21 أبريل، 2024 8:36 ص
Search
Close this search box.

ماهو شكل المنطقه بعد ان يسحق وباء كرونا كل طموحات واهداف وتطلعات ترامب وامريكا

Facebook
Twitter
LinkedIn

يبدو ان فلسفة توجهات الرئيس ترامب منذ تسلمه السلطة… تعمل من اجل تعزيز الهيمنه وابراز نزعة السطوه …لكن يبدو ان الرجل فقد قدرته على طرح الامور بلغة القائد المهيمن والامر الناهي والفارض فرضاً وجود امريكا على قمة الامم والشعوب …. ظهر جلياً بعد فرض فايروس كارونا وجوده على العالم ….لكن سبحان الله فقد تغيرت الاحوال وتحولت فجاتاً نبرة الخطاب ولهجة التصعيد والتهديد ولغة الوعيد الى اسلوب فتح الحوار (الاقتصادي …الامني …التجاري …العسكري) بحيث يحقق مصالح الجانبين …والواقع ان فلسفة القوة والفرض لم تعد تجدي في هذا الوقت (بعد اسقاط الطائرة المسيره …وضرب قاعدة عين الاسد) …بعد استشهاد سليماني والمهندس …مما دفع امريكا الى التفكير بضرورة تقليص حجم التواجد الى درجه تؤمن السيطره بحيث تبقى المصالح قائمه …والتواجد لا يعني حجم العراق وانما استغلال جغرافية الارض لمراقبة ايران التي تشكل جوهر الهدف …في حين كان البرنامج قبل ظهور (كورونا) ينفذ بطريقة (محاصرة ..ومراقبة) وضغطوا ثم تراجعوا واخلوا الحبانيه وكركوك والقياره والبوكمال وقبلها في التاجي وبلد …كما تراجع تاثيرهم النفسي على شعوب المنطقه … لانهم اعتقدوا انهم سيحلون مشاكل اضحت تهدد مصالحهم ووجودهم في المنطقه …لذلك دعوا للتفاوض مستغلين ضعف حكومة تصريف الاعمال المنتهية الصلاحيه …لكي يتشبثوا باي خيط يؤمن تواجدهم … ولذلك فانهم سيرفعون سقف الشروط عند التفاوض …لكنهم سيوافقون باقل الشروط التي تؤمن تواجدهم في قاعدتي عين الاسد وحرير بعد تدعيمهما بصواريخ ( الباتريوت) لانها ستعزز تواجدهم وستبقي هذا التواجد والمراقبه متواصلين …وهنا اشتدت ضغوطهم بفرض (رجلهم) وقد يكون (الزرفي) او شخص اخر يتم تحضيره على نار هادئه … وربما ستدغدغ به مشاعر العراقين معتمدين على ترويج فكرة الجانب الاقتصادي كبديل للفوضى والحرب والصراعات العسكريه …وهي في جوهرها كفكره يتقبلها الكثيرون من شرائح الشعب العراقي ومن خلالها (كوجهة نظر جديده تطرح) بالجانب الاخر فان المصالح اولاً التي تحقق الهيمنه والتحكم بمقدرات البلد …دون حاجة للسلاح وتقديم التنازلات … مع تاكيدها على ضرورة ضبط السلاح …وستوظف قدرتها الاعلاميه في التاثير والتضليل وخلق شرخ في المجتمع من اجل ايجاد مجاميع تساند التوجه الجديد ( وهي بارعه بالتضليل) دون اثارة متاعب وترك ايران بهدنه غير معلنه لحين اكمال السيطره مع التركيز على قيادة العمليه من خلف الستار بدلاً من كشف الامور …لكن هل سيغير (وباء كارونا) هذه التوجهات ام سيعجل بها.
في مهمات التخطيط الستراتيجي لاي نشاط عند اقراره والبدء بتنفيذه …تظهر الكثير من الفجوات التي تتطلب معالجات لردمها…فقد تكون ( فجوات خلل يتطلب التوسع…وقد تتطلب التعديل …او التغير…اوالتطوير ) سواء بالوسائل اوالفكره وحتى تاجيلها لحين توفر ظروف تساعد على انجازها …لكن واقع حال امريكا انها تعتمد هذا النهج (مابعد استشهاد سليماني والمهندس) لكن انغماسها بوباء كارونا اعاد الامور الى المربع الاول وربما ستدفعها الامور الى اعادة النظر بجميع ستراتيجياتها …لاعادة تحليلها من جديد وربما الى تصحيح مساراتها لكي تخدم الهدف الستراتيجي من خلال تكتيكات تنسجم مع الهدف.
لكن يبدوا ان امريكا قد وضعت لها خطه تحمي مصالحها وتعزز مكانتها بالمنطقه بحيث تبسط سطوتها…وماحدث فهو لاول مره واجهته ايران ( اسقاط الطائره المسيره على مضيق هرمز …وضرب قاعدة عين الاسد ) وارادوا اقحام امريكا بالمواجهة لكن هذا لم يحدث …وقدتم التراجع عنه لاسباب معروفه …واعادوا للاذهان فكرة خروج قوات الاحتلال عام ٢٠١١…لكن انتقادات مجلس الشيوخ باعتبار الخروج كان خطأ كبير ارتكبته امريكا … هنا تبلورت حجج جديده ك( حجة الارهاب) وجائوا بحجة ضرورة وجود المستشارين ودخل الامريكان مع مستشارين من دول حلف الاطلسي …وتوسعت وتعددت قواعدهم وتجاوزوا فوق هذا كله من خلال فرض توجيهات واوامر على الحكومة التي تتقاذفها الامواج العاتيه نتيجة التدخلات السافره …لكن كارونا اظهر هشاشة هذه التوجهات وضعفها فقد ظهرت معارضة لها من قبل الاتحاد الاوربي وحلف الناتو والجماهير العراقيه الرافضه للتواجد الاجنبي …لكن مصالح امريكا هي الاساس ولاشي دونها.
لكن يبدو ان الرياح ما بعد كرونا ستعيد النظر في وضع الاحلاف …وقد يفرض الوضع شروط جديده وامور اخرى …(فلا تصعيد في المنطقه …ولا صراع عسكري مع ايران) وسيبقى كل شي مؤجل الى ان تظهر نتائج الانتخابات الامريكيه القادمة…وسيكون لكل حادث حديث …فربما قد يستطيع وباء كرونا ان يطيح بطموحات ترامب وخططه واحلامه ووجوده …وسيبقى الخليج معافى وستمخر السفن النفطيه والعسكريه …وربما سيرسي العالم على اسس جديده تتم الموافقه عليها …الا السعوديه الوهابيه المتطرفه فإن خضوعها قد يكلفها وجودها …فهل ستلتزم وتقبل بالوضع الجديد …ام ستتفتت وتنتهي من اسرة ال سعود الى جمهورية نجد والحجاز …ام ستواجه قدرها للتغيرات التي ستشمل العالم …من يدري ربما…كل شي جائز !!!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب