مثلما نحاول رفع شعلات العقيدة والحقيقة وحلول المشاكل من أجل انارة عقول ضعيفي الادراك من شعبنا ممن لا يتفاعلون ضد الاحتلال الفارسي الامريكي وما أوجده من تبعات ,مثلما وجدنا على الطرف الاخر من يقفون عثرة في طريقنا فيؤثرون على قوى الاستشعار التي نحاول تنشيطها وايصالها للمغرر بهم والكسالى من شعبنا ! ..وقبل أن نسهب في الكلام سنحاول ببساطة تفسير ما عنيناه بضعيفي الادراك حيث وردتني هذه الاستفسارات حول ما هوالمقصود منها,.. أقول :درجات الاستشعار لا يمكن ان تكون متساوية عند الشعوب بل هي متدرجة من قوية الى ضعيفة ( ونحن نستعمل جملة ماعنده احساس لمن لا يتفاعل مع مشاعر واَلام الناس او ان يتسبب باذيتهم ) وتكون درجة الاستشعار والادراك ضعيفة لدى غالبية الشعوب العاملة من الذين يتقاضون مرتبات وهذه الدرجة تنطبق ايضاعلى اصحاب الولاء الاعمى من طائفيين وتابعين لاسيادهم او رؤسائهم كالجيش لأن الجميع يجتمع في صفة الخوف من المجابهة اوالتغيير لذلك هم لا يمارسون التفكير الذي يقودهم للفعل او فهم فيما اذا كان ما يفعلونه صحيح ام خطأ ووفق ذلك يتصرفون وهذا يسمى بتوكيل اخرين نطيعهم ونترك لهم التفكيرواتخاذ القرارات!ولهذا تجد ان مبررات كل المجرمين في الميليشيات او القوات الامنية يبرر جرائمه على انه يقوم بالواجب! , لانهم يكفيهم اطاعة اسيادهم وفق نظرية سايكولوجية الطاعة التي تنشأ من المجتمع الذي يعيشون فيه وغالبا تكون الطاعة وفق ما وجدنا عليه ابائنا فان كانوا مطيعين مذهبيا فاننا سنكون طائفيين واذا كانوا ملحدين فغالبا سيكون الابناء مثلهم وهكذا.. !, حتى تصل الحالة بالبعض الى فقدان الاحساس والشعور بالمشاكل والسيئات والفساد الا عند وصول الكارثة الى بيوتهم !( هذا الجواب وجدته وانا ابحث واتسائل على مر السنين بلماذا لا يثور الشعب العراقي على الخونة واللصوص . و كان هذا هو المحرك الرئيسي لجماهير انتفاضة تشرين! حيث ُوجدنا شعبا يعيش طائفيا فيمجد بالملالي ودجلهم ويضحكون على ما يقولون بدل ان يغضبوا على الكذب المتتالي ولا يستمعون لنداءات الاخرين و طلب النجدة والتغيير ولم يدركوا ذلك الا بعد أن وصلت هذه المشاكل الى بيوتهم فضربتهم بمقتلين الاول صدمة تخلخل مبدأ رئيسي تربوا عليه وهو الاتباع الطائفي والثاني انتقال البؤس والظلم لبيوتهم الذي ادى بقوة لاستبدال الولاء الطائفي الذي أثر مباشرة عليهم ليجربوا الولاء للوطن حيث سمعوا انه يساوى الجميع في المسؤوليات والواجبات وأن السعادة ستنمو في هذا المحيط أكثر .ثم كانت ساحة التحرير الحاضن الابوي لهذا الجمع فشعروا بالحنان والمحبة والتعاون والاخاء والتضحية وكل هذا كان معدوما فأيقنوا ان من كانوا يتبعونهم لا يملكون ذرة من الرحمة والانسانية واكتشفوا انهم كانوا على خطأ في ولائهم الغير محدود وأن اباهم ومعليمهم ووو هم الذين قادوهم لهذا الخطأ الذي اضاع سنين من حياتهم لتكون هباء , لذلك نزعوا خوفهم واستبدلوه بالعصيان ورفض طاعة ملاليهم فهم شاهدوا بصيص الامل يكبر يوما بعد يوم حتى أن الكثيرين قدموا حياتهم رخيصة من أجل الوطن ومن اجل ان ينمو هذا البصيص ليحقق تطلعات الجماهير التي اغتصبتها عصابات اجرامية استغفلت الشعب و استغلت الدين والولاء والمظلومية لتحقق غاياتها بالسرقة والثراء الحرام..
لماذا الخوف يعد بنظري أقوى عامل يجعل الشعب لا يبحث عن التغيير ,,هناك ميزة في النفس البشرية بعد الخوف من الاذى والموت وهي التعود على ما اعتادت فمثل هؤلاء ستجد صعوبة في اقناعهم بالتغيير لأن خوفهم يكون أعظم ان حدثتهم عن التغيير فالتغيير شيء مبهم لديهم لا يعرفون هل سيسعدهم ام سيحزنهم لذلك فالطائفي الذي اعتاد على نمط معين من الحياة يخاف ان يغيره وان كان بقرارة نفسه انه على خطأ في هذا الاتباع لانه تعود كل سنة على رتابة هذا النمط .كذا الامر لمن يعيش في خارج العراق فانه يشعر بالخوف الشديد اذا فكر بان مسعاه سيؤدي لتغيير الاوضاع وربما سيضطر للعودة على اثره للوطن فهو ايضا يخاف من المجهول لا سيما وانه ايضا قد اعتاد على نمط معين من المعيشة والعلاقات الاجتماعية قد لا يجدها ببلده لو عاد.
أقول : كلما نجحنا في زيادة الادراك على من تعود على نمط حياة معبن كلما نجحنا في غرس فكرة ان المستقبل سيكون بعد التغيير أجمل ..ايضا نكون نجحنا في أخذ يد الفرد العراقي الى طريق الخلاص ,, وعليه فلنترك المنافسة فيما بيننا ومحاولات تخطيىء الاخرين أو السعي لقيادة اتباع هذا الاتجاه او الثورة او الانتفاضة او التظاهر او حتى الحديث بين مجموعة صغيرة ونفسح المجال للاخرين لابداء رأيهم .. لنستمع للاخرين ولنستفيد من افكارهم مهما صغروا علميا ثقافيا وحتى عمريا .هناك من يشعر بالرتابة في حياته فيحاول أن يثير المشاكل مع الاخرين ليعطي لحياته بعض النكهة والراحة النفسية فيبدأ بالاقرب منه !! ..لنترك كل ما يعيقنا عن هدفنا الرئيسي ونركز على ازاحة الخوف الباطني من التغيير من نفوسنا للتخلص من تبعات الاحتلال وايقاف نهب وتفريط المال العام وهدره لأننا لو نجحنا بهذا المسعى فاننا نكون قد انتقلنا الى التمكن من بناء الوطن واسعاد الشعب ولأصبحنا شعبا مستقلا من دون اعادة لسلبيات الماضي وعنترياتها وهذ ما يفترض ان يكون هدف كل عراقي .!