تعقيب على مقال الاخ احمد علوان
في الديمقراطية لك الحق ان تقول او لا تقول .. تبدي رايا .. ومن الطبيعي ان ترفض رايا بأدب وخلق .. والاجمل منه ان تقنع الناس بأسباب رفضك ، هذه هي قراءتنا للديمقراطية منذ ان ركبنا مركبها اسوة بالشعوب التي آمنت بها فكرا وممارسة وانقذتهم من رجس الجهالة والتخلف ..
ولهذا أجد ان لأحمد علوان الحق فيما يكتب وما يشاء ، وما يمليه ضميره (الوطني) ، ونحن لا مانع لنا ان نقرأ له ، وبدورنا لنا الحق ان نرفضه أو نعقب عليه برأي مخالف ، وان لم يقنتع فتلك هي مشكلته ونحن لسنا طرفا فيه …
مام جلال كما نسميه نحن الكورد مؤازريه بل وحتى معارضيه اسم اتفقنا عليه للتعريف به ، هو تكريم لحجم مكانته الانسانية والنضالية المشرقة ، و لم يأتي من فراغ ، بل جاء اليه برغبة الملايين من الكورد عندما وجدوا فيه حنان الابوة والعمومة الذي أغدقنا به عملا وفكرا وممارسة ، ولم يبخل ابدا في احساسنا به اينما وجدناه في قلب المعارك أو عند سفح جبل .. وبالمناسبة ان صداما بطغيانه وجبروته لم يتردد في ان يناديه بمام جلال اثناء فترة المفاوضات ، وكذلك الوفود التي كانت تشد الرحال الى كوردستان للقاء به ، و الاخوة الكورد يتذكرون موقف الوفد الحكومي المفاوض في ثمانينيات القرن الماضي ، كيف اصروا على انتظاره ليشاركهم فترة الغذاء اثناء استراحة الظهيرة وقالوا (لازم ننتظر مام جلال) ..وهذا يعني ان مكانته ماضيا وحاضرا هي أكبر من عدد الحروف والكلمات التي تكتب بالضد منه ومن نضاله الوطني والقومي الذي بداه وهو ريعان شبابه …
لذلك فلا أجد حرجا ان ابارز (علوان) بالقلم ، ولكن لا نسيء له كما اساء لمام جلال كثروة نضالية وانسانية كوردية نحن اصحابها ، بطريقة لا تخلو من الغرابة خصوصا حين اراد منذ بداية مقاله ان يحشر الرجل في اجتهاداته الشخصية الضيقة التي لا تدل الا على ضعف رؤيته لطبيعة الوظائف الرئاسية في زمن الديمقراطية والانتخابات البرلمانية الحرة التي تحد من التجاوز على حدود المسؤولية والصلاحيات ،
وعليه ومن باب الشفقة على عقليته وضيق مساحتها التي لا تتعدى حجم الكرسي الذي جلس علية وكتب ما كتب ، اقول يا سيدي يا (علوان) مهلا فان السياسة شيء والعاطفة شيء آخر .. وبما انك كنت عازم ان تكتب .. كان من الاجدر والافضل بك ان تلجأ الى اقرب مقهى شعبي لتتحدث امام زبائنك ان وجد لك منها ، وتطرح ما كتبته قبل ان تنشرها في هذا الموقع لان موقع الكتابات هو منبر سياسي وثقافي وفكري حر ينبغي على الكتاب ان يختاروا كتاباتهم على اسس المصلحة الوطنية قبل كل شيء ، ومن ثم ما يدور على الساحة السياسية بعقلية ناضجة غير العقلية التي وجدت فيها فرصة للتشهير بهذا الرمز الوطني ، والطعن بنبل اخلاقه الانسانية والاجتماعية التي يفوق بها كل الحكام الذين حكموا العراق على اسس الطائفة والمذهب ، و ربما كان الناس يفيدونك ببعض من الافكار التي تدخل في صلب مصالح الناس الذين هم مجردون من الشكوك حول صحة مام جلال الرئيس حتى و ان كان في غيبوبة أو غيرها ، فهو مريض والمرض ليس بعيب ، فكلنا معرضون به ولا حرج في ذلك … ففترة رئاسته كرئيس للجمهورية اثبت بلا شك هو الشخص القادر على درء الاخطار ، وهو الذي أطفأ مرات ومرات نار الفتنة بعقليته الحكيمة .. وهو الذي لم يتوانى في زيارة المراجع الدينية العظام للتباحث في العديد من القضايا ذات الصلة بالمصلحة الوطنية ، وحسب معرفتنا به هو رجل الاوقات الصعبة بشهادة كل الرموز الوطنية والاجتماعية والاكاديميين الكبار ، والوقت لديه ثمين لا يكرسه الا ما هو نافع ، فاذا كنت تحاول ان تسيء اليه بجملة من افكارك التي لا تدل الا على سوء فهمك لطبيعة المنصب الذي يشغله مام جلال ، فصلاحياته ممنوحة وفق قانون ، وهو لا يتجاوزه اطلاقا فهو رجل قانون قبل ان يكون رئيسا للجمهورية ، وبما ان لمنصب الرئيس نواب ، ولهم الصلاحية المصادقة على احكام الاعدام بمجرد وصول الملف الى مكتب الرئيس يمكن معالجة هذه الامور دون الاهتمام بالشكليات…..
ولكن حين اجدك وانت تحاول وبنية سوء ان تقلل من شانه الوطني وتسىء الى رفاقه بما يحلو من كلام ((البازار)) ، فأقول ان مام جلال لا اعوان لديه ولا حاشية ليمنح لهم كما يمنحه الاخرون عند الشروق والغروب ، وحتى اذا منح أحدا فمشهور بكرمه الذي لا يخرج الا من حسابه الخاص ، والنكتة التي اردت بها ان تضيف ضبابية على سمعة مام جلال ، وبان حمايته طردوا ممثلتك المفضلة التي طرقت باب الرئيس من اجل كرسي لابنها المعوق هي كذبة وافتراء واضح ، لان ما معمول به في كل المستشفيات العامة والخاصة انه لا يمكن اخراج معوق مبتور الاطراف الا ومنحوه مجانا كرسيا ذات عجلات ، وهي ليست بمنة ولا هبة ممنوحة من احد بل هو استحقاق انساني قبل ان يكون حق وطني مشروع …
ولهذا فان الغابة من مقالتك ليست بغريبة علينا وكما قالوا ان الاناء ينضح بما فيه ، وما نضحته من سموم وافتراء بحق هذا الرمز الوطني ، يكتفي ان نقف على ما تحمله في داخلك وجهلك لأصحاب المقامات الوطنية الذين نذروا انفسهم لوطنهم العراق ، فسفر مام جلال سفر خالد ، تاريخه مشرق ، لم يسخر من العرب ابدا كما تدعيه ، ففلسطين كقضيتكم عاش في قلبه قبل ان تتاجر به انت وامثالك ، لذلك فالعرب هم الذين يصفونه بالقلب النابض بحب العراق والعقلية الحكيمة ، وهذا يعني ان ضوء شمسه الساطع لا يحجبه غربالك ، فكن امينا وصادقا في كتاباتك لكي تبقى نقيا في عيون قرائك ، ونزار آغري مبارك لك بحسناته وسيئاته فهو ليس الا بكاتب يهوى ان يكون نجما بلا ضوء ، وسبق لنا وان دعونا الله له ان لا يعاقبه على جهله ومعرفته بمام جلال المناضل والانسان…..
[email protected]