19 ديسمبر، 2024 4:10 ص

ماهكذا تورد الابل ياحزب الدعوة وحيدر العبادي

ماهكذا تورد الابل ياحزب الدعوة وحيدر العبادي

حزب الدعوة هذا الاسم الرنان الذي كان علامة في معارضة النظام البائد السابق وكان كل من يريدون تصفيته يدعون انه ينتمي لحزب الدعوة الاسلامية ويتم اعدامه بسهولة ,هذا التاريخ وهذا البعد السياسي في سابق العهد نراه اليوم يتهاوى ويطرح ارضا بفعل ابناءه الذين لم يحترموا تاريخه واساؤوا اليه بدلا من تكريمه ,نعم ان كل حركة وحزب تحصل فيه انشقاقات وتشتتات بفعل اختلاف وجهات النظر بين اعضاءه خصوصا الطبقة المتقدمة منه ولكن ان تصل الانشقاقات الى مستوى التسقيط والتجريح ومحاولة الصاق التهم ببعضهم كما يحصل اليوم في حزب الدعوة فهذا غير طبيعي ويدل على عدم فهم لاهداف ومبادىء الحزب وغباء سياسي تام لدى اعضاءه .
اوكلت رئاسة الوزراء الى حيدر العبادي وهو احد قياديي حزب الدعوة بعد ان واجه سلفه نوري المالكي الرفض الشديد والقاطع من كل الطبقات السياسية الموجودة وكل فئات الشعب لذلك تم المجيء بالبديل العبادي ليوجد نوع من الموازنة والمقبولية لدى الناس والاحزاب وكان ماكان وحاول العبادي العمل بشيء جديد لعله يصلح الخراب الكبير الذي خلفه سلفه المالكي ولعله يصل الى حد مقبول من الجميع للعمل سوية ,هذا طبعا بعد سقوط ثلث العراق بيد الارهاب نتيجة الفوضى والتخبط وضياع التخطيط في عهد المالكي ,ومع محاولات العبادي الاصلاح واجه كما كبيرا من التامر عليه من داخل حزبه وبالاخص من سلفه واعوانه وتعرض لمحاولة اغتيال واخرى محاولة لاعادة المالكي الى السلطة ,ولكن للامانة استمر الرجل بعمله ولاول مرة في تاريخ العراق القديم والحديث يلقى رئيس وزراء دعما منقطع النظير من الشعب وكتله السياسية والمرجعية الدينية في النجف الاشرف ,وهذا الدعم مؤشر لنجاح خطوات العبادي الاولية والتي كنا نامل ان يستمر بها ويمضي لعله يصحي ضمائر الفاسدين من الجوقة السياسية الموجودة وان يعيد الارض المحتلة من الارهاب واعوانه ويبقى العراق موحدا ويضرب طموحات كل الانفصاليين عرض الحائط وان يجد حلولا لكل انواع الفساد وان فعلا يضرب بيد من حديد عليهم ليعيد للسلطة هيبتها ووقارها ,ولكن العجب ان نرى العبادي يوكل بعض المراكز التنفيذية الغارقة في الفساد لاناس هم اس الفساد والبلاء وقام بعملية تبديل مناصب لااكثر ولااقل وهذه العملية افقدت الثقة باصلاحاته التي اعلنها في غمرة التظاهرات الاخيرة التي خرج بها الشعب مطالبا بالاصلاح ,ولم يترك حزب الدعوة الساحة فارغة من بصمته الخاطئة فعمد الى التشكيك بالتظاهرات واعاد اللعب على الورقة الطائفية ونظرية المؤامرة وحاول جاهدا اعاقة اي اصلاحات حتى وان كانت شكلية غير فعلية ,واليوم ونحن نواجه اعتى آفة للدمار العسكري ممثلة بداعش وقيادات الجيش العراقي السابق لم تصل الاجراءات التي اعلنها العبادي في مبادرة الخمس نقاط الاخيرة الى مستوى التنفيذ والعمل بها بل سكنت ادراج مجلس الوزراء العتيد وبقيت تنتظر الفرج كما الشعب العراقي .
اقول هنا ليس هكذا تدار الامور وتورد الابل وليس بالضحك على ذقون الشعب والتسويف والتخدير تسكت الناس نحن بحاجة لعملية اصلاح وانقاذ حقيقية وليس لعملية المائة يوم التي اعتمدها المالكي في ولايته الثانية سيئة الصيت وقتل روح المطالبة لدى الناس وقمعهم وضحك عليهم ,ان كنت ايها العبادي مضغوطا عليك وفي خطر فاعلن للناس مناشيء الخطر لتقف الناس معك وتدعمك وتجعلك قائدا تاريخيا لها وان كنت لاتستطيع المضي بالاصلاحات والاجراءات التي من شانها تعديل الحالة فالافضل الاستقالة والسماح لغيركم بتولي الامر على ان لايكون المالكي .
هنا ادعوا ايضا ابناء الشعب الكرام الى توخي الحذر في تولي من يقود الامر والاعتماد في المطالب ان تكون عراقية خالصة غير ذات وجه معين حتى نستطيع ايكال القيادة الى من يبني ويعمل للعراق فقط .

أحدث المقالات

أحدث المقالات