مالجديد في ان يغزونا مرض او وباء يأتي علينا في غفلة مثل ما يحدث الان مع الكوليرا التي تصارخ له السياسيون , و:كأن الوباء جاء دون سابق إنذار , وما الجديد ان يموت اربعة مواطنين او عشرة بالمرض , فالموت بالكوليرا لا يختلف عن الموت اغتيالا او بسيارة مفخخة او حزام ناسف .
اقول إن المصائب لا تأتي فرادا على رؤوس العراقيين وأن الاوبئة والامراض هي اقل خطورة وهتكاً بهم من السياسيين , فان مكافحة الكوليرا او اي مرض معد اخر يبدأ من التلقيح والتطعيم ضد السياسي لانه المسبب والحاضنة الحقيقية لكل الامراض والاوبئة وبالتالي فأن التوعية الفكرية والصحية كفيلة بالقبضاء على كل الامراض .
ان ما يحدث من زهق لارواح المواطنين اليومي هو ذلك الفشل المستمر لمجموعة من الاميين واللصوص والمجرمين ممن انتشر وبائهم السياسي وعقولهم المريضة ليصبحوا اكثر فتكاً من الوباء ذاتها , او انه ذلك النتاج لما اقترفت ايدي الذين رقصوا فرحا بذهابهم للانتخابات او من صفق والقى شعرا وهتف بحضرة هذا السياسي او ذاك .
فوباء الكوليرا قد يكون المرض الذي اصبح يلازم العراقيين كل عام وخاصة المناطق التي يقطنها النازحون , وهذا ان لم يكن مخطط له بطريقة مدروسة من أجل الابادة الجماعية بطريقة مقبولة وغير خاضة للارادة البشرية , او اهمال وقلة وعي وادراك للتعامل مع اسوء الاحتمالات التي بالامكان ان تحدث في المناطق النازحة , لكن ما التبرير الذي سيخرج بها السياسي ومحافظات جنوبية قد سجلت حالات بالمرض وإن كانت اقل من مناطق النازحين .
إن الاوضاع غاية في الصعوبة والاهمية والنتائج التي تترتب على مثل التي يعاني منها النازحون او المناطق التي تضررت نتيجة فتح مياه السدود من قبل التنظيمات الارهابية , وبالتالي كان من باب اولى للجهات المختصة ان تستقرأ ما ذا سيحصل من الجانب الصحي والخدمي في مثل هذه الحالات والاستعداد للاسوء وهذا ما صرح به رئيس مجلس محافظة بغداد ويجب الوقوف عنده كثيرا ولا يمر مرور الكرام بانه قد اعلم وحذر الجهات المعنية في اننا مقبلون على كواث صحية في هذه المناطق لكن دون اجابة حقيقية ومسؤولة .