23 ديسمبر، 2024 7:13 ص

مالذي بقي من وهج عيد العمال ؟!

مالذي بقي من وهج عيد العمال ؟!

سؤال مشروع يخطر على ذهن اجيال من امثالنا واكبت نضالات الطبقة العمالية في مراحل تاريخية سابقة كانت الانطمة تحسب الف حساب لصوت هذه الطبقة التي قدمت التضحيات الجسام وهي تطالب بتحقيق العدالة والمساواة والحياة الكريمة للبشرية جمعاء .. اصوات عمالية ومعها كل الشعب رفضت الاستغلال والتبعية والظلم والذل والخنوع . في وطننا العربي ومنه العراق سجل العمال مواقف تاريخية غيرت من خلالها انظمة وهزت عروش وأ رقت طغاة .. مواقف لم يبق منها غير ذكريات باهتة لم يعد يذكرها غير جيل مضى اضنته النكبات والانكسارات واحلام ضائعة سببتها زعامات سياسية اوصلت اوطاننا الى اسؤأ حال حيث حلت الطائفية وغيبت الوطنية وارتفعت الاصوات النشاز بدل الشعارات القومية .. وهاهي مناسبة عيد العمال العالمي تأتي علينا كسحابة صيف ليس فيها غيث !
اليوم حيث تمر علينا مناسبة عيد العمال في العراق بلا وهج ولابريق امل حيث يعاني العمال من البطالة والفقر والمرض والحرمان من ابسط الحقوق ..معاناة تتقاسمها هذه الطبقة مع غيرهم من الفلاحين وشرائح المجتمع الاخرى بسبب هيمنة طبقة سياسية جعلت من العمل السياسي مصدر ارتزاق وتكسب ومنافع غير مشروعة بعد ان كان نضال وتضحيات ونكران ذات .. ما الذي يمكن ان يقال بهذه المناسبة في عراق ما بعد الاحتلال ؟! فبعد ان كان للعمل قدسيته لانه يعني بناء الوطن والاسهام مع طبقات المجتمع الاخرى بنهضته وتقدمه ، تحول العمال الى بطالة مقنعة بعد ان توقفت مكائن المصانع من الهدير واقفلت الكثير منها ابوابها في ظل سياسة متعمدة لابقاء العراق ضعيفا وتابعا للغير في كل شيء .. واين نقابات العمال ودورها وتاريخها النضالي الذي لم يعد احد من الجيل الحالي يذكر منه الا القليل ؟! وهل ما يجري من تعتيم على نضالات الطبقة العاملة العراقية صدفة ام عن سبق اصرار وتخطيط ؟!
اسئلة كثيرة تفرضها علينا ذكرى عيد العمال ونحن نستذكر ما بقي في الذاكرة من احداث منذ تاسيس اول النقابات في العراق مثل نقابة عمال السكك ونقابة النفط وبعدها نقابة النسيج وغيرها وهكذا توسع دور العمال ونقاباتها برغم ما كانت تواجهه قياداتها من مطاردة واضطهاد واعتقال وتقتيل.. كانت تظاهرات العمال ملايين واليوم عشرات وليس مئات .. وكانت المطالب والشعارات عامة تخص الوطن كله بعيدا عن المطلبية فقد كان الوعي الطبقي ،كما يصطلح عليه في الادبيات السياسية ،متنور ومتقدم على ما هو سائد الان ويعي ان تحسين اوضاع العمال مرتبط بالمجتمع ككل .. فاين نحن اليوم من اضرابات العمال في الثلاثينات والاربعينات والخمسينات من القرن الماضي ؟
في يوم العمال العالمي بماذا نعتذر لشهداء الطبقة العاملة وما عسانا نقول لمناضلين قدموا الكثير ؟!
عيد العمال يمر علينا من دون وهج ليس في العراق فحسب بل في الوطن العربي الكبير وربما في العالم ولم يعد لشعارات اليسار من صدى فهل الى عودته من سبيل ؟!