المتابع للاحداث السياسية في المنطقة وتداعياتها يلاحظ ان كل مايجري هو مخطط له ومحسوب بدقة ولكن مضادات هذه الاحداث هي المفاجاة التي لم يحسب حسابها ,الامر الاكثر حيرة هو الذي يجري في مصر الان وتحديدا في فترة ربيع القاعدة والارهاب والتحجر الفكري الذي يعم المنطقة وتدفع ثمنه بقوة ,ان الحاصل في مصر اثار استغراب كل مفكر وسياسي ورجل دين وكل مؤسسة ذات صلة بالحياة الانسانية فمصر شعبها شعب عظيم له مكانته التاريخية الكبيرة وحضارتها واغلة في القدم تبلغ اكثر من سبعة الاف عام ومعروف عن المصريين عموما التنوع الكبير في مجتمعهم ففيه المسلم الذي يشكل اكثر من نصف سكانه والمسيحي الذي يشكل نسبة كبيرة تفوق الثلث من سكانه وفيه الاقليات ومااكثرها وتبلغ بحدود 25 اقلية متنوعة وهذا التنوع على مدى التاريخ شهد طفرات اتت نتائجها لصالح المصريين ولم نسمع يوما او نقرا ان المصريين عبر تاريخهم احتقروا ديان او اقلية وعاملوها بفوقية واستعباد بل ان كل حاكم ياتي وان اختلفت نواياه ومزاجه وتبعيته يحسب هذا الامر ويكون حذرا منه جدا ويتعامل مع المعطيات باسلوب يشمل الجميع ولايستثني احد منهم ,ولكن مايحدث اليوم هو امر عجب فقد تابعنا الثورة المصرية قبل سنتين وكيف انها ادت الى ازاحة نظام حسني مبارك واوجدت سلطة منتخبة وفق الدستور وحسب اللعبة الديمقراطية الحديثة وهو اي الشعب باق كعهدنا به يحترم الجميع ولايخضع للفتاوى التكفيرية والتي حاولت دخول مصر من الخارج بشكل او باخر رغم الظروف الدولية المعقدة والمحيطة بالمنطقة عموما وقاوم بكل قوة ودافع عن ذاته ولكن يحسب لكابينة الرئاسة الحديثة انها تحاول جر البلد الى نوع جديد من التعامل غير الصحيح مع الناس ووفق اراء وافكار وعقائد متطرفة خاضعة للفكر السلفي والوهابي المتحجر المتشدد وحاولت هذه الكابينة ان تحشر نفسها في صراعات الغير رغم ظروف مصر الصعبة جدا والتي كان من الاولى معالجتها وايجاد نوع من الحياة الكريمة لابناء مصر الكرام والنئي عن التدخل بشؤون الغير ,وهذا الامر والتصرفات انعكس بشكل واضح على الشارع المصري فانطلقت ردود الافعال بالضد من هذه التصرفات واحدثت مااحدثت من مشاكل وهيجان شعبي نلحظه هذه الايام بدرجة كبيرة من السخونة والخطورة .
ان مايحصل الان في مصر لايخدم شعبها ولا المنطقة بل يخدم المخططات الغربية والتي تريد ان تجعل من دول المنطقة كلها ضعيفة غير متماسكة من خلال اشعال الصراعات الداخلية ومنعها من مقاومة مخططاتها المستقبلية واعتراض الخارطة السياسية التي صنعت في الغرب للمنطقة واعادة التحالفات المبنية على عدم الاحترام والتوازن وبالتالي اخضاع المنطقة بالكامل للهيمنة اليهودية والصهيونية ومع الاسف تدار هذه الامور باسم الاسلام وادواته ,
ان على المصريين الحذر والانتباه الى هذا الامر وعليهم اعادة صياغة دولتهم بما يضمن بقاءهم شعبا معتدلا وسطيا يؤمن بالتعدية وعدم التعصب وما حادثة الشيخ الشهيد حسن شحاته ببعيدة عن هذا المشهد المؤلم بل هي تاكيد على النهج المتطرف والمتشدد الذي يرفضه الاسلام فكرا وعقيدة ,اذن المسالة محسوبة بدقة من قبل الغرب وهي بحاجة الى مواجهة ذكية تعتمد الحراك الشعبي المنظم والقيادة الحكيمة العاقلة والا فان الامر سيكون اكثر خطورة وستنال مصر والمنطقة منه الويلات والتدهور .
نداء اخير اوجهه لمرسي الذي يدعي انه الرئيس المنتخب ويمثل الشرعية الدستورية اقول له عليك بمراجعة نفسك وعملك خلال العام الماضي وان تبتعد من الساحة الان بصورة سلمية وان لاتدفع بالشعب المصري الى كارثة محتملة نراها تلوح في الافق القريب وان لاتتمسك بشيء انت تعلم انه غير صحيح وانه سيجر البلاد الى حرب اهلية لانتمناها لاخوتنا في مصر .