23 ديسمبر، 2024 3:26 م

مام جلال .. هل صحيح إن صحتك تمام ؟

مام جلال .. هل صحيح إن صحتك تمام ؟

يبدو إن لغز صحة الرئيس جلال الطالباني أصبح صعبا لدرجة لا يستطيع معها  ابرز عباقرة العلم ودهاقنة السياسة  من فك طلاسمه لما أحيط به من سرية فاقت سرية علم الذرة ، حتى بات الرئيس طالباني ممنوعا  رؤيته على الجميع رغم استمراره بمنصبه كرئيس ، وللرعية حق عليه .

لا اعتقد إن هنالك عراقي لم يحزن على ما أصاب الرئيس طالباني من تدهور في صحته وكلنا دعونا له بالشفاء العاجل.
 أما أن يتم التعتيم على صحة الرئيس بهذا الأسلوب الاستخفافي والمتعالي على  الجميع ، فان على عائلة الرئيس وحزبه أن يقفوا ويكفوا عن استخفافهم بالشعب والكذب عليه بشان صحة الرئيس لأنه ملكا للشعب وليس لحزبه أو عائلته مادام محسوبا علينا كرئيس للبلد .

فالرئيس بلغت تكاليف علاجه أرقاما فلكية فاقت المليار دولار حسب ما تناقلته بعض وسائل الإعلام  وهذه هي أموال الشعب ومن حق الشعب أن يعرف مصير الرئيس وهل يستحق فعلا علاجه كل هذه الأموال .

وكانت معلومات قد أكدت في حينها إن الرئيس عندما نقل إلى ألمانيا كان في حالة غيبوبة دائمية وهو ما يعني موته سريريا .
 ولكن نقله لألمانيا بطائرة خاصة كلفتها ما يقارب المليون دولار كان لغرض إنقاذ ما يمكن إنقاذه .

رغم تأكيد عدد من الأطباء الأخصائيين بان الحالة كان ميئوس منها ، ولكن تم النقل إلى ألمانيا لغايات لا يعلمها إلا ذوي قربى وحظوة من الرئيس .

ثم إذا كان الرئيس بصحة جيدة كما تدعي الجهات المرتبطة به فلماذا منع السيد أسامة النجيفي من اللقاء به أو الاطلاع على آخر تطورات علاجه للاطمئنان على صحته ؟.

ولماذا منع وفد التيار الصدري من مشاهدته ؟

ولماذا لم يسمح لبعض القنوات التي طلبت عنوانه في ألمانيا لتقديم باقة ورد وتمنيات بالشفاء له ؟.

ولماذا لم تظهر أي صورة فيدوية أو فونغرافية على الأقل تؤكد تحسن صحة الرئيس ؟ .

ولماذا لم تنطق سيدة العراق زوجة الرئيس بأي كلمة بخصوص صحة زوجها الرئيس رغم انه أكثر الناس المعنيين بالأمر ؟.

ولماذا يدافع حزب الطالباني عن صحة رئيسه بدون أن يقدم دليل واحد على تحسنه ؟ .

ولماذا منعت أو رفضت جميع الدعوات لزيارة الرئيس من قبل الكثير من السياسيين والبرلمانيين وحتى الإعلام منظمات المجتمع المدني ؟.

إن هذه الأسئلة مجتمعة يجمعها جواب واحد لا يختلف عليه اثنان وهو إن الرئيس رحل إلى ذمة الخلود ومنذ فترة طويلة وبسرية تامة لا تعلم بها حتى الرئاسات والكثير من أعضاء حزبه .

فحزب الطالباني مازال يصر على تحسن صحة الرئيس  وهذه كذبة أصبحت مفضوحة لسبب بسيط وهو إن الكلام سهل ولكن تقديم الدليل صعب فلو كانوا صادقين بكلامهم لأتوا ببرهانهم .

ثم كيف يعقل إن الرئيس في ألمانيا وزوجته في السليمانية تقود الحزب وتنظيماته وأخيرا قدمت استقالتها ، وهذا يعني إن زوجة الرئيس لم يعد لها شيئا في ألمانيا لتبقى لأجله .

ثم لماذا لم نسمع أخبار ابن الرئيس قباد الذي أعلن في مناسبة سابقة انه سيخلف والده في قيادة الحزب والرئاسة وهو المتزوج من ابنة ملياردير يهودي  ولم يقول كلمة بشأن والده كما هو حال والدته .

