23 ديسمبر، 2024 2:43 م

ماكين: سياسات الولايات المتحدة أزاء العراق وسوريا ومصر وإيران وأفغانستان أثبتت فشلا ذريعا

ماكين: سياسات الولايات المتحدة أزاء العراق وسوريا ومصر وإيران وأفغانستان أثبتت فشلا ذريعا

واجهت الإدارة الاميركية أقسى إنتقاد لها وجهه السناتور جون ماكين العضو البارز في لجنة القوات المسلحة في الكونغرس ، بسبب الأداء الضعيف لإدارة أوباما ، وعلى أداء وزير الخارجية الاميركي جون كيري على وجه الخصوص ، بشأن تعامله مع أزمات العراق وسوريا ومصر والمنطقة عموما، مشيرا الى ان هذه السياسات أثبتت فشلا ذريعا، لأن نفوذ الولايات المتحدة في العالم العربي لم يكن أبدا بهذا الضعف، حتى راح الآخرون ينظرون الى أداء موظفي هذه الإدارة كضعفاء عديمي الحيلة وهو أسوأ ما رأيته في حياتي”، حسب وصفه.
تصريحات ماكين هذه جاءت في سياق مقابلة أجرتها معه قناة “الحرة” في 13  تشرين الثاني ( نوفمبر ) مشيرا فيها ان إنه يشعر بخيبة أمل عميقة تجاه أداء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سواء كان ذلك فيما يتعلق بسورية أو إيران أو العراق أو أفغانستان أو عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية.
وقال كيري أن “كل هذه الملفات كانت فشلا ذريعا، نفوذ الولايات المتحدة في العالم العربي لم يكن أبدا بهذا الضعف. الإدارة فشلت في الشرق الأوسط بكل طريقة ممكنة، خسرنا التأثير، خسرنا السلطة، وينظر إلينا كضعفاء عديمي الحيلة”.وتابع قائلا إن “صورة الولايات المتحدة الأمريكية اليوم هي أسوأ ما رأيته في حياتي”، ووصف ماكين السياسة الأمريكية تجاه مصر بأنها “غير موجودة”.وأضاف: “لا سياسة خارجية أمريكية تجاه مصر، لا سياسة بالمطلق، لا استراتيجية. فقط انسحابات من كل الملفات، وإذا انسحبت الولايات المتحدة تكون النتائج سيئة في الشرق الأوسط وفي العالم كله”.”
وجون سيدني ماكين الثالث من مواليد 1936، وهو سياسي أمريكي من أصول أسكتلندية وعضو مجلس النواب عن ولاية أريزونا. وكان المرشح لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2008 عن الحزب الجمهوري. وهو من الأشخاص الذين شاركوا في حرب فيتنام.
موقف ماكين من الازمة المصرية
يذكر ان  السناتور الأمريكي جون مكين وخلال زيارته للقاهرة إبان الاضطرابات التي حدثت في مصر ، بعد قيام السيسي بعزل الرئيس المصري محمد مرسي قد أشار الى  أن الاضطرابات  قد تتحول إلى “حمام دم شامل” في الأيام القادمة إذا أخفقت الجهود الرامية إلى إيجاد حل سلمي للأزمة. وقال ماكين في مقابلة أجريت معه في القاهرة مع شبكة تلفزيون سي.بي.إس نيوز “يا للعجب لم أكن اعرف أن الوضع بهذا السوء. هؤلاء الناس لم يبق أمامهم سوى أيام أو اسابيع لينزلقوا في حمام دم شامل.”
وطالب السيناتور الأمريكي جون ماكين وهو عضو كبير في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ وصوت بارز في الكونغرس بأن تعلق الولايات المتحدة المعونة التي تقدما سنويا لمصر وقيمتها 1.5 مليار دولار، مؤكدا أن عزل الرئيس السابق محمد مرسي هو انقلاب على ما يبدو قاده الجيش.
 وأكد ماكين أنه يدرك أن خطوة عزل مرسي اتُّخذت بتأييد شعبي واسع، وقد تقود في نهاية المطاف إلى حكم مدني أكثر تمثيلا، مضيفا في بيان له أن القانون الأمريكي يمنع تقديم مساعدات خارجية لأي دولة يحدث فيها انقلاب عسكري على حكومة منتخبة. وتابع ماكين، وهو عضو كبير في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ وصوت بارز في الكونغرس فيما يتعلق بالشؤون الخارجية: “يصعب عليَّ أن أخلص إلى أي شيء غير أن ما حدث انقلاب قام فيه الجيش بدور حاسم”، مشيرا إلى عدم رغبته في “تعليق مساعداتنا المهمة لمصر”، لكنه يعتقد أن هذا هو الشيء الصائب في هذا الوقت.
موقفه من ألازمة السورية
وبشأن الأزمة السورية جدد السيناتور الجمهوري، جون ماكين،  انتقاده لإسلوب إدارة الرئيس، باراك أوباما، في التعامل مع هذه الأزمة ، وذلك في إطار انتقاداته المتكررة لإستراتيجية واشنطن المنتهجة حيال الصراع الدموي القائم في هذه الدولة منذ 18 شهراً.
واعلن السيناتور الأميركي والمرشح الرئاسي السابق جون ماكين إن الوضع في سوريا يزيد حدة الاحتقان والتوتر في المنطقة وينعكس على الوضع الداخلي في العراق.
 واضاف ماكين في مؤتمر صحافي على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي أنعقد  في منطقة الشونة على البحر الميت، إن “الوضع في سوريا يزيد حدة الاحتقان والتوتر في المنطقة وينعكس على الوضع الداخلي في العراق”، داعيا إلى “ضرب القدرات الجوية للنظام السوري، وتحريك صواريخ الباتريوت لضمان مناطق الحظر الجوي”.
 وأضاف ماكين” “من وجهة نظر أميركا، فإن حل الأزمة السورية لا يتضمن وجود بشار الأسد (الرئيس السوري)”. ودعا ماكين جميع الأطراف لدعم مؤتمر “جنيف 2” رغم أنه أبدى تشاؤمه من مخرجات المؤتمر، مؤكدا أن قناعته “ما لم يخسر بشار الأسد على الأرض فإنه لن تكون لديه قناعة بالتنحي”.
 ولفت إلى أن هنالك إجماعا في أميركا على عدم دعم فكرة إرسال جنود على الأرض، وقال: “فالشعب الأميركي غير داعم لهذه الفكرة على الإطلاق”.
وقال ماكين، المرشح الجمهوري الذي خسر الانتخابات الرئاسية السابقة لصالح أوباما، للشبكة أثناء مشاركته في منتدى أمبروسيتي بإيطاليا، إنه لا يدعو لإرسال قوات أمريكية للقتال، لكنه يدعم تطبيق النموذج الليبي في سوريا والكيفية التي تعاملت بها الولايات المتحدة مع الانتفاضة الشعبية ضد نظام العقيد معمر القذافي.
ودعا ماكين خلال المقابلة مع الشبكة إدارة أوباما: “أولاً، لإبداء الدعم المعنوي على غرار ما قام به رونالد ريغان تجاه الشعب والستار الحديدي، ثانياً.. تزويدهم بالسلاح (مقاتلي المعارضة) ليكون القتال متكافئاً، ثالثا.. إقامة منطقة آمنة أو حرة ليتسن لهم فيها تنظيم أنفسهم.”
وشجب سياسة “دفن الرؤوس في الرمال” المتبعة من قبل أوباما بمنحه الكثير من الوقت للرئيس السوري، بشار اللأسد، لإضاعته، على حد قوله.
وتابع ماكين انتقاداته اللاذعة لأوباما قائلاً: “هذا الرئيس، وبشكل لا يصدق، قال إن الأسد باستخدامه الأسلحة الكيماوية سيتجاوز الخط الأحمر، الا يعني بذلك إنه يقول له أفعل ما بدا لك وعند هذا الأمر توقف؟.”
وسبق وأن وصف أبرز نواب الحزب الجمهوري، سياسة أوباما تجاه الأزمة السورية بأنها “مخزية” في سياق انتقادات عدة وجهها للإدارة في هذا الصدد.
ففي تموز الماضي قال ماكين إن تزايد العنف في سوريا أمر يرتبط بصورة مباشرة بعدم رغبة الإدارة الأمريكية في التدخل بالوضع في ذلك البلد.
موقف أوباما من ألازمة مع إيران
ووصف أسلوب تعامل الادارة الامريكية مع ايران بأنه خدعة ، في وقت كان وزير الخارجية جون كيري يقدم شهادته عن المفاوضات التي أجرتها الولايات المتحدة وقوى دولية أخرى مع إيران حول برنامج طهران النووي.
وقال ماكين “الحلقة الأخيرة في مسلسل الفشل هو هذا الإخفاق التام في المفاوضات التي كان مقدرا لها أن تسمح لإيران بمواصلة أنشطة التخصيب رغم أنها نقضت كل عهد قطعته”.وتعقيبا على طلب كيري من الكونغرس أن يتريث في فرض عقوبات إضافية على طهران حتى لا تفشل المفاوضات، قال ماكين “أغلبنا يرغب في الانتظار قبل إضافة عقوبات جديدة على إيران، لكن لدينا استياء كبير تجاه هذه المفاوضات التي تمنح الإيرانيين بحق تخصيب اليورانيوم”.وأضاف “حلفاؤنا العرب والإسرائيليون عبروا عن آرائهم بخصوص النتائج الكارثية لهذا الاتفاقية. هذه اتفاقية سيئة. أنا ممتن للفرنسيين لأنهم أحبطوها. ما لم يكن الإيرانيون مستعدين لإيقاف كامل أنشطة التخصيب، سأكون أنا، وسيكون الكونغرس معارضا للمفاوضات التي ما هي إلا خدعة”.
هذه التصريحات تكشف حجم إستياء ماكين من نهج الادارة الاميرمية وأسلوب تعاملها مع أزمات المنطقة، كما ان تصريحاته تعكس حجم المرارة والتخبط الذي تعاني منه الإدارة الاميركية أزاء أزمات خانقة تتطلب حزما، وهو ما لم يلحظه ماكين في نهج الادارة الاميركية، الذي وصفه بأنه أسوأ ما رآه في حياته.