في وقت تخوض القوات العراقية البطلة بمختلف تشكيلاتها معركة شرسة لتطهير الموصل من عصابة داعش الارهابية ، اقدمت مجموعة من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بتطويق شركة نفط الشمال وعدد من الابار النفطية في كركوك ومحاولة فرض شروطها على الحكومة الاتحادية وهو تصرف يثير علامات الريبة والشك وعدم الالتزام بالحد الادنى بالدستور الملغوم في العديد من بنوده كما ان هذا العمل يتناقض ومفهوم الشراكة في الوطن ..
الاكراد كمواطنين هم اخوة لنا وتحملوا ويتحملون مثل جميع المواطنين في الوسط والفرات الاوسط والجنوب تبعات تردي الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق خاصة لفترة ما بعد الاحتلال برغم بان إقليم كردستان شهد نهضة عمرانية كبيرة انعكست ايجابا عليهم ونعلم انهم لايتحملون وزر ما تقوم به هذه الجهة الحزبية اوتلك ، لكن افتعال هذا الطرف الكردستاني او ذاك الازمات بين فترة واخرى لايصب في مصلحة لعراق ككل بما فيه الإقليم ، لذا فان ماحصل من الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني في كركوك خطير جداً لانه يؤكد سعي هذه الاطراف لعدم ايجاد قواسم مشتركة بين العراقيين جميعا وينذر بعواقب وخيمة على السلم المجتمعي في كركوك ..
ما حصل لايمكن ان يكون بغير علم زعيم الاتحاد الوطني مام جلال الذي شغل موقع رئيس الجمهورية سابقا كما انه مخطط مسبق وبعلم المحافظ نجم الدين وهو ما يدعو الى اكثر من تساؤل لمام جلال
ولرئيس الجمهورية الحالي فؤاد معصوم عن جدوى الشراكة واحترام الدستور الذي يفترض انهما حاميان له ..!! واي رسالة سيئة تلك التي تريد ان توصلها هذه الممارسة للعراقيين عندما يعلن ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني انهم لن ينسحبوا من مواقعهم من امام مقر الشركة ولا يسمحوا بتصدير النفط الا بعد موافقة بغداد على شروطهم بعدم ارسال النفط او وارداته الى بقية محافظات العراق الاخرى وبناء مصفى في كركوك ؟ ولماذا هذا التوقيت في الذات وقواتنا البطلة تقاتل من اجل تطهير الموصل من الارهاب ؟
لقد حذرنا وحذر الكثير من الدستور الملغوم وتأويل كل طرف لبنوده بحسب ما يشتهيهه وتتطلباها مصالحه الخاصة والضيقة كما دعونا الى وضع حد للمحاصصة ومحاولات تغييب قيمة المواطنة التي يشعر الجميع فيها بالانتماء للوطن ، غير ان الكتل السياسية الكبيرة المهيمنة على العملية السياسية ومنها الاحزاب الكردستانية تعمدت ترسيخ المحاصصة كنهج وهو ما اكدت التجربة انها اس الخراب الذي حصل في العراق منذ الاحتلال والى الان ..وفرخ الازمة تلو الاخرى التي دفع المواطنون الابرياء ثمنها غاليا .. لذا فان ما حصل في كركوك يدق ناقوس الخطر ليس لهذه المحافظة التي كانت مثالا للتعايش المجتمعي ..
لانريد ان نتحدث عن عمليات التجريف لقرى عربية وطرد اهلها من كركوك وتشريدهم ولا عن اساليب التخويف التي مارسها الاتحاد الوطني الكردستاني ضد العرب والتركمان من اجل فرض اراداتهم بالقسر والقوة ، غير اننا هنا لابد كمواطنين تجمعنا واخوتنا الكرد خيمة العراق نسأل مرة اخرى مام جلال والرئيس معصوم هل من
سبيل لوضع حد لمثل هذه الممارسات التي تسعى لتمزيق اواصر اخوة دامت مئات ان لم نقل الاف السنين بيننا وبين اخوتنا الكرد ؟
اخيرا لانظن ان ما جرى خارج موافقة الادارة الاميركية وربما اطراف اخرى كما انه جزء من صراع لم يعد مخفيا بين الحزبيين الرئيسيين الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني ، غير ان الحقيقة التي تؤكدها الوقائع ان احتلال شركة نفط الشمال قد يشعل ناراً تأكل الاخضر واليابس !وهو ما نتمنى ان يدركه المواطنون الكرد قبل غيرهم ..