إن الأنباء التي تسربت عن وفاة الرئيس طالباني ونقله إلى السليمانية عبر إيران قد تكون صحيحة إذا ما تم الإجابة عن التساؤلات التي طرحتها مسبقا ً  .

ولكن لماذا لم يعلن عن وفاة الرئيس رسميا من قبل حزبه أو عائلته ؟ .

وهذا الأمر يدفع للاعتقاد بأن عدم الإعلان عن وفاة الرئيس ربما يعود للأسباب التالية :-

أولا:- لو صحت الأنباء عن وفاة الرئيس قبل مدة فهذا يعني  إن عائلته كانت تتلقى أموالا على شيئا تم الانتهاء منه وهذا يعد فسادا ماليا  أو سرقة مالية بدواعي إنسانية ، خاصة وان هنالك تسريبات قد أشارت إن كلفة علاج الرئيس تبلغ 50 ألف دولار يوميا .

ثانيا :- إن الإعلان عن وفاة الرئيس كان امرا غير محببا  وصعباً للغاية خاصة مع حلول الانتخابات وخشية تعرض الحزب للانتكاسة.
 ولعل الانتكاسة التي أصيب بها الحزب خير دليل على ثقة جماهير حزبه إن الرئيس مات والأمر مازال طي الكتمان، وهم يخشون من قادم قياداته خصوصا مع تزامن الخلاف مع القيادي البارز في الحزب برهم صالح.

ثالثا :-  يتوقع الإعلان عن وفاة الرئيس بعد مدة من إعلان النتائج النهائية .

رابعا :- إن الإعلان عن وفاة الرئيس سوف لا يتم قبل ترتيب بيت الحزب الكردستاني للمرحلة الانتقالية وتهيئة الكوادر والقيادات البديلة .

خامسا :- إن الإعلان عن وفاة الرئيس سوف لا يتم ما لم يتم تحديد الشخصية التي ستتبوأ مكانه في الحزب والسلطة .

سادسا :- إن الإعلان عن وفاة الرئيس ستتم بعد ترتيب الأوضاع في كردستان والاتفاق مع حزب البارزاني على أساسيات المرحلة القادمة للحكم في اربيل وبغداد .

 وبذلك فإننا نكون قد ذكرنا غيض من فيض الأسباب التي تؤجل الإعلان عن وفاة الرئيس والتي يتوقع البعض عدم الإعلان عنها حتى نهاية ولايته لضمان حقوقه التقاعدية والحزبية .

إن التلاعب بحياة ومصير الرئيس تشكل حالة فريدة في التعامل السياسي لم تشهدها مختلف الحكومات في العالم لأننا تعودنا أن يعلم الشعب بأي عارض صحي يلم برئيسه أو رئيس حكومته وهو ما حصل مع السيد المالكي يوم أجرى عملية بسيطة في مدينة الطب لإزالة بعض الأكياس الدهنية  .

ولكن حالة الرئيس مام جلال أثارت الكثير من اللغط والتساؤل حول ما أحيط بها من كتمان وسرية حتى على اقرب القيادات السياسية المتعاملة معه وهذا خلاف اللياقة السياسية المعمول بها .

ثم لماذا هذا الإخفاء والتعتيم على صحة الرئيس ؟ .

وهل تعتقد عائلته أو حزبه إن وفاته مدعاة لسرور العراقيين ؟.

 أم إن هنالك غايات أخرى لا يجب أن يعلم بها الشعب الذي انتخبه وهو أحق بمعرفة كل شيء عن رئيسه ؟.

 نحن نتساءل ومعنا الجميع  عن ما هية حقيقة صحة الرئيس مام جلال وهل سنشاهده أم لا .
وهل انه  بصحة جيدة كما يدعون .. أم إننا سنبقى مع سرا لا يعلمه  إلا النزر القليل من أهل الرئيس وحاشيته .
نحن نتمنى الصحة والسلامة والعودة المبكرة لسيادة الرئيس
كما نتمنى لك الصحة التمام يا فخامة إلمام .

أما إذا كان قد  انتقل إلى رحمة الله ( ولو إننا لا نتمنى ذلك )  فنسأل الله أن يسكنه فسيح جناته ويتغمده برحمتة الواسعة. ويجب علينا أن نذكر محاسن موتانا فهو رئيسنا ،ورجلا ناضل كثيرا ، فاستحق منا كل الاحترام والتقدير.