لقد كانت هناك منذ ايام زوبعة المطالبة باقليم البصرة التي تحدث عنها الاعلام ونشرتها الجرائد والمجلات,وتناقلتها قنوات التواصل الاجتماعي, وقامت الدنيا ولم تقعد ,وما قد اعلن اشبه بالثورة.حتى سكنت وتراجعت وخف وهجها وانطفات نارها ,ترى ماهي الاسباب والمسببات التي دعت المطالبين بالاقليم ان يختفوا وتختفي اصواتهم معهم كلمح بالبصر؟
كلنا كان بين اما مراقب اومساند لهذا المطلب, الذي نعتبره مطلب شعبي كفله الدستور وقد نظمه بقانون ووضع له شروطا واليات لامكانية تحقيقه وبكل سهولة ويسر,وحقيقة مايمكن قوله هو ان هناك من ترأس او تصدى للوقوف من اجل اتمام هذا المطلب وتنفيذه ,فاين اختفى هؤلاء؟؟ في هذه الحالة لايمكن لنا الا ان نربط هذا التراجع بزيارتين معلنتين قاما بها اولا رئيس الوزراء الحالي حيدرالعبادي,والزيارة الثانية التي قام بها نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي , وبالربط بين الزيارتين وما الت اليه من نتائج ,لذا فمن غير المستبعد ان تكون هناك اشياء قد حيكت بالخفاء وكانت مدعاة لذلك الصمت من المطالبين بالاقليم ,وربما كانت هناك جلسات سرية لايعلمها الا المقربون من رئيس الوزراء,ونائب الرئيس من جهة ورؤوس المطالبين بالاقليم من جهة اخرى ,فعندما نتكلم عن نظرية المؤامرة لايعني هذا هو التسليم المطلق لهذه النظرية, ولكن حيثيات الوضع تخبرنا بان هناك مؤامرة ,وان خيوطها يرسمها الساسة العراقيون المتنفذون في الدولة مع من تربطه مصلحة انية او منفعة شخصية للمطالبة بالاقليم وماكان يرغب به من خلال قيادته لهذه المطالب.
فعند مراجعة وقراءة الماضي القريب ,نجد ان هناك من الاحزاب الشيعية من كان متحمساً جدا لتشكيل هذا الاقليم. بل جعله من اولوياته في صراعه مع التوجهات الاخرى المضادة له,والجميع يعلم وهذه حقيقة تاريخية ان (المجلس الاعلى) في حياة السيد عبد العزيز الحكيم كان من اول المطالبين بهذا الاقليم,وما ان توفاه الله حتى وقف سلفه بالضد من هذا المطلب,بل اخفوا حتى وصيته الشرعية من بعده,بناءً على تصريح (بليغ ابو كلل) فعندما نعود بالزمن وفي حياة السيد عبد العزيز الحكيم ,نجد ان هناك من وقف بالضد من هذا المطلب وبالتحديد من قبل الاحزاب الشيعية وبالدقة من قبل حزب الدعوة !! والقضية كانها (عناد) بالاخر ,واليوم نجد بعض التصريحات من قبل قيادات حزب الدعوة ,وهذا ما اكدوه في اجتماع الشورى المركزية بحضور أمينه العام نوري المالكي بتاريخ 17-12-2014 انهم يتبنون هذا المطلب,وما ان طُبل لهذه التصريحات حتى تفاجأ البصريون بزيارتين متقاربتين في توقيتهما , زيارة رئيس الوزراء العبادي بتاريخ 29-12-2014 وزيارة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي الى البصرة بتاريخ 15-1-2015 وكانت كلا الزيارتين متسارعتين بشكل ملفت للنظر, وكلاهما من تنظيم واحد (حزب الدعوة). فظهر هناك تناقض مابين مايحاولون تبنيه وما بين ماحصل ,وتوقعات ربما لاتكون مبنية على دليل واضح ومكشوف, وهذا ما لايمكن تحقيقه لخبرة كل العراقيين بما يجري خلف الكواليس من (بيع وشراء)وان هناك صفقة قد ابرمت ,او لتلافي ربما انتفاضة شعبية قد تتحرك من البصرة متجهة الى بقية المحافظات الجنوبية او حتى محافظات الفرات الاوسط لوجود حالة من الاحتقان عند الفرد العراقي من كل الجوانب نتيجة الاخفاقات المتتالية التي لم نجد لها الى هذه اللحظة تفسير واضح ,مما جعل العبادي والمالكي يقومون بهذه الزيارات لتفادي ماسيحصل من خطر اخر يكون متزاماً مع الحرب ضد (داعش الوهابي).
لذا فالسؤال المطروح ماهي الصفقة التي تمت مع القادة والنشطاء المطالبين بالاقليم؟؟ سؤال ستجيبنا عليه السنين القادمة ,وليس الايام او الاسابيع القادمة ,لاننا تعودنا ان لانرى الادلة والحقائق الا بعد فوات الاوان ,لان ماينشر في وسائل الاعلام ليس هو عين الحقيقة والشواهد التاريخية كثيرة ليس مكان عدها وحصرها الان .فلا بأس فقد اعتدنا دوما بعد ان يقع الفاس بالراس ولا علاج من بعده.