23 ديسمبر، 2024 5:14 ص

ماهو المطلوب من مجلس أمناء شبكة الاعلام العراقي؟

ماهو المطلوب من مجلس أمناء شبكة الاعلام العراقي؟

حتى عهدٍ قريب،ظل مجلس الأمناء لشبكة الاعلام العراقي متسمراً ببرجه العاجي يطل بصمت من نوافذه البعيدة على الأداء الاداري والاعلامي والمهني لهذه المؤسسة التي أريد لها ان تكون نسخة مطورة من bbc البريطانية أو nhk اليابانية بحسب وثيقة أثينا 2003 التي وضعها خبراء متخصصون بالاعلام..
أسماء عديدة وكفاءات كبيرة مهنية وأكاديمية شغلت عضوية مجلس الامناء طيلة عقد مضى من الزمن..جاءت ورحلت،حظيت بمناصب ومكاتب وثيرة وسيارات دفع رباعي مظللة ومرتبات مغرية،ولم نر خطة عمل واضحة قد ساهمت بتطوير هذه المؤسسة، أو شخصت العلل في جسدها الذي أرهقه المدراء العامون عبر تعييناتهم العشوائية حتى تحولت الشبكة الى كرة ثلجية متضخمة تزداد اتساعا لأناسٍ كثيرين،جلهم بلا عمل واضح..تضرب اطنابها البطالة والفوضى.
وانتشرت قصص مثيرة للعجب والسخرية عن اعضاء بمجلس الامناء بعضهم يذهب للحج بمخصصات ايفاد مليونية من ميزانية شبكة الاعلام وبعضهم يشتري اجهزة الهاتف النقال (الموبايل) بعشرة أضعاف ثمنها الحقيقي،وبعضهم اشترى صمتهم المدراء التنفيذيون،فضلا عن ضلوع البعض بملفات فساد مختلفة..ناهيكم عن الصراعات المستمرة وحرب التسقيط السياسية فيما بينهم.
وبما ان المال العراقي سائب..فلم يتسائل احد من الحكومة التنفيذية او البرلمان العراقي عن حجم الفائدة المتحققة من وجود هؤلاء الامناء،او لنقل القيمة المستفادة من وجودهم لقاء الامتيازات الكبيرة المصروفة منهم والمنفقة عليهم طيلة السنوات العشر الماضية..واذا كانت التجربة سلبية فماجدوى استمرارها ياترى؟
بعد إقالة المدير العام السابق محمد الشبوط او احالته الى التقاعد (اختلفت الروايات)..دخل مجلس الامناء الساحة التنفيذية،عبر إشراك الاعضاء في مهام اشرافية على مختلف مفاصل الشبكة..وقد عدها البعض خطوة ايجابية تؤكد قرب (الامناء) من ساحة العمل الميداني بغية وضع الرجل المناسب في المكان المناسب..لكن في الاتجاه المقابل عدت سابقة ومخالفة قانونية تتعارض مع مهام مجلس الامناء الرقابي والتشريعي..وبين هذا وذاك يظل العاملون في شبكة الاعلام في حيص بيص من أمرهم..ينتظرون فرصة حقيقية لأثبات وجودهم وسط فوضى الرداءة والتسطيح وقتل المواهب.
فماهو فاعل مجلس الأمناء؟..هل سيكون بمستوى الآمال المعقودة عليه..وهل يحقق العلاقة التكاملية مابين الجهتين التشريعية الرقابية من جهة، والتنفيذية من جهة أخرى،ممثلة برئيس الشبكة الحالي ؟أم ستعود العلاقة للتأزم مثلما كان عليه الحال في عهد الادارات السابقة وآخرها إدارة الشبوط؟
لننتظر الايام المقبلة لنرى مايتحقق…ولنا عودة.