15 نوفمبر، 2024 9:52 ص
Search
Close this search box.

ماكو ولي إلا علي ونريد حاكم جعفري‎

ماكو ولي إلا علي ونريد حاكم جعفري‎

منذ نعومة أظفارنا كنا نسمع بهذا القول وهذا الشعار جهارآ وآخفاتآ ليلآ ونهارآ خلف الجدران وأمام الملأ مقبلين ومدبرين في الأفراح والأتراح ، شعار سرحت به العقول وتغنت به القلوب وتطلعت اليه الأبصار ولهجت به الألسن وخطت أحرفه الأنامل .. لم يكن وليد اللحظة أو إنعكاس مرحلة أو ردة فعل لموقف آني بل إنه شعار موروث منذ زمن بعيد عبر سلسلة طويلة من الأجداد وتناقلته  الأجيال ضمن موروثاتها المتعاقبة لم تحدد ولادته الأولى بالضبط … وبالتأكيد له من الأهمية البالغة والموقع الحساس في تطلعات الأمة التي تحمله بين ثناياها ومحافظة عليه للدرجة التي أصبح من بديهيات حياتها وآمالها وكأنه حلمآ جميلآ عشعش في مخيلتها الى حد المطالبة به حينآ والدفاع عنه حينآ آخر ويصل الأمر الى بذل الأنفس وإزهاق الأرواح فداءآ من أجل تحقيقه .. ومع تقدم العمر كان هذا الشعار بمعانيه وأهدافه يكبر معنا ويترسخ في عقولنا ومن حيث نشعر أو لا نشعر أصبحنا من المتبنين له والمدافعين عنه والساعين لتحقيقه ، وبطبيعة الحال يعني مواجهة غير متوقعة ضد ممن يعتبرون هذا الشعار أشبه مايكون بالثورة والإنقلاب عليهم ومحاربتهم والقضاء عليهم لذا أصبحت المواجهة حقيقية بين طرفين أحدهما يملك القوة والسطوة في التنفيذ والآخر لا يملك في مخيلته إلا شعار متوارث يسعى لتحقيقه على أرض الواقع إيمانآ بأنه المسلك الوحيد والطريق الأمثل لسعادة الإنسان وتحقيق العدالة والمساواة . وعلى حين غرة تسارعت الأحداث حملات إعتقالات واسعة بإتساع رقعة الوطن ومداهمات للمواطنين ولعوائلهم في كل وقت وفي كل مكان وتزاحم غير متوقع في السجون وقوافل تنتظر دورها على بوابات غرف التعذيب ومنصات الإعدام .. أنين ضحايا ودموع أرامل وعويل أيتام وهتك أعراض وسيول من دماء الشهداء وو… موت محقق لمن يفكر بهذا الشعار فضلآ عن المطالبه به أو السعي لتحقيقه .. وبعد نصف قرن إنجلت الغبرة وإنقشع الظلام وبزغ الفجر معلنآ بداية لحقبة تأريخية جديدة هي نتاج التضحيات وما قدمه السلف..  أصبح الشعار واقع فإبتهج المستضعفون وتعالت الدعوات وصعدت سجدات الشكر وإمتلأت الفضاءات بالإبتهالات والكل أصبح على يقين بأن الحلم أصبح حقيقة والأمل تحقق والشعار واقع وحدث مالم يكن في الحسبان ومالم يخطر على البال ومالم يتوقعه المظلومون والمضطهدون والفقراء والمساكين ، إذ تراجعت الخطى سلبأ بشكل غريب جدآ وغير متوقع البته لتشهد البلاد فسادآ ليس له مثيل من قبل حملة شعار الأمس والمدافعين عنه وأصبح همهم الاول والأخير أنفسهم ومن يلوذ بهم من أحزاب وكتل سياسية أنهكت البلد في كافة المجالات وأصبحت ثرواته مستباحة . أكثر من عقد من الزمن مر على العراق وشعبه منهك وثروته مسروقه وأراضيه مستباحة وخدماته معدومة ، إلا الطبقة الحاكمة تعيش في بروجها العاجية ولا تبالي مادامت في مأمن مما حل بارض السواد..
كم كان شعارنا جميلآ ومتلالأ وضاءآ في مخيلاتنا وأفكارنا وعقولنا وعواطفنا ومشاعرنا .. وكم هي الصدمة كبيرة وعميقة حينما حانت الفرصة لتطييقه على أرض الواقع ولم نمتلك الشجاعة والقدرة على تحقيقه لنا ولشعبنا ولاجيالنا .. لم نخن الأمانة وحسب بل تخطيناها لنخون كل التضحيات ..  ورجعنا الى المربع الأول نبحث عمن يحقق لنا شعارنا ( ماكو ولي إلا علي ونريد حاكم جعفري )

أحدث المقالات

أحدث المقالات