23 ديسمبر، 2024 1:49 ص

ماهكذا تورد الأبلُ يا سيد مقتدى الصدر

ماهكذا تورد الأبلُ يا سيد مقتدى الصدر

لا أحد ينكرُ أن لديكم قطيعاً من الأتباع الذين ينظرون الى شخصكم نظرة العبيد الى الوثن المقدس ، ولا احد ينكرُ أيضا نوعية هؤلاء الأتباع والأسباب التي دفعتهم للخنوع والخضوع المطلق لكم . ولكن العراق الآن ليس كما كان ( اذا قيل صدام قيل العراق ) . ولست أنت الوحيد الذي يحمل راية الوطن ان كانت نواياك صادقة ( والله أعلم ) ، ولا أظنّ أنك على درجة مرموقة من العلم والتقوى والزهد والوطنية المحضة لتفرض نفسك فوق الجميع . ولنفرض أنك ورثت الجهاد المقدس من والدك ( قدس سره الشريف) ، فهذا لا يعني استخفافك بالآخرين والتقليل من شأنهم ومحاولاتك المتكررة للنيل منهم . فالبعض من الذين نصبت لهم العداء الشديد قدموا للوطن وللحرية تضحيات أكبر من تصوراتك ، وتحملوا الكثير من الأذى من أجل سلامة الدين والوطن . وليس من المنطق أن ترفع ( الفيتو ) بوجه من جعلتهم خصوما لك وكأنّ العراق ملك لك بموجب ( سند طابو صرف ) .

من حق أي مواطن عراقي تنطبق عليه شروط الترشح للبرلمان أن يخوض معركة التنافس الشريف من دون خطوط حمراء أو صفراء . ومن حقه أيضا أن يتصدى لتحمل المسؤولية ، وهذا هو ميزان العدل والحرية . وقبل أن تنتقد الآخرين عليك أن تتذكر أخطاءكم الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى والتي بسببها أريقت دماء غزيرة وسفكت أرواح كثيرة ، وليس من المعقول أن تخونك الذاكرة الى هذا الحد . وعليك أن تدرك جيدا أن الذين يطبلون لك ولتيارك هم امّا مستفيدون من هذا الوضع أو من المتربصين بالعراق شرّا . واذا كنت ترى في نفسك الكفاءة والنزاهة والاخلاص والقدرة على قيادة الجماهير نحو شاطيء الأمان عليك أولا أن ترحم العراق من ارهاصاتك الكثيرة التي سببت وما تزال تسبب الفوضى العارمة في البلد .