7 أبريل، 2024 2:30 ص
Search
Close this search box.

ماقاله طارق عزيز عن قادة العراق اليوم

Facebook
Twitter
LinkedIn

في لقاء صحفي للسيد طارق عزيز وزير خارجية العراق في زمن النظام الدكتاتوري الفاشي سئله الصحفي (ماهو رايك بمؤتمرات المعارضة العراقية في الخارج وخصوصا مؤتمر لندن 1992 ؟) فاجاب الرجل قائلا : لاتوجد معارضة عراقية حقيقية للحكم في العراق وانما توجد شلة من السراق والفاسدين اجتمعوا لتوزيع الحصص فيما بينهم لعلهم والكلام لعزيز ينجحوا في قلب نظام الحكم في العراق .
اللقاء في 12/4/1993 في بغداد ,اذن هذا ماقاله السيد عزيز عن المعارضة العراقية انذاك وهو لااقول انه كله صواب ولكن مجريات الاحداث التي وقعت في العراق بعد التغيير عام 2003 ولحد الان تثبت صدق الرجل في اغلب ماقاله لان اغلب الذين قادوا المعارضة العراقية سابقا تولوا مقاليد الحكم بعد التغيير وفشلوا فشلا ذريعا في تحقيق الامان والتقدم للعراق بل على العكس ذهبوا به الى الخراب والتدمير وتمزيق النسيج الوطني والمجتمعي الذي كان يضرب به المثل في قوته على مستوى العالم اجمع ,اذن هذا هو ماذكر تحديدا فالى اين نحن متجهون وقد سمعنا ماقاله الرجل العدو الازلي لنظام الحكم الجديد ,هل افقنا من نومتنا في العسل ونظرنا الى الامور والوقائع بجدية وحاولنا التغيير بما ينسجم مع واقع ان العراق دولة كبيرة ذات شعب ذو حضارة اصيلة وكريمة وهو عنوان التقدم والعلم والمعرفة الانسانية ام اننا نسينا او تناسينا ان العراق مسؤوليتنا جميعا بلا استثناء وانه عنوان العزة والكرامة لنا وعلينا حمايته من الصدمات والازمات .
اقول اين هي المعارضة التي كنا نتوسم بها خيرا وونعتبرها منقذ العراق من الحكم الدكتاتوري الشمولي واين افكارها في التقدم والتطوير واين هي من المجتمع الانساني ؟ هل كان واجبها فقط ازاحة صدام ونظامه بهم ام بمعاونة غيرهم كما حصل ثم الانقضاض على البلد وسرقته ونهبه كما كان يفعل صدام وعرب الجنسية اجمعين ؟ بماذا اختلفوا عن صدام المقبور هو اي المقبور كان عربيا عراقيا لكنه كان ظالما باطشا لم يسلم احد من العالم اجمع من ظلمه وبطشه , والنظام اليوم ترك ظلم صدام بل زاد عليه في ظلم الناس وحارب عراقية صدام وعروبيته اي انه لم يحارب سوء المقبور بل حارب ايجابيته وان عدمت عنه ,هل هي معادلة صالحة لاناس عاشوا جل حياتهم في خارج العراق متنعمين على حساب شعبهم ولم يذوقوا طعم المر كما كان الشعب العراقي يعاني من ويلات ظلم النظام وحروبه الصبيانية التي دمرت البلد ؟الم يكن الاحرى بالمعارضة كما يسمون انفسهم ان يفتدوا ابناء العراق الغيارى بانفسهم لانهم عانوا ماعانوا , ولماذا نسمع تصريحات مقززة من المعارضة عن الشعب تتهمه بالعمالة والعمل مع النظام وتوجه له كل انواع السباب والاتهامات الباطلة ,اتحداهم ان كانوا قد فعلوا شيئا ضد النظام وهو في الحكم بل كانوا يتوسلون عن طريق وسطاء بالصفح عنهم ومسامحتهم وان يرجعوا للعراق ليخدموا صدام ونظامه بكل ود ,هل نسوا وضعهم واصبحوا اليوم سباعا على ابناء جلتهم وهل نسوا كلام الله تعالى عن الحرام والسراق والفاسدين واصبحوا مثلا يحتذى به في الحرام والتجاوز على حقوق الناس .
هذه هي الحقيقة المرة التي يجب على الجميع معرفتها والتصرف مع الاحداث وفقها وترك العواطف والعرقية والطائفية والمذهبية والعمل وفق الاطار الوطني والقانوني والتذكر بان الله تعالى حق سيحاسبنا على ماكسبت ايدينا يوم لاظل الا ظله عز وجل .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب