8 أبريل، 2024 2:33 م
Search
Close this search box.

مالذي نريده من الامام الحسين (ع) ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

مالذي يريده الامام الحسين (ع) منا ؟
ما يريده الامام الحسين (ع) قاله في العاشر من محرم الحرام لسنة 61 للهجرة وايضا قاله قبل هذا التاريخ وعلى امتداد سيرته وعمره الشريف , اي اننا بأطلاعنا على سيرته المباركة (ع) ونهجه سنتعرف على ما نريده  منه سلام الله عليه  , ولكن فيما يخص الاستفهام الثاني , مالذي يريده الامام الحسين (ع) منا نحن ؟ هنا يكمن مورد الاشكال والاستفهام الكبير والصعب بنفس الوقت , اذ ان هذه المساحة من الاستفهام شاسعة بمقدار الزمن الذي يفصلنا عن الامام الحسين (ع) اي حوالي (1376سنة) وبمقدار التيه الذي نعيشه وبمقدار فهمنا البعيد والضبابي لما يريده الامام منا , وفي هذا المضمار ثمة تساؤلات كثيرة منها : ما ملامح التغيير الاجتماعي التي ارادها الامام الحسين وهل نجحنا في استثمار الشخصية الحسينية مجتمعيا وما القراءة الدقيقة لهذا الملمح الحسيني المتمثل باعادة التشخيص لدى الامة وماهية الدور الحركي الذي اراده الامام من خلال نهضته وما مصاديق الفهم الجماهيري العملي لمفردات النهضة الحسينية كدرجة من درجات بناء المجتمع ؟ من الثابت ان الامام الحسين (ع) نظر الى الاستفهام التالي نظرة مسؤولة وعميقة (كيف سيؤول حال المجتمع الذي يحكمه من لا يعتقد باساسيات قيام حضارته) فما القراءة لهذا الاستفهام وكيف لنا ان نثوره في واقعنا الحالي ؟ لاشك ان حزمة الامور الايجابية التي صدحت بها النهضة الحسينية هي كثيرة ولكن مسألة اعادة قابلية التشخيص لدى هذه الامة التي كادت ان تفقدها اثر تراكم سياسة التجهيل هل تم استثمارها؟ ولايمكن لنا ان نغفل الدور الحركي الذي اراده الامام من خلال نهضته ببناءه لوعي جمعي يدرك مفهوم الرسالة , مرة اخرى كيف يتأتى لنا تثوير بناء الوعي الجمعي في مجتمعنا الحالي ؟ من المعلوم ان توهين الاهداف واللامبالاة في اصول الاسلام والثورة وفهم كل الامور والتعامل معها بذهنية مادية سوف يصل بالمجتمع الى حالة دنيوية صرفة , الامام الحسين تعاطى مع اسلوب التوهين باساليب مختلفة تتماشى مع ثقافة ذلك العصر , والصورة اليوم لا تختلف , هل نجحنا في ابتكار تعاط مع منظومة توهين الاهداف يتلائم مع الثقافة الحالية ؟ الشروط الاساسية المعتبرة في نجاح كل ثورة من منظور اسلامي هي خمسة شروط (البعد الالهي للثورة , البعد الانساني فيها , البعد التخطيطي للثورة , البعد العاطفي , البعد الجماهيري) , فالنهضة عندما تكون بعيدة عن فهم الجماهير ووعيها يكون هناك نقص حاد في بنائها ,ونهضة الامام الحسين انطلقت من هذا الفهم والوعي , فلنتحدث عن مصاديق الفهم الجماهيري العملي لمفردات النهضة الحسينية كدرجة من درجات بناء المجتمع ؟ كما الفطرة المتواضعة حين تلتحق ببحر زاخر فتصبح عظيمة النفع كذلك الفرد حين يندمج بتيار المجتمع فيصبح اعظم واقوى وملحمة عاشوراء بوتقة تعد الافراد ليتلاحموا ويصبحوا قوة هائلة , من خلال هذا كيف تقرؤون المعادلة التي رسمها الامام الحسين بين السير وفقا للارادة الالهية وبين واقع المجتمع انذاك وكيفية الاستفادة منها معاصراتيا وان حدث ذلك فهذا يعني اننا في كبد قصدية معرفة ما يريده الحسين (ع) منا؟ عند الادعاء بزعم كل فرد بانه قد بلغ اداء الواجب ولكن عندما يستشرف على ملحمة عاشوراء ويراجع نفسه يعرف ان عطائه محدود جدا , هل ثمة ديمومة لدينا لهذه المراجعة؟ حوافز البشر وعزائمه هي وقود مسيرته الصاعدة , الامام الحسين (ع) قراء منظومة الحوافز والعزائم التي تعمل على  تحريك المجتمع , والاستفادة من هذه القراءة لا شك تفتح لنا العديد من الاباب لمعرفة ما يريده منا سلام الله عليه؟ والاسئلة عديدة وكثيرة ومفتوحة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب