18 ديسمبر، 2024 7:38 م

مالكم والخنجر

مالكم والخنجر

لا ضير , ولا هناك من جرم وفيما أنت من تفتك بالعراقيين مجاعة , وتخريبا لبناه الإقتصادية , وتَهُدَّ أساسات دولتهم .. كيف لا فانت شيعي
لاضير , وأنت قائدٌ لميليشيا تَبْتَزَّ المواطنين وتتحكم بمصائرهم وتستولي على املاكهم وتحتل مساجدهم .. فلا بأس ما دمت شيعياً
لاضير ولا هناك من سُبَّة وانت تؤسس حزباً يحكم بإسم الله والمذهب ويستولي على عقارات الدولة ويسرق وينهب المال العام ويثرى على حساب المواطن .. فما احلاك وانت شيعي
لاضير وانت القائد والكهنوت المُبْطِن المخادع بلقلقة الإصلاح وما تنطق من ” كلا كلا للفساد ” .. فما أسعدك فأنت شيعي
لكن الويل كل الويل لو كنت من طائفة اخرى وانت لم تتجرأ على إقتراف عُشر ما اقترفه أبناء وطنك من الطائفة الشيعية , فهم اللات وهم العزى وهم الحاكمون في الارض وهم الفئة الناجية .. ” فبيدهم السلطة وهم على كل شيءٍ قدير .. ” ؟ .
فلا غرو بعد ونرى بعضا من قيادات أحزاب السلطة الشيعية تقاطع الإجتماعات العامة التي يحضرها الشيخ خميس الخنجر , ولا نتفاجأ حينما نرى هذا ( التخالف الرباعي – انهم في صراع دائم على مغانم السلطة ) الذي تحالف فقط أمام قيادة سنية لها وزنها السياسي الكبير وعمقها المجتمعي وحجم ما تملك من مساحة تأييد وقاعدة جماهيرية واسعة في الاوساط السنية ناهيك فيما يلاحظ من ازدياد بمقبوليته التي باتت تظهر بين الاوساط الشعبية الشيعية بان لا يحضروا الإجتماعات التي يدعو لها رئيس الجمهورية , ومن ثم كان لا بد وان يضعوا العصى في دولاب الخنجر لمعرفتهم وفي حال دورانه فإنه لن يتوقف حتى تحقيق ما يتطلع اليه المجتمع العراقي من إستقرار ورفاهية في العيش الكريم , فكيف إذن والحال هذه يمرروا مرشحته لوزارة التربية والتي هي استحاق لكتلته ؟ ..
ليكن كلامنا الآن على المكشوف , ونقول ان سُبَّة الخنجر الوحيدة كانت دعمه بداية لما أطلق عليهم بـ ” ثوار العشائر ” , وحتى ينصف ابناء تلك المناطق وذاك كان همه , وتلك كانت تقديراته وتصريحاته تؤكد ذلك وليس من باب الدفاع عنه , غير ان البعض من هؤلاء المدعومين من قبله كان ان تحول الى قاتل مأجور ومرتزق مجرم بانضمامه الى دعاش الشؤم , نعم فهذا لايستطيع مخبولا من انكاره , لكن بذات الوقت لماذا نتغافل عن عديد العوامل الاساس التي هيأة لدخول داعش منها الامنية والعسكرية وسوء الادارة والتهميش . ثم ان هناك نكتة أخرى وددنا الالتفات لها وهي ” الازدواجية في العمل والحراك السياسي ” , فها انتم تتحركون وفق امزجة وقناعات شارعكم وجماهيركم فلماذا يكون مصرحا حلالا لكم واما غيركم فتدخلوه خانة الحرام والجرم , لماذا لا تعذرون فلان كونه تماهى وتناغم مع تطلعات شارعه الناقم على واقعه المزري بينما تعذرون انفسكم ؟ .ان الخنجر لم يكن يريد القيادة قدر ان يكون جزء من شارعه وهذا حق يوجب التفاخر به بدل ان نعيب عليه ذلك .
نحن نعي مواقف من انتهكت عصائبه حرمة المناطق المحررة وسرق معاملها ومنشآتها وارسلها الى جهات مجهولة ، فلا هناك من عتب محب له .
