كنت انوي ان اعنون هذه السطور بـ ( مالكم ايها العراقيون …) ، لكن حديث الرسول محمد عليه افضل الصلوات واتم التسليم الذي سأذكره لاحقا جعلني أغير العنوان ليكون كما كتب في اعلاه ، كما انني وجدت ان الاخوة الكرد باعتبارهم عراقيون لا يشملهم ما وجدته من مأخذ يستلزم معاتبتي لهم .
يقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في حديث أخرجه الديلمي في مسند الفردوس بلفظ: خير الناس العرب وخير العرب قريش، وخير قريش بنو هاشم ….) ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح أنه قال: (إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشاً من كنانة واصطفى هاشماً من قريش واصطفاني من بني هاشم).
وقد ذكر شيخ الإسلام في منهاج السنة أن أهل السنة والجماعة يقولون بنو هاشم أفضل قريش وقريش أفضل العرب والعرب أفضل بني آدم، وهذا هو المنقول عن أئمة السنة كما ذكره حرب الكرماني عمن لقيهم مثل أحمد وإسحاق وسعيد بن منصور وعبد الله بن الزبير الحميدي وغيرهم، وذهبت طائفة إلى منع التفضيل بذلك كما ذكره القاضي أبو بكر والقاضي أبو يعلى في المعتمد وغيرهما.
وقال في اقتضاء الصراط المستقيم: واعلم أن الأحاديث في فضل قريش ثم في فضل بني هاشم فيها كثيرة وهي تدل أيضاً على ذلك إذ نسبة قريش إلى العرب كنسبة العرب إلى الناس، وهكذا جاءت الشريعة كما سنشير إلى البعض منها.
فإن الله تعالى خص العرب ولسانهم بأحكام تميزوا بها، ثم خص قريشا على سائر العرب بما جعل فيهم من خلافة النبوة وغير ذلك من الخصائص، ثم خص بني هاشم بتحريم الصدقة واستحقاق قسط من الفيء إلى غير ذلك من الخصائص فأعطى الله سبحانه كل درجة من الفضل بحسبها والله عليم حكيم.
ولا يعارض هذا ما دلت عليه نصوص الوحي من تفضيل أهل التقوى، فإن أتقياء العرب وقريش وبني هاشم أفضل من أتقياء غيرهم إذا تساوى الجمع في درجة التقوى، وأما الكفار والفجار منهم، فإنهم لا يساوون شيئاً بالنسبة لأتقياء المسلمين، فإن الكفار هم شر الدواب عند الله كما تدل عليه الآية: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ .
اردت من هذا كله ان اقول ، بل اعتب على اخوتي العراقيين ، ما لكم ، لماذا أجدكم تنحازون صوب القادة غير العرب واقصد هنا القادة العراقيون ، ما الذي يجري لنا ، هل عقم العرب من ان يلدوا قائدا عربيا ننحاز اليه ، لماذا ينحاز السني فينا الى قائدٍ تركيٍ يقابله انحياز الشيعي منا الى قائدٍ ايراني .
انا لا اقول ان هؤلاء القادة الاجانب ، سواء التركي او الايراني هم ليسوا جديرون بالانحياز لهم ، لكن هذا الانحياز لابد ان يأتي من مواطنيهم ، من الاتراك والايرانيين ، اما نحن فنحترمهم ، ونجلهم ، ليس لشيء ، فقط لانهم يخدموا شعبهم ، ولابد لنا من ان نستفيد من تجاربهم في الحكم وفي خدمة شعوبهم ، لكن احترامنا لهم لابد من ان لا يصل الى درجة والإتباع والتقديس .
أذكر كلام صديق لي كان دبلوماسيا في سفارة العراق لدى الباكستان ، قال : عندما كنت امر بين الباكستانيين ماشيا كانوا يمدوا أيديهم ليلمسوني تبركا كوني عربي انتمي الى قوم محمد عليه الصلاة والسلام .
ليجد كل منا قائدا ، او اماما ً، او سيداً ، او آيةً، او مرجعا ً ، او رئيساً ، وليتبعه ، لكن ليكن هذا القائد او السيد او المرجع او الرئيس عراقيا ، فان كان ولابد من اتباع غير العراقي ، فيجب ان لا يكون سياسيا ، بمعنى ان كان ولابد من اتباع رجلا غير عراقي فلابد من ان لا يكون يشغل منصبا سياسيا في دولته والافضل ان يكون متواجدا بيننا ، يعيش حياتنا ويهتم لهمومنا . لان السياسة تسييس ، ورجل السياسة انما يعمل لخدمة بلاده ، وان وجد غير ذلك فهو خائن لها ، وخدمة البلاد تقتضي تقديم مصلحتها على سائر مصالح البلاد الاخرى ، فهل تقبلون اتباع رجل يقدم مصلحة بلاده على مصلحة العراق ، وان قلتم انما هو يعمل لمصلحة العراق وهذا محال ، فهل تقبلون ان تتبعوا رجلا يخون بلده .