مبارك لشعب العراق، تبوئكم منصب وزير النفط.. د. عادل عبد المهدي المحترم، لكن الشاعر يقول: “يعريس السلف لا تأمن ضيوفك.. حرمية وكذب رقصوا على دفوفك.. رادوك إشوكت تغفة.. وتذب بالقاع شاجورك.. رادوك إشوكت تغفة.. وتسلهم عين ناطورك.. حياية الكاع من يبرد وكتها اتنام وتعشعش بفي زورك”.
اقولها تحذيرا لك من “حرامي البيت” الذي يتعذر الايقاع به متلبسا؛ لأنه موجود حكما ولا ريبة بوجوده في المكان؛ ما يجعل القبض عليه معجزا.
ووزارتك يا ابن خير ابٍ، محفوفة بالمخاطر؛ لأنها تتعامل مع اهم سلعة في الاقتصاد العالمي.. خطيرة، ومكامن الفساد فيها سريعة الاشتعال، مثل منتجاتها التي يقبل الكون على الفناء جراءها.
معروف للشعب العراقي نزاهة معاليك.. سيادة الوزير، لكن الشياطين الحافين بمجريات عمل الوزارة، قادرين.. بوقاحة، على الانعطاف بمسالك مجريات عملها، لأن التفافاتهم النابعة من بين تفاصيل ديوان الوزارة وتحكمهم بعقودها، لن تسقط بيد القانون بسهولة، بل عسيرة على القانون، برغم مخالفاتها الصارخة!
فإنظر كم هم مستحكمون من تدعيم فسادهم… انهم صادق الياسري.. مدير عام التخطيط والمتابعة في الوزارة، وفاضل حسن نعمة الناجي.. وكيلها الواكلها.. ساخنة من دون رحمة بالشعب الذي ما زال يعاني منذ 1968 ولحد هذه اللحظة شتى انواع الغبن والحرمان والتعذيب والتشويه وسرقة امواله.. تختلسها حكومات من يقول لها “على عينك حاجب” يلقى الويل والثبور فاتحا على نفسه بوابات جهنم التي لا طاقة لقوى الارض قاطبة على مواجهتها.
ابعدوا 27 شركة اجنبية.. من قارات الارض كافة، جاءت للإستثمار وليس للتعاقد؛ يعني نحن.. العراقيون “داخلين الربح طالعين الخسارة” فـ “أيش ينكره من هكذا معاملات اقتصادية؟” لكنهما.. الياسري والناجي وعصابتهم خيