23 ديسمبر، 2024 11:17 م

ماكنة الاعلام الطائفية

ماكنة الاعلام الطائفية

اثبتت تجارب السنوات الماضية وبوضوح  طبيعة سياسة عمل كثير من الوسائل الاعلامية المحلية والعربية وتوجهاتها العدائية السافرة  اتجاه الشعب العراقي بكل طوائفه ومكوناته ، ونرى اليوم تجيش امكاناتها في حملات مستمرة وبتيرة متزايدة مع الاحداث الراهنة التي تشهدها بعض محافظات العراق لتوغل رسائلها الاعلامية بحقدها وغاياتها السيئة بتأجيج الاوضاع والدفع بالاوضاع  وفق الخطط المرسومة لها في الدوائر التأمرية الى اشعال الفتنة الطائفية البغيضة بين ابناء الشعب العراقي وصولا الى السيناريوهات المتبعة على ارض دول المنطقة وما تعيشه من حرب واقتتال اهلى وفوضى امنية وسياسية عارمة ودمار وتخريب شامل خدمة لاجندات اصبح مصادرها ووجهها القبيح  معلوم للداني والقاصي ، واليوم يتركز هدفها وغرضها اعادة ماكنة الموت الطائفية الى  ارض الوطن  لتحصد مجددا ارواح الابرياء تحت عناوين مشبوهة  ترضي النزعات الانقسامية المعتمرة في نفوس بعض السياسيين لاضعاف والغاء دور العراق الاقليمي والدولي ، ولذا تحاول تلك الوسائل جاهدة في صياغة الاحداث  الجارية  وتصويرها باساليب التهويل والتضخيم والتحريف والتزييف في فبركات اعلامية رخيصة لتأجيج  الشارع العراقي  بالاخبار التحريضي لغرس العدائية والكراهية بين ابناء الشعب العراقي وقواته الامنية وحملات دعائية ترويجية للجماعات المسلحة بتسليط الضوء عليها وبث بياناتها حيث اصبحت بالحقيقة اللسان الاعلامي لها  من خلال تسخير ساعاتها الاخبارية وبرامجها السياسية  لدعم اهدافها وغاياتها  مع فسح ساحة تغطية واسعة لنقل الخطابات التسقيطية والتخوينية على لسان الطائفي  للسياسيين  وبلغة طائفية علنية وتوظيفها واستثمارها لدعم مساراتها التخريبية  المتوافقة في نث سموم الفتنة الطائفية واحداث شرخ في لحمة الشعب العراقي ، واليوم نرى  الجميع من المعنيين بالامر الاعلامي متفرجين على  اللعب المفتوح لتلك  الوسائل بعد ان اعلنت صراحة هويتها واهدافها واغراضها وتمادي عدائها  تحت غطاء حرية الراي والتعبير .