22 نوفمبر، 2024 10:33 م
Search
Close this search box.

مالم يقله السيد حسن نصر الله

مالم يقله السيد حسن نصر الله

لقد كان غريبا ومثيرا ان يستشهد حسن نصر الله في اخرخطاب له قبل ايام ، بمقولة للامام علي بن الحسين بخصوص الوفاء بالعهد، تبريرا ل “وفاء” حزب الله بعهده في حماية مقاتلي داعش الذين شملهم اتفاقه الاخير معهم، في حين كان على حسن نصر الله، وهو السيد، ان يستحضر قول سيده وسيد الائمة الكرام، الامام علي بن ابي طالب (ع) :” الوفاء لاهل الغدر غدر عند الله والغدر لاهل الغدر وفاء عند الله “،حيث تتفق وهذه الحالة – باعتبارها حالة حرب مع اهل غدر- بأكثر مما تتفق مقولة الامام علي بن الحسين، التي تتعلق بالحفاظ على امانة لقاتل ابيه لديه….
هذه المفارقة في ضعف استحضار شاهد التأريخ، لتبرير حالة قائمة، تعبر عن لحظة ارتباك واضطراب وقلق طبعت النشاط الاعلامي لرئيس حزب الله الذي رافق الاعلان عن الاتفاق بين حزب الله والمحاصرين من مقاتلي داعش ( 300 مقاتل ) في اخر معقل لهم على الحدود السورية – اللبنانية، فمن خطاب حسن نصر الله في 28/ اب الى خطابه في 31/ اب مروا برسالته في 30/ اب، اشتركت مضامينها جميعا في امر واحد : التبرير الضعيف والمضطرب للاتفاق الذي اثار جدلا واسعا، مازال مستمرا خصوصا في معسكر كان يُدعى ب ” المقاومة ” قبل تحوله لاحقا الى ” الممانعة؟ “، ورغم كل التفصيل المربك الذي جاء في خطابات حسن نصر الله، الا انه لم يقل كل شيء، بل لم يصل الى نصف الحقيقة فيه، فحسن نصر الله لم يقل لنا:
1 – ان الاتفاق انما كان بارادة ايرانية واضحة، حيث يضيق الخناق سريعا من جهة امريكا على امتدادات ايران في المنطقة، وبعض دلائل ذلك، هي المواقف المؤيدة بشدة للاتفاق من قبل الفصائل والشخصيات المرتبطة بطهران وفي العراق تحديدا، مثل المالكي وقيس الخزعلي وابو مهدي المهندس واخرين، وكان تصريح المالكي الاكثر اثارة، حيث لم يكتف بدعم الاتفاق بل حاول ان يبني لنا من خلاله ” رؤيا استراتيجية جديدة في الحرب على الارهاب ” وحين وصف الرافضين للاتفاق ” الجهل السياسي “، كشف لنا عن عماه واختلال ادوات المقاربات السياسية لديه، عندما قارن بسذاجة سياسية فاقعة، بين اتفاق حزب الله، وبين اخر افترضه قائما في تلعفر، ناسيا ان الاول تم مع محاصرين، وفر لهم الاتفاق فرصة ثمينة للالتحاق برفاقهم وبكل الرعاية والاحترام، وبين اخر – بافتراض وجوده – لم يكن سوى استسلام المئات من مقاتلي داعش في تلعفر، واخذهم اسرى مذلولين خانعين ليس اكثر، فأين هذا من ذاك ايها السيد النائب لرئيس جمهورية العراق العظيم ؟؟؟
2 – ان الحرب السريعة التي تمت في جرود عرسال وراس بعلبك وفي القلمون،انما كانت حرب مؤجله منذ 2014، ويعلم اسباب تأجيلها جيدا السيد حسن نصر الله، سيما ان الجيش اللبناني اثبت انه كان دائما مهيئا لخوضها بكفاءة عالية، فلماذا تمت الان وبسرعة فائقة؟
ما لم يقله حسن نصر الله، ان سبب ذلك الوحيد يعود للخشية الايرانية المتزايدة من ان تدخل منطقة الحدود السورية – اللبنانية ضمن اتفاقات امريكية – روسية ومع الحكومة اللبنانية ايضا، تماما كما حدث في الاتفاق الامريكي الروسي الاردني، الذي تم في شهر يونيو – حزيران الماضي، والذي شمل اغلب الحدود السورية الاردنية والذي اشترط ايضا اخلاء تلك المنطقة من كافة الفصائل الايرانية والنفوذ الايراني بشكل عام، ومنعا لذلك بادرت ايران عبر حزب الله لنزع اسباب حدوث ذلك وهو دون شك وجود داعش هناك وهو ما يفسر سرعة انجاز الحرب وكذلك اتفاق الترحيل المثير.
3 – ان الاتفاق تم ايضا بمعرفة روسيا التي بدورها اعلمت الجانب الامريكي وتلك من بداهة قواعد الاشتباك في الادنى، وبالتالي ان عرقلة التحالف الدولي لمسار قافلة داعش الذي اربك واحرج حزب الله الى حد بعيد، وبقي الامر معلقا حتى لحظة كتابة هذا المقال، حيث مازالت القافلة داخل مجال سيطرة قوات النظام السوري، وقد يكون مرده الى ان التحالف تعمد ذلك لاسباب تتعلق في الرؤية الامريكة للتعامل مع موضوعة تحديد النفوذ الايراني في المنطقة وذلك ماستكشفه الايام القادمة.
4 – ان اكرام شهداء الجيش اللبناني الذي تحجج حسن نصر الله كثيرا في قضية البحث عن رفاتهم، حتى جعلها السبب الرئيس للاتفاق مع مقاتلي داعش، ان اكرام هؤلاء الشهداء يكون بالانتقام لهم من المجرمين الثلاثمئة، الذين حررهم حزب الله واكرمهم ايضا باتفاقه المثير معهم، وليس الاكرام بالبحث عن رفاتهم – مع احترامنا الشديد لذلك -، وتحرير قاتليهم واكرامهم ايضا، ان ذلك لايتسق اطلاقا مع تاريخ حزب الله اللامع في حربه ضد اسرائيل وتحريره لاراضي لبنانية من براثن الاحتلال ورصيده الكبير في الدعم الشعبي والجماهيري العربي الواسع الذي تجمّع لديه جراء ذلك، والذي وللاسف الشديد بدأ يستهلكه بتسارع شديد، حين قرر الخوض في المستنقع السوري خصوصا لصالح الاجندة الايرانية الداعمة للنطام السوري، والتي يتأكد في كل مرة، ان حزب الله لن يستطيع الفكاك منها حتى وان قرر ذلك في لحظة صحوة ضمير( طائشة )….

أحدث المقالات