23 ديسمبر، 2024 2:33 م

مالفرق بين المطي والزمال ؟

مالفرق بين المطي والزمال ؟

لايخفى على حضراتكم ان استخلاف سيدنا آدم – عليه السلام – في الأرض يشتمل على معنى سام من الحكمة الالهية التي خفيت عن الملائكة ؛ فان الله تعالى لو استخلف الملائكة في الارض لما عرفت اسرار هذا الكون وما اودع فيه من الخواص والعلوم الغزيرة ؛ فأن الملائكة ليسوا بحاجة الى شئ مما في الأرض ! اذ هم على وصف يخالف وصف الأنسان . ومن الشاذ جدا أن تستخلف الدواب لتعمر الأرض ، فلم يثبت أن دابة مــا عمرت الأرض أو حققت شيئا يعود بالنفع .. وهذا ما حدث في بلادنا حصرا دون غيره من بلاد الدنيا وتحديدا أبان الغزو الأميركي عام 2003 وما تلاها من تداعيات بعد أن ضرب الدهر ضرباته وجئ بهجن أستوطنوا في أرضنا ، كما أستولوا – بقوة النار والتزوير – على مقاليد الأمور . وكل هذا بفضل ( المطي أبن المطي ) بوش الصغير الذي جبل على الدم وقتل الأنفس بمباركة من الإمعات والمطايا التي ما أنفكت تتعاوى وتحرش أنيابها وتحرك أذنابها التي نبتت في مؤخراتها المصابة بالبواسير والنواسير والأسهال المزمن فأشلوا بالعراقيين دون تمييز بينهم وحولوا البلد الى أثر بعد عين والى خبر كان بعد ان كان أسما لأن !!وكل هؤلاء أو ما يسمى ( بالسياسيين ) لم يحصلوا من الشرف إلا على أسم وقشر ، وربما لهم عقول لكنها معقولة عن التفكير ، ولهم عيون ولكنهم لايبصرون بها ضوء الصبح المسفر ، فهم يعشون عن الحق وهو إنصاف ، ويلمحون الباطل وهو مستتر خاف . ولهم قلوب لاتفقه الرشد وهو واضح جلي ، ولهم آذان ، ولكن بها وقر عن الهدى

ومنهم أميون لايعلمون من الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون . عندهم التفكير في الحق جريمة لاتمحوها توبة ، والويل كل الويل لمن خالفهم ، والثبور كل الثبور لمن فضح ممارساتهم وفسادهم المستشري

فـ ( 4 ) إرهاب له بالمرصاد وهي تهمة جاهزة مسلفنة !

ذلك لأن الفاسد – الذي من شأنه الزنا والفسق لايرغب في نكاح الصوالح من النساء ، إنما يرغب في فاسقة خبيثة مثله – وما أكثرهن هذه الأيام – . والفاسقة الخبيثة لايرغب في نكاحها الصلحاء من الرجال بل ينفرون عنها . إنما يرغب فيها من هو من شاكلتها والأمثلة على ذلك كثيرة أرى من المعيب ذكرها نظرا لحساسيتها سيما وإن مجتمعنا العراقي شديد البأس في مثل هذه الأمور ، ومن المسلم به أن كفر المرأة ضرره عائد عليها وحدها ، أما زناها فضرره لاحق بأهلها وبزوجها كونه عار لايغسله إلا الجلد والرجم كما أقرته شرائع السماء . بقي أن نعرف : إن حضانة العلم خمس عشرة سنة ، أما حضانة الأخلاق فمدتها أربعون سنة !! بمعنى إن الجماعة ( نسوان وزلم ) بحاجة الى ثلاثين سنة قادمة لينزعوا عنهم سمة ( الأدب سزية ) وليس سرا لو قلنا إن أغلب هؤلاء الحثالات ( لم يذوقوا من البقول الفستقا ) !! فتحول ألواحد منهم الى ( ملتي ملياردير ) بين عشية وضحاها رغم أنف النزاهة المشلولة ومجلس النوام الأعرج ورغم أنوف المستبدين والمستجبرين وجرووووا سلوات !! .

عذرا لهذه المقدمة ولكن لابد منها ، وبالعودة الى موضوع المقال أقول : يقول أهل اللغة : (( المطية أسم ، والجمع مطايا ؛ والمطية من الدواب : ما يركب ويمتطى كالبعير والناقة وتطلق للمذكر والمؤنث ؛ حماره : مطيته في التنقل بين القرى ؛ إتخذه مطية لبلوغ مأربه أي جعله وسيلة )) أما الزمال : (( فهو الضلع ، والزمال لفافة الراوية ، والجمع زمل وأزملة ، والزمال هو الضعيف الجبان ؛ زملت الدابة : مشت كأنها تعرج من نشاطها . زمل الأعرج : أي ركض معتمدا على أحد جنبيه رافعا جنبه الآخر )) . هذا ما قاله أهل اللغة حول المطي والزمال – أجلكم الله – ولكن هل ينطبق ما قالوه حول المطايا والزمايل الذين ملأوا بلاد ما بين القهرين ، كما يقول صديقي العزيز علوكي له مني التحايا ؟ والآن لنجرى مقارنة بين النوعين ثم نقرنه بمن تبوأ الكراسي في زمن الحيص بيص ؛ فالناس في هرج ومرج – وأنا منهم طبعا – .. في مجالنا الأمني حدث بلا حرج فلقد أثبتت الوقائع إن العقول الأمنية ( في زمان سرمد مات دك عالكلى ) لايعرفون من الأمن سوى : أنصب سيطرة إقطع الشارع ألغف فلوس ، وفيما يتعلق بباقي الجوانب كالتربية والصناعة والزراعة ( خربت ) كلها وتحولت الى مكب للفاشلين والنائمين تحت شعار 🙁 أكل ووصوص ) .. أما المطي الذي باع البلد ( تفصيخ ) وصدع رؤوسنا بأعماره الزائف وفقاعاته الصابونية و ( كرعته المصندحة ) فما زال يسرح ويمرح كالأنعام بل هو أضل سبيلا ويجتر أفخر أنواع البرسيم المستورد ضمن حملة مزاد بيع العملات الأجنبية .. واليوم خرج علينا زمــــــــــــــال جديد ذو بأس سخيف يطالب بلغف المال الحرام الذي سرقه فقراء العراق من الذين حجبت رواتبهم بالأجترار – عفوا الأجتثاث – من خلال بيع ( الفولت والأمبير بالسوك السودة ) .

وأخيرا اليكم هذه الحكاية 🙁 لطالما إشتكى الحمار المطي ظلم النمر له ، حتى ضجت الحيوانات الى ملك الغابة طالبة منه النظر في شكوى هذا المسكين ، وأن النمر يضرب المطي ضربا مبرحا كلما رآه بل يسأله عن سبب عدم إرتداء القبعة !! .. أرسل ملك الغابة بأحضار النمر ، ولما سأله عن سبب ضربه للحمار وعن قصة القبعة ، قال النمر : أنا أكره هذا المطي وأختلق الأعذار لأشبعه ضربا !! فقال الأسد : فتش عن سبب آخر لضرب الحمار قل له مثلا : أجلب لي تفاحة فحين يأتي بها صفراء إضربه وقل طلبتها خضراء وهكذا ، فرح النمر بهذا ( الحل ) وانصرف يتسكع في الغابة .. في اليوم التالي إعترض النمر طريق المطي أوسعة ضربا أشد وقعا من المرات السابقة ثم قال له : هيا أجلب لي تفاحة على جناح السرعة ، قال المطي : أتريدها حمراء أم صفراء أم خضراء أم ليموني ؟!! بهت النمر لهذه الأجابة فنظر الى الحمار المسكين فرآى جراحه تثعب دما فقال بكل صلافة :

ولك وين القبعة ؟!!! ) فهذا هو حالنا اليوم : تريد زمال أخذ مطي ، تريد مطي أخذ مطي .

نسخة منه الى /- الفاتنة الحمارة أرجو أن لا تزعلين مني فأنت مجرد حمارة… بس خلاص