16 أبريل، 2024 2:41 ص
Search
Close this search box.

ماكرون في بغداد مع بهدلة !! مقصود منها الاساءة الى العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

( الامة التي لاتدرس تاريخها بشكل جيد امة خاسرة )

انا لا اتذكر انه في العلاقات الدولية رئيس جمهورية دولة ودولة تعتبر كبرى يسافر الى دولة اخرى في مهمة استقصاء مرتين خلال عشرة ايام الا الرئيس الفرنسي .. هذه لاتجري في هذا العصر إنما يمكن تصور حدوثها في عصور الاستعمار البريطاني والفرنسي .. في بدايات القرن العشرين عندما تقاسمت بريطانيا وفرنسا الدول العربية بعد انهيار الامبراطورية العثمانية بموجب اتفاقية سايكس بيكو ( البريطاني مارك سايكس المندوب السامي البريطاني لشؤون الشرق الادنى والفرنسي جورج بيكو قنصل فرنسا في بيروت الذي عين مندوبا ساميا لمتابعة شؤون الشرق الادنى وهو المفاوض مع الحكومة البريطانية ) برعاية روسيا قسمت الاتفاقية التي وقعت في نيسان 1916 الولايات العربية التي كانت تحت الامبراطورية العثمانية التي ماتت ( عدا الجزيرة العربية ) الى مناطق تسيطر عليها بريطانيا وفرنسا تم تحديد مناطق نفوذ كل دولة فرنسا تستولي على غرب سوريا ولبنان وولاية ادنة بريطانيا تستولي على منطقة جنوب واواسط العراق بما فيها بغداد وكذلك ميناءعكا وحيفا والمنطقة المحصورة بين الاقاليم التي تحصل عليها فرنسا وبريطانيا تكون اتحاد دول عربية موحدة وايضا هذه الدولة الموحدة تقسم الى مناطق نفوذ بريطانية وفرنسية يشمل النفوذ الفرنسي شرق بلاد الشام وولاية الموصل بينما النفوذ البريطاني يمتد الى شرق الاردن والجزء الشمالي من ولاية بغداد حتى الحدود الايرانية وبعد فترة تنازل الفرنسيون عن الموصل للبريطانيين تم وضع العراق (بلاد مابين النهرين ) والشام ( سوريا الكبرى ) تحت الانتداب بموجب اتفاقية مؤتمر سان ريمو في نيسان 1920 حسب اطار اتفاقية سايكس بيكو .. من اغرب الامور التي حصلت الرجاء الانتباه الى الاتي : في الذكرى المئوية لاتفاقية سايكس بيكو ازداد الاهتمام في وسائل الاعلام الغربية والامريكية فيما يتعلق بتاثير الاتفاقية العميق على شعوب المنطقة وانها اوجدت حدودا مصطنعة في الشرق الاوسط دون اي اعتبار للخصائص الاثنية او الطائفية

Bali A sykes picot and artificial states للكاتب

American Journal of international Law

والمقال الثاني

Pursley sara june 2 2015 للكاتب

Lines Drawn an empty map Iraq’s Borders and the legend of the artificial state

Jadaliyya Arab studies institute

اما رئيس الوزراء الفرنسي السابق دو فيلبان قدم تحليلا جيوسياسي مشابها في افتتاحية صحيفة لوموند الفرنسية

Dominique de villepin 9- 8–2014

Ne laissons pas le Moyen -orient a la barbarie

اما الارهابي ابو بكر البغدادي في خطبة الجمعة حزيران 2014 من جامع النوري الكبير في الموصل قال ( هذا التقدم المبارك لن يتوقف حتى نصل الى المسمار الاخير في نعش مؤامرة سايكس بيكو ) توارد خواطر لا لايوجد توارد خواطر انه المصدر نفسه الذي يأمرهم بما يفعلوا كان في ذهنهم اعادة رسم حدود المنطقة تحت المفهوم الجديد الشرق الاوسط الكبير الذي يستوعب اسرائيل وهذا لن يتم الا بالغاء او تعديل اتفاقية سايكس بيكو ليتم رسم حدود جديدة ولن يكون العراق في مأمن منها فهو اول المتضررين بانفصال شمال العراق عنه .. وهذا مابدت بوادره الان من اتفاق التطبيع بين الامارات واسرائيل ومن سيلحق بركب الامارات .. ولكننا العرب لانقرأ ولانكتب ولا نرى ولانسمع مع الاسف . نعود الى ماكرون مع ملاحظة ان فرنسا ماكرون ليست هي فرنسا ديغول عندما رفض ديغول اي تدخل امريكي بشؤون اوروبا وعندما كانت فرنسا هي زعيمة اوروبا اما الرجل ماكرون ليس اكثر من مراسل او سفير الولايات المتحدة المتجول في المنطقة خصوصا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي مما جعل ماكرون يتصور انه يستطيع ان يلعب دورا اوروبيا في المنطقة العربية تحت ظل امريكا .. وصل ماكرون الى بيروت في زيارته الاولى بعد تفجير بيروت وتعامل مع السياسيين بطريقة فجة وخصوصا مع الرئيس عون الذي لم يخف امتعاضه من وقاحته وقبلها على مضض فهو بلاع الموس خصوصا ان جنسيته فرنسية . وبطريقة اشبه ماتكون بالتهديد قال لهم انه سيعود في مدى اسبوع لير ماذا هم عاملون في التحقيق بالانفجار ومسالة تعيين رئيس وزراء وتشكيل الحكومة وفعلا تمكنت فرنسا من فرض رئيس وزراء جديد للبنان وهو مصطفى اديب سفير لبنان في المانيا وبالتفاهم السري مع ايران وقد تم ترشيح مصطفى عن طريق سفيرة فرنسا في المانيا التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع ماكرون وعلاقات جيدة مع مصطفى كما ان والد زوجة مصطفى يرتبط بعلاقة صداقة قوية مع ظريف وزير خارجية ايران وجرت الطبخة على نار سريعة .. وهدد ماكرون المسؤولين اللبنانين بضرورة إيقاف الفساد .. ويجب ان لاننسى مواقف فرنسا من ايران بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وموقف فرنسا من مسألة الحصار الامريكي على فرنسا ( وهذا ما ينعكس بشكل كامل على العلاقة مع حزب الله ) اّخذين بنظر الاعتبار العلاقات الطيبة بين فرنسا وايران منذ ايام الشاه ومنذ الاحتضان الحار للخميني في فرنسا .. وعاد ماكرون في المرة الثانية ليزور الفنانة الكبيرة فيروز ويقوم بتكريمها ودموعه تنهمر ( وهذا افضل ما قدمه في الزيارتين ) .. لكن في هذه الزيارة كم ستحصل لبنان على مساعدات هي تحتاج على الاقل 15 مليار دولار فهل ستساعد فرنسا ؟؟ انا لا اريد الاطالة في الكتابة عن زيارته لبلد مازالت فرنسا تعتبره ضمن نفوذها وضمن ارثها السياسي والثقافي .. جاء الى بغداد ( وياريت ما جاء فقد فضحونا ) العراق لايقع ضمن منطقة نفوذ فرنسا واقوى العلاقات كانت في اواسط السبعينات بين شيراك وصدام والتي انتجت التعاون النووي وشراء الطائرات الفرنسية وان كانت هناك محاولة لعلاقات اقتصادية محدودة نفطية في عهد عبد الرحمن عارف وهي توقيع عقود الخدمة مع شركة ايراب الفرنسية لتطوير حقول نفط ميسان .. وبعد ذلك في فترة التسعينات هبطت العلاقات التجارية الى ادنى مستوى في ايام الحصار ( بعد ان شحت اموال العراق ) ورأت فرنسا وخصوصا الاشتراكي ميتران انه لا مصلحة لفرنسا مع العراق .. وبعد عام 2003 حاولت فرنسا العودة الى العراق وطلبت ان تكون لها حصة في مجلس الحكم ووافقت امريكا ونصبت فرنسا احدى عميلاتها ( عقيلة الهاشمي التي اغتيلت لاحقا ) في مجلس الحكم .. ولااعتقد ان فرنسا استطاعت ان تحقق اي اتفاقيات تجارية مع العراق وربما افضل ايامها كانت عندما اصبح الفرنسي الهندي الغبي عادل عبد المهدي رئيسا للوزراء … هناك علاقات مميزة بين فرنسا وشمال العراق ( مايسمونه كردستان ) وخصوصا من قبل الحزب الاشتراكي الفرنسي منذ عهد ميتران ودعم زوجة ميتران اليهودية ( دانيالا) لاي خطوة باتجاه انفصال شمال العراق .. ولانستثني ماكرون الاشتراكي من هذه العلاقة مع الاكراد .. احد المواضيع التي بحثها ماكرون في بغداد كما نشرتها الصحف الفرنسية هو موضوع السجناء الارهابين الفرنسيين الموجودين في العراق والتي اقدم عادل عبد المهدي على الموافقة بسجنهم بالعراق رغم المخاطر من هذا العمل مقالي على موقع كتابات في 2020/5/15 بعنوان ( مهدي احتفاظك بالارهابين الاجانب مخالفة لايحق لك القيام بها ) ويتوقع ان تتم محاكمتهم في العراق وان يتم سجنهم لاحقا في فرنسا وحقيقة الامر انا في تصوري لم تكن هناك مسألة مهمة في زيارة ماكرون للعراق .. ولااعلم اذا سالهم اين عادل عبد المهدي ولااعلم اذا ذرف دموع التماسيح على الشباب المسالمين الذين قتلوا بدم بارد .. بكل المقاييس الاقتصادية والسياسية والتجارية لم تحقق زيارة ماكرون شيئ بل كانت على كل المستويات فاشلة وخصوصا رسالة رئيس الجمهورية برهم صالح في استقبال سيء لماكرون التي قال له فيها انه لايوجد شيء اسمه عراق ولاتوجد دولة ( هذا في تصوري انه قام بكل ذلك عن قصد )

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب