بداية وقبل ان ابدأ بالشيء المهم في هذا المقال وددت ان ابين نقطة مهمة وهي ان الشعب العراقي لم يصل لحد الان الى مستوى الشعوب التي تؤمن بالتغيير وان المسؤول مجرد موظف يؤدي خدمة عامة ولايستحق الشكر عليها حيث انها من صميم واجبه وان كل مايقوم به العراقيون من الحفاوة الزائدة لبعض المسؤولين تندرج تحت عنوان(اللواكة) لاغير هذا من جهة ومن جهة اخرى على المستوى العمل السياسي فان السياسيين في بلدنا ايضا لم يصلوا بعد الى الاعتقادبخدمة البلد اولا وخدمة هذا الشعب المظلوم قبل كل شيء فلا توجد هناك معارضة سياسية ولا يوجد هناك ما يسمى باللوبي او جماعة الضغط لتوجيه او تقويم السلطة التنفيذية في عملها ولذلك كانت هذه النتائج المرعبة وعلى كافة المستويات ومنذ احتلال ارضنا المعطاء والى يومنا هذا , كل ذلك يحتم علينا ان لا نعطي الامور اكثر من حجمها ولا نحمل الشعب اكثر من طاقته وان نكون واقعيين عندما ننقد أونبين بعض الحالات التي نراها في المجتمع واما الشيء المهم الذي اردت ان ابينه في هذا المقال هو ازدياد الحملة الاعلامية ضد دولة رئيس الوزراء الاستاذ نوري المالكي في هذه الايام وفي كل وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي والى درجة انك لا تجد الان موقعا من هذه المواقع الا وتجد فيه مقالا او تعليقا او صورة تنتقد اداء الحكومة وعلى رأسها دولة رئيس الوزراء وحقيقة ان هذا الامر قد استوقفني وبعد تفكير طويل توصلت الى الاسباب الاتية :
1. الشعب العراقي وبعد مرور هذه السنين الطوال بعد الاحتلال والى يومنا هذا وعلى الرغم من كل ما يمر به من قتل وارهاب وفقر ومرض وفساد وغيرها من الامور التي اصبحت مستشريه في مجتمعنا مع كل ذلك تولدت لديه ملكة يستطيع من خلالها ان يميز الصالح من الطالح في اداء رئيس الوزراء ولذلك فان الذي يكتب او يعلق على اداء رئيس الوزراء لايقصده كشخص او لديه مشكلة شخصية معه ولكن باعتباره فردا من افراد الشعب الذي يتولى ادارته السيد رئيس الوزراء وهو الان يعاني مايعاني من الفشل الذريع لهذه الادارة في تمشية امور الناس .
2. الشعب العراقي الى الان يقول كان (هدام) يفعل كذا وكذا والان ايضا يقول ان المالكي فعل كذا وكذا ولاوجودلشيء اسمه الحكومة او الكابينة الوزارية في مخيلة الشعب فالناس تنظر الى من هو في قمة الهرم ولاتنظر لغيره ولذلك فمن الطبيعي ان تظهر الانتقادات الكثيرة لأداء دولة رئيس الوزراء .
3. الشعب العراقي لم يلمس لحد الان تغييرا معتدا به بعد سقوط الهدام اللعين فما زال الظلم ومازال الفقر ومازال التخلف الذي اختلف ان العراقيين كانوا يقتلون في الخفاء واما الان فيقتلون في وضح النهاروكانت الحكومة لاهية عن شعبها وتلقي به في لهوات الحروب واليوم الحكومة ليست لها علاقة بمايحدث للشعب المهم هو البقاء في السلطة وليذهب الجميع الى الجحيماذن لا نستغرب ان يقوم الناس بنقد الحكومة ودولة رئيس الوزراء .
4. على الرغم من القتل اليومي والتهجير والفقر والفساد وانتشار الامراض المستعصية بين فئات المجتمع نلاحظ ان دولة رئيس الوزراء لا يقوم بتقديم حلول واقعية يمكن ان تخفف من وطئة مايحدث حتى ولو رمزيا بينما نرى في المقابل ان دولة رئيس الوزراء يذهب الى اكثر من دولة للتوقيع على صفقات بمليارات الدولارات لشراء طائرات ودبابات وصواريخ وكأننا في حرب او مقدمين على حرب او اننا نواجه عدوا نظاميا لذلك يكون الرد بقيام الناس بالكتابة والتعليق والنقد لسياسة دولة رئيس الوزراء .
5. نحن الان على اعتاب الانتخابات البرلمانية ونهاية الدورة الانتخابية الحالية وانتهاء مهام رئيس الحكومة والذي شغل المنصب لدورتين متتاليتين ولم تقدم الحكومة للشعب الا امورا بسيطة وهي تحصيل حاصل ومع ذلك يقوم دولة رئيس الوزراء بالسعي الحثيث للحصول على ولاية ثالثة وكأن النساء قد عقمت ان تلد مثله وكأننا لانعيش الان في القرن الواحد والعشرين والزمن في تسارع والعالم من اقصاه الى اقصاه ينادي بالتغيير وعدم الابقاء على شخص مهما كان وعليه فالمفروض الا نستغرب من قيام البعض بتوجيه الانتقاد الى دولة رئيس الوزراء .
6. على الرغم مما تقوم به الجهات السياسية والوسائل الاعلامية بفضح الفاسدين وتقديم الادلة على ذلك وبالوثائق فأننا لانرى اي رد فعل من دولة رئيس الوزراءوكأن الامر لايعنيه فلا نراه يقوم بتكذيب من يقوم بذلك ومحاسبته ان كان كاذبا ولاهو يقوم بمحاسبة المقصر والمفسد حتى يكون عبرة لغيره وعليه فان المفروض الانستغرب ان تقوم الناس بتوجيه النقد الى دولة رئيس الوزراء .
7. في هذه الايام تتعرض بغداد العاصمة الى موجة امطار أدت الى غرق البيوت والشوارع وهناك جهة مسؤولة وهي امانة العاصمة ومن صميم عملها هوتقديم الخدمات ومد خطوط النقل والمجاري وصرفت لها تريليونات من الدولارات وعلى مدى عشر سنوات ومع ذلك فان دولة رئيس الوزراء لايتكلم عن هذا الموضوع لا منقريب ولامن بعيد واقصى ماقام به هو اجتماع مع المحافظين بحيث انه يستكثر ان يجتمع مع محافظ بغداد او الامانة لذلك فهو دعا الى اجتماعا عاما لكل المحافظات وبالعارض تكلم عن موضوع الامطار افلا يستحق ذلك ان يقوم الناس بتوجيه الانتقاد له .
8. التفجيرات في العراق على قدم وساق وهناك قتل يومي لكل اطياف المجتمع من شرق العراق الى غربه ومن شماله الى جنوبه ومع ذلك لم نسمع ان دولة رئيس الوزراء باعتباره القائد العام للقوات المسلحة قد اقال او عاقب ضابطا او مسؤولا في الجهات الامنية واقصى ما يتم فعله في هذا المجال هو ان يقوم بنقل الشخص الفاشل من منصبه الى منصب اعلى ولذلك علينا الا نستغرب ان تقوم بعض الاقلام بنقد دولة رئيس الوزراء وسياسته .
9. في اكثر من مرة يتم هروب او تهريب للسجناء وهؤلاء السجناء ليسوا ممن سرق مبلغا من المال او اختلس مالا معينا او تشاجر مع احد من افراد المجتمع بل انهم ليسوا ممن اتهم بقتل شخصا واحدامن ابناء الشعب العراقي بل ان اغلبهم متهم بقتل العشرات من الناس وبتفخيخ العشرات من السيارات اوبدعم وتمويل العشرات من العمليات الارهابية ومع ذلك لم نسمع او نرى ان دولة رئيس الوزراء قد حاسب وزارة العدل ممثلة بوزيرها او وزارة الداخلية ممثلة بالوكيل الاقدم فيها او انه قدم حلولا احترازية لمنع تكررتلك الحالات وغيرها من الحلول فهل من المعقول ان نستغرب ممن ينقد دولة رئيس الوزراء .
10. تعيش اغلب المحافظات العراقية في ظروف صعبة جدا من ناحية الخدمات والسكن وفساد مشاريع الاعمار فيها وتولي اناس فاسدين او فاشلين في حكوماتها المحلية مع ذلك لم نسمع بان دولة رئيس الوزراء قد ذهب للمحافظة الفلانية وعقد اجتماعات مع مسؤوليها ومع عينات من المجتمع وسمع كلامهم واراءهم وأفكارهم ومشاكلهم واتخذ اجراءات حازمة اتجاه ذلك لذلك انا ارى انه من الطبيعي ان تقوم الناس بتفريغ همومها من خلال الكتابة في المواقع وغيرها.
اذن خلاصة الكلام انه ليست هناك حملة اعلامية موجهة لدولة رئيس الوزراء وليست هناك جهة تتبنى ذلك انما الناس بلغ بها السيل الزبى فتحاول ان تقوم بالكتابة وتخرج على الفضائيات حرصا منها على اسماع صوتها واستنكارها لما تراه من اخطاء فاحشة في ادارة الدولة ولتوصل رسالة لدولة رئيس الوزراء الحالي والى الذي يأتي بعده في الدورة القادمة بان الشعب العراقي وان تحمل ماتحمل من ظلم او اضطهاد فان له ساعة يقول كلمته وعندها لاينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار .