هناك دراسات عديدة تُعرف الدعاية الانتخابية بشكل عميق وهي:
أولاً: الدعاية لغـةً: من الفعل دعا، يدعو، دعاية والمقصود نشر الأفكار وعند المحدثين نشر الدعوة لشخص ما، ضرب ما، ومبدأ ما.
ثانياً: الدعـايـة اصطلاحاً: تعددت تعريفات الدعاية واختلفت فيما بينها نتيجة التغيرات التي أدخلت عليها بمرور الزمن، وقد شهدت الدعاية ظهور اصطلاحات عديدة متداخلة مع مفاهيم واصطلاحات أخرى بشكل يصعب التمييز بينها، ومنها (الحرب النفسية، حرب المعلومات، الغزو الثقافي، التسمم السياسي، غسيل الدماغ، التضليل الإعلامي) وهذا التعدد في الأوجه والمسميات أوجد صعوبة في تعريف الدعاية الانتخابية بشكل دقيق، وهذه المفردات تختلف من مكان إلى آخر وفقاً لموقف الرأي العام من طبيعة التعامل النفسي.
فالدعاية الانتخابية كما يعرفها “د.صفوت محمد العالم” هي كافة أنشطة الاتصال التي تهدف إلى تدعيم الثقة في الحزب أو المرشحين السياسيين بشأن حاله إنتخابية معينة وإمداد جمهور الناخبين بالمعلومات محاولة منها التأثير بكل الوسائل والإمكانات والأساليب المتاحة وجميع قنوات الاتصال والإقناع بهدف الفوز في الانتخابات أو زيادة مؤيدي الحزب ومرشحيه وإبراز صورته أمام الناخبين، كما عرفها “د.محمد كمال القاضي” بأنها مجموعة الأنساق الاتصالية المباشرة وغير المباشرة التي يمارسها مرشح أو حزب ما بصدد حالة إنتخابية معينة بهدف تحقيق الفوز عن طريق الحصول على أكبر عدد ممكن من أصوات الهيئة الانتخابية.
وتعرف الدعاية الانتخابية: ايضاً بأنها مجموعة الأنشطة التي يقوم بها الحزب أو المرشح السياسي لإمداد الجمهور والناخبين بالمعلومات عن برنامجه وسياسته وأهدافه الانتخابية ومحاولة التأثير فيهم بكل الوسائل والأساليب والإمكانات المتاحة عن طريق جميع قنوات الاتصال والإقناع بهدف الحصول على أصوات الناخبين وتحقيق الفوز في الانتخابات”.
كما عرف “جاك ايلوس”Jaques Ellus الدعاية الانتخابية: بأنها “نظام شامل ووسيلة للتحايل للحصول على الرضا، وإنها تسعى إلى حث الجماهير على أن تتصرف وكأنها مقتنعة بأن تصرفاتها نابعة من إرادتها، وان ما تفعله إنما هو بناء على قرارها, ولكي تكون الدعاية فعالة لابد أن تتبع وسائل مألوفة، لأن الوسائل غير المألوفة تدفع الجماهير إلى أن تتوقف وتفكر وربما لا تتصرف عندئذ على النحو المرغوب فيه”.
وتعرف ايضاً الدعاية الانتخابية: بأنها كافة أنشطة الاتصال التي ترمي إلى دعم الثقة في الحزب أو المرشحين السياسيين بشأن حالة إنتخابية معينة وإمداد جمهور الناخبين بالمعلومات ومحاولة التأثير فيهم بكل الوسائل والإمكانيات والأساليب المتوفرة عن طريق جميع قنوات الاتصال والإقناع للفوز في الانتخابات وزيادة مؤيدي الحزب ومرشحيه وإبراز صورته المرغوبة أمام الناخبين”.
كما تم تعريف الدعاية الانتخابية: بأنها الوسائل التي يعتمدها المرشحون أو الأحزاب السياسية المتنافسة للوصول إلى إقناع الناخبين ودفعهم إلى التصويت لمرشح ما أو لقائمة ما، وتوظف الدعاية الانتخابية جهود الأشخاص المؤثرين في مجالهم ( كرجال دين أو رؤساء القبائل أو المشاهير في الأدب والفن والرياضة) أو في أي ميدان آخر ويقسمون هؤلاء إما جمهور متطوعة ومحترفة (مقابل أجر مادي) أو شيوخ القبائل وقادتها من الأرياف والأحياء الشعبية التي تعمل على تبادل المصالح مع المرشح أو لديها مطالب محدودة ضمن برنامجه الانتخابي أو لهم نشاط واضح في شراء أصوات البسطاء والفقراء والمحتاجين مادياً وبيعها للمرشحين،
ونتيجة للمتغيرات التي تحيط بالعملية الانتخابية مع رصد وتقويم سبل الدعاية التي يستخدمها المرشحون وكيفية شراء أصوات الناخبين واستغلال احتياجاتهم ومطالبهم تقوم الدعاية على أسلوب علمي وعلى احترام عقلية الناخب محاولة منها لكسب ثقته بأسلوب يحترم حقوق الفئات المهمشة وعلى رأسها النساء اللاتي لا يجدن من يصغى إليهن ويستمع إلى مشاكلهن فيكون صادقاً في التعبير عنهن، وتمثل الدعاية الانتخابية أبرز الوسائل التعريفية للمرشح ومن خلالها يطرح برامجه السياسي والاقتصادي والإجتماعي وما يتبعها من إجراءات وتدابير وآليات لتنفيذ الدعاية الانتخابية التي تتمثل بوسائل الانفاق المالي ومصادره وعلاقة ذلك بالمال العام واستخدام مؤسسات الدولة لهذا الغرض وتقوم الدعاية بدور تثقيفي كبير، وتشارك مع وسائل وقنوات أخرى في توعية المواطنين بالمسائل المتصلة بالعمل العام والشؤون السياسية قبل وأثناء الانتخابات من خلال إذاعة وإعلان البرامج الانتخابية المتنوعة للمرشحين الأمر الذي يتيح الفرصة أمام الجمهور للإطلاع والمشاركة الحقيقة في شتى أنواع المناقشات والهموم والتحديات وهناك علاقة طرديه بين مستوى الوعي والثقافة والتعليم من جهة ومستوى المشاركة في الانتخابات من جهة أخرى.
أن مفهوم الدعاية الانتخابية اشمل وأوسع من اصطلاح الحملة الانتخابية، ويتبادر إلى الذهن أن الحملة الانتخابية قد تنحصر على الانتخابات، ولكن المختصون يستخدمون إصطلاح الحملة الانتخابية للدلالة على المقصود من الدعاية الانتخابية والمراد بها مجموعة الأعمال التي تقوم بها الكتلة الانتخابية أو الحزب أو المرشح نفسه في المدة التي تسبق موعد الانتخابات المحدد رسمياً وقانونياً وليس لها من هدف سوى تغيير القناعة بالانتقال من موقف المعارضة إلى التأييد أو العكس.
وأياً كان تأثير هذه الدعاية الانتخابية فهي مهمة بالنسبة للمرشحين لأنها دليل للجمهور الذي ينبغي أن يشعر بأن الانتخابات أصبحت قريبة، وعن طريقها يتم الإطلاع وبشكل عميق على برامج المرشحين وتبني قناعات محددة تسهم في تحديد البرامج الجديرة بالفوز في الانتخابات، وتتميز أنظمة الاتصال السياسي في المجتمعات الديمقراطية المتقدمة بوجود قنوات عديدة يمكن من خلالها نقل الرسائل الاتصالية السياسية التي يهتم بها الجمهور وتوزيعها ولا تكتفي بالدعم الرسمي لحملاتها.
ويمكن القول أن التعريفات والمفاهيم للدعاية الانتخابية تدخل ضمن فكرة التأثير الاتصالي الهادف وتغيير السلوك وتحقيق الإستجابة أو ترمي إلى السيطرة على السلوك الانتخابي وضمان الفوز في الانتخابات، ويتقدم المرشحون السياسيون في إطار كياناتهم السياسية عرض لبرامجهم وسياساتهم على الناخبين وإعطاء صورة حسنة لجمهورهم محاولة التأثير فيهم بكل الوسائل والإمكانيات المتوفرة عن طريق قنوات الاتصال الجماهيري بقصد تحقيق الفوز في الانتخابات.
ان دراسة مفاهيم الدعاية الانتخابية في إطارها النظري معتمداً على التحليل والاستنتاج من خلال جمع مفاهيم الدعاية “القانوني والإعلامي والسياسي” مروراً بالتدرج العلمي للدعاية الانتخابية وتطورها في العراق فضلاً عن العوامل الإجتماعية والدينية في ذلك للوصول إلى تصور دقيق عن المفهوم والوقوف على تطوراته.