في مقال له نشرته صحيفة “الشرق الاوسط” اللندنية حمل عنوان “لماذا نريد استضافة العالم 2020” كتب الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم حاكم دبي يقول “قبل أكثر من ألف ومائتي عام ابتكر الخلفاء العباسيون مفهوم التواصل المنظم بين الحضارات”. ويضيف ” وكانت حصيلة ذلك أن جمعت بغداد كل ما أبدعه العقل البشري في مكان واحد، وأسست أول جامعة في العالم، «بيت الحكمة». ومن بغداد كما يقول مكتوم ” انطلقت الحضارة العربية الإسلامية وسادت في العالم القديم لأكثر من خمسة قرون، وأهدت البشرية إنجازات عظيمة”. ما الجديد في مثل هذه المعلومات التاريخية المعروفة للقاصي والداني؟ الجديد ليس في بغداد التي تصنفها المنظمات المغرضه منها والمنصفة في مراتب متدنية في كل شئ بل في الامارات. يقول مكتوم ” اختبرنا هذه الفكرة في دولة الإمارات خلال الأربعين سنة الماضية”. فمالذي تحقق؟ يقول ال مكتوم ” اهتممنا ببناء عقل الإنسان، وانفتحنا على عصرنا، واستقطبنا أفضل المواهب أيضا، فأصبحت الإمارات اليوم نموذجا لتعايش الثقافات ومركزا رئيسا عالميا يربط بين جهات العالم الأربع. تضاعف ناتجنا الإجمالي أكثر من مائة وتسعين مرة خلال أربعين سنة فقط، وانتقلنا من دولة لا تمتلك أية جامعة إلى دولة تضم أكثر من سبعين جامعة. ومن دولة تضم موانئ صغيرة للغوص والصيد إلى دولة تتعامل موانئها مع أكثر من مائة حاوية في كل دقيقة، ويمر عبر مطاراتها أكثر من ثمانين مليون مسافر سنويا. ومن دولة لم تكن تعرف التنظيمات الحكومية الحديثة إلى الدولة التي تتبوأ المركز الأول على مستوى العالم في الكفاءة الحكومية وفق تقرير المعهد الدولي للتنمية الإدارية في سويسرا”. ويمضي قائلا “رفعنا أطول بناء في العالم خلال زمن قياسي، وبنينا أكبر جزيرة من صنع الإنسان يمكن رؤيتها من الفضاء ويعيش ويعمل فيها آلاف البشر. تواصلت العقول فبنينا أكبر شبكة مترو في العالم تعمل من غير سائق. وأنشأنا ثالث أكبر شركة طيران عالمية، وطورنا إحدى أفضل الحكومات الإلكترونية في العالم، وبدأنا في الانتقال إلى عصر الحكومة الذكية”. ولانه لابد من الاختزال ينتهي الشيخ مكتوم قائلا “نعم، نجحنا في دولة الإمارات في تطبيق فكرة أبدعها أسلافنا قبل أكثر من ألف ومائتي عام، واليوم نريد تطبيق هذه الفكرة على المستوى العالمي”. والخلاصة المبدعة لكل ذلك هو انهم في الامارات سوف يستضيفون «إكسبو 2020» في دبي تحت شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل»، حدث عالمي تلتقي فيه ثقافات العالم وتجتمع إبداعاته مثلما يقول الشيخ. ولهذا الحدث دلالات مهمة ورسائل لايتسع المجال لذكرها. وعودة الى العنوان “مالم يقله محمد بن راشد ال مكتوم” اقول هل نسي الرجل شيئا لم يقله؟ لقد اعترف ان الفكرة بغدادية وان “البغادة” اسلافه العظام وانه لاينوي ابدا ان “يتبغدد” على اهالي بغداد. لكني ادعوه اصالة عن نفسي ونيابة عن حكومة بغداد المركزية وليس المحلية ان “يتبغدد ويتموصل ويتكربل ويتذي قر ويتتكرت ويتديل ويتكركك ويتبصرر ويتكوت ويتنجف ويتانبر بل وحتى مسموح له ان يتعفك ويتفلج ويتطورج”.. عسى ان نحقق بعد 40 عاما ولو جزء يسيرا مما فكرت به الامارات قبل 40 عاما؟