واما صاحب مبادرة التسوية التأريخية ووثيقة الشرف , فلعمري اعجب اشد العجب من سلوكه السياسي ، اذ تجده يلتقي مرارا وتكرارا برموز مفسدين بينما نجد يده البيضاء تأبى ان تصافح الشيخ الخنجر الخالي الوفاض من كل فساد فالرجل لم يتسنم اي منصب حكومي ولم يتهم باي تهم فساد وكما غيره من القيادات .
واما مواقف السيد مقتدى الصدر اتجاه الشيخ , هي الاخرى تبعث على الحيرة فلازالت خطبه وشعاراته ودعوته الى نصرة اخوانه من اهل السنة ما انفك يرددها وحتى تكتمل اركان مشروع عملية المصالحه الوطنية , وحسب ادعاته , فما الداعي بعد ايها السيد الجليل من أن تتجنب لقاء الخنجر , فان كنت متخوفا من ردود شارعك واتباعك فها انت رسمت طريق الحق وعللت السبب وبرهنت الدليل واعطيت العذر للخنجر بما سبق من واقف تناغمت مع شارعه وهذا بحد ذاته يقرأ بعين المستبصر الحيادي كمظلومية واجحاف بحق الشيخ ؟ .
من خلال متابعة السلوك والأداء السياسي للقيادات الشيعية السلطوية ابتداء من وصولهم لمركز القرار الى الان , فاننا نستطيع ان نفرز حقيقيتين جوهرتين لسلوك هؤلاء اتجاه الغرماء السياسيين من المكونين الشيعي والسني على حد سواء.
الحقيقة الاولى :
هي استمراء قيادات الشيعة السلطوية شراكة من يجدون به الضعف والهوان في اداءه ومواقفه ومتبنياته ومن شركائهم من الشيعة انفسهم , اي انهم يحبذون ضعفاءهم لبسط سطوتهم ونفوذهم وحتى يكون لهم الكلمة الفصل والقرار لا يخرج الا من خلالهم , ومنه لا يكون للقوي مكاناً بينهم وتصوروا بعد هذا كيف يرتضون لشريك سني قوي من ان يفسحوا له المجال في ادارة القرار , واذن فهم تعاهدوا الا يكون بينهم شركاء أقوياء من السنة ؟؟؟؟
الحقيقة الثانية :
هو عدم قدرتهم على مواجهة جمهورهم الذي سممو تفكيره ووجهوا قناعته بمعلومات خاطئة و مضللة عن شخصيات لها تأثيرها السياسي , مثل الخنجر ،ناهيك عن انهم قادوا الشارع الشيعي بشرعنة الحرب الطائفية آلتي اختلقوها في متخيلهم الخصب بعد ان عجز واقعهم عن ترسيخ و شرعنة قيادتهم وسط جماهيرهم . واذن فتلكم الحقيقتان تقفان فيما يبدو حائلا دونما تقبل الخنجر كشريك موثوقا به من قبلهم وهما السبب الرئيس في مقاطعتهم اِيّاه .
على القادة الشيعة السلطويين وفيما ارادوا فعلا ان تسير العملية السياسية الى بر الامان , ان يسعوا السعي الحقيقي والجاد في تحقيق مبدأ التوازن واكتمال اسس المصالحة بينهم وبين الاخوة من المكون السني وان يغيروا من سياساتهم الحالية اتجاه الشيخ الخنجر ومن اجل ان يعم الامن .. ” لماذا ازدادت الخروقات الامنية في الآونة الأخيرة ؟ ” , .. هناك لا زالت مجاميع مسلحة تلتحف افكارا شاذة وطائفية وهي ما ان ترى احداً من رموز مكونها يتعرض لظلم واجحاف من قبل شخصيات سلطوية من مكون آخر حتى تبادر ودون رادع من قتل العراقيين وكاننا بهذا نُحَبِّذ الرجوع الى فترات الحرب الطائفية وتفجير المدن , نعم ,علينا ان لا نستغرب اذن ونجد من الجهلة الغير منضبطين في سلوكياتهم فيكونوا ملكيين أكثر من الملك نفسه .