22 نوفمبر، 2024 11:50 م
Search
Close this search box.

مامي توانيم ( نحن قادرون )

مامي توانيم ( نحن قادرون )

مامي توانيم : عبارة أطلقها الإمام الخميني في ستينيات القرن الماضي لتصبح شعارا له لمقاومة النظام الشاهنشاهي ,ويبدو إن الكلمة لم تفقد بريقها رغم مرور أكثر من خمسين سنة عليها فالجمهورية الإسلامية شعبا وحكومة استطاعة أن تجسد معنى ( نحن قادرون ) بكل وضوح ومصداقية فهاهي تتعامل وفق نظرية الند للند مع الولايات المتحدة الأمريكية والحكومات الأوربية ( وهذا يحدث للمرة الأولى في التاريخ الحديث فالولايات المتحدة دائما تتعامل من مبدأ الفوقية مع الجميع ) وتتفاوض باحترافية لا مثيل لها مع دهاقنة السياسة الغربية لاستحصال حقوقها بامتلاك ناصية التكنولوجيا النووية التي يرفض الغرب أن تكون بأيدي إسلامية حفاظا على أمن السرطان الإسرائيلي الذي يفتك بالجسد الإسلامي منذ سنين طويلة . البرنامج النووي الإيراني مضى عليه ما يقارب 12 عام ولاقى الكثير من المعوقات والصعوبات التي كان يفتعلها الغرب بقيادة الولايات المتحدة عن طريق العقوبات الاقتصادية البغيضة وسياسة تجويع الشعوب التي تعتمدها أمريكا للوصول إلى أهدافها , ولكن محور المقاومة الإسلامية الإيرانية التي تعتمد ثورة أبو الأحرار الإمام الحسين ( ع ) كنبراس يهتدي به أبى أن يركع للضغوط والتهديدات حيث لم تستطع كل أنواع الظلم التي مارسها المجتمع الغربي بقيادة أمريكا أن تفت من عضد الحكومة والشعب في إيران الإسلام وفي النهاية تم توقيع الاتفاق النووي بين الجمهورية الإسلامية ومجموعة الدول 5+1 الذي مثل نقطة تحول في منطقة الشرق الأوسط والعالم كما انه رسخ واقعا جديدا مفاده انه لا يمكن حل المشكلات الدولية إلا بالمفاوضات الندية القائمة على مبدأ التساوي بين الدول واحترام حقول الدول والشعوب في امتلاك ناصية التقدم والعلم والتكنولوجيا . اثبت المفاوض الإيراني انه يتمتع بكفاءة منقطعة النظير ويمتلك إرادة سياسية قوية ظهرت جلية على طاولة المفاوضات وقاومت وهزمت المطاليب المجحفة للطرف الآخر حيث أصر المفاوض الإيراني على تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية والاستمرار في العمل على إنتاج الماء الثقيل في مفاعل أراك ومتابعة الأبحاث المتقدمة في موقع ( فوردو ) وفي النهاية تم تتويج المفاوضات باتفاق تاريخي في 14 تموز في فينا .

مما لا شك فيه إن الاتفاق النووي يمثل عامل استقرار في المنطقة بشكل عام كما انه يشكل بابا كبيرا للتنمية الاقتصادية في إيران وسلاما مستداما وينقل الجمهورية الإسلامية الإيرانية نقلة نوعية في المحافل الدولية كما انه سيفتح السوق الإيرانية للاستثمار الأجنبي الذي ينظر إلى إيران بجدية واهتمام , والقطاع النفطي والصناعي هو أول المستفيدين من ذلك باعتبار أن إيران تمتلك رابع احتياطي نفطي في العالم , بالإضافة إلى التطوير الذي سيحدث في قطاع المعلوماتية وقطاع المصارف .

يقول الرئيس الروسي بوتين : إن الاتفاق النووي سيساهم في محاربة الإرهاب في الشرق الأوسط ويبعد السيناريوهات العسكرية المدمرة لجميع الأطراف .

تباينت ردود الأفعال الدولية والإقليمية حول الاتفاق النووي فكل ينظر بعين الرضا والسخط وحسب هواه وقربه أو بعده من الجمهورية الإسلامية في إيران وأود أن أقول لكل الذين يتصورون أن العنقاء الإيرانية قد تضررت من هذا الاتفاق : إن العقلية التي تدير الأمور في إيران ابعد من أن يستطيع الغرب وأمريكا من يلحق بها وهذا ماأثبتته التجربة خلال سنوات الحصار الاقتصادي الجائر على الجمهورية الإسلامية .

صدق فخر بلاد فارس حافظ الشيرازي حينما قال :

( العنقاء ليست صيدا لأحد , فاجمع شباكك , فكل ما يقع فيها هو قبض ريح ) .

[email protected]

أحدث المقالات