائيل .

  العنصر الستراتيجي في ماهيّة الرّد العسكري الأيراني لا يقتصر على ما جرى ذكره في السطور الأخيرة هنا , لكنّما ما يسبب عناصر القلق والأرق والعرق ليهود اسرائيل هو :

عدد الضَربات الصاروخية والمسيّرات التفجيرية , والى عدد الأيام والتوقيتات التي ستستمر فيها , وخصوصاً اذا ما كانت متقطّعة ” ببرمجةٍ ممنهجة ومقصودة ” لإنزال الرعب لدى الأسرائيليين .!

   للإحاطةِ بمسافةٍ أبعد في هذا الشأن , فمنذ يوم او الساعات التي انهمرت قنابل وصواريخ المقاتلات الإسرائيلية على مبنى القنصلية الأيرانية , فإنّ الأقمار الصناعية الأمريكية ” وربما سواها من دول الغرب كلندن وباريس ” بجانب وسائل الأستطلاع الجوي وآليات المراقبة والتجسس , قد جرى تحريكها وتسليطها لمراقبة وملاحظة اذا ما كانت صواريخ الإيرانيين ستنطلق من داخل الحدود الأيرانية المحاذية او الملاصقة للحدود العراقية – الأيرانية المشتركة .! ولهذا تَبعات وابعاد اخريات , وربما حتى من داخل الحدود الجغرافية العراقية القريبة من خط الحدود الأيرانية .! والأمر له ما له من تداخلات ومضاعفات , وهي مؤجّلة آنياً الى لحظة الشروع بتفيذ الرّد العسكري للقيادة الأيرانية , وما قد يفرزه من افرازاتٍ ما على صعيد قيادة نتنياهو الغاطس في وحل مدينة رفح الفلسطينية ومن قبل ان تقتحهما قواته .!