وكأن بلاوي ومصائب العراق قليلة ، لكي تضاف اليها مصيبة سودة مصخمة تمثلت بهذه التشكيلة الوزارية الكشرة ، التي والله اعلم وكما يظن بها السواد الأعظم من موظفي دولة العراق ( هذا اذا كان اكو دولة ) أتت للقضاء على الطبقة الوسطى في مجتمعنا واذلال الموظف الحكومي وجعله يبوس الأيادي من أجل أن يصبر عليه الدائنون الى يوم الراتب الذي اصبحت معرفته ضربا من ضروب التنجيم وعلم الفلك.
وزير الصناعة (الصبي) نصير العيساوي ما زال مطنش عن رواتب معظم شركات وزارته رغم مرور شهور .. الشهرستاني الأسلامي (المؤمن) لم يوعز لحد الآن بصرف رواتب التعليم العالي والمستحقة منذ يوم 15 بالشهر .. المصيبة الكشرة الأخرى خالد العبيدي الذي مسخ تاريخ توزيع رواتب منتسبي الدفاع المثبت في يوم 22 من كل شهر وجعل من (تأخير) توزيعه لأسابيع معدودة في كل شهر (نهجا ثابتا) لوزارته ، منذ اليوم الأسود الذي وطأت اقدامه وزارة الدفاع ، بحجة مكافحة الفساد .. وكأن العراقيين ابتلوا مرتين بالفاسدين ، مرة لسرقة اموالهم من قبل اولائك الفاسدين ، ومرة اخرى لزجهم تحت ظلم (العقوبة الجماعية) في تأخير رواتبهم والتي تسبب بها نفس الفاسدين .. ووزراء كثر يسلكون نفس المسلك في محاربة خلق الله في ارزاقهم وقوت عوائلهم ، وكلنا نعلم ان وزرائنا الجدد ما زالوا غير قادرين على محاسبة مسؤول (كبير) واحد في العراق واكتفوا بصغار الحرامية .. رغم ان نتانة رائحة فساد اولائك الكبار قد لوثت اجواء العراق والمنطقة .
كثر الشعارات والتصريحات والتبريرات لم تعد تغني من جوع ، وان كنتم ايها المسؤولون تتمتعون بذرة من غيرة العراقي المعروفة ، فعليكم باجراء عاجل فوري لأيقاف مذلة الراتب الشهري في العراق .. وان كان لديكم مع ذرة الغيرة تلك بعض من شرف ، فعليكم ايقاف رواتبكم الشخصية المتمثلة برواتب الرئاسات الثلاثة ومعها رواتب النواب والدرجات الخاصة لمدة (ثلاثة اشهر) ، فمدخراتكم المالية والعينية والتي دخلت جيوبكم دون استحقاق من اموال هذا الشعب المبتلى تكفيكم لشهور طويلة بل لسنوات .. لكي يتم توزيع رواتب موظفي العراق .
ونداء مخلص الى المرجعية الدينية .. ان زكاة الخمس وغيرها هي من أجل فقراء المسلمين ومحتاجيهم وليست مغانم شخصية .. والوطن يناديكم لتسجلوا موقفا اصيلا كريما (ايمانيا) وفق الظن الذي يظنه فيكم االعراقيين .. وتسارعوا لتخصيص بعض من (مليارات) الخمس وتساعدوا الحكومة في دفع الرواتب ومساعدة النازحين ايضا .. وإلا فان كان قصد نظامنا السياسي الجديد هو اذلال العراقيين وتجويعهم وتشريدهم ، فثقوا ان تلك ستكون القشة التي ستقصم ظهر البعير .. وقد بلغ السيل الزبى ، ونصيحة مجانية لكم أن تستمعوا بتأني الى اصوات ابناء شعبكم التي بدأ صداها يرج اسوار منطقتكم الخضراء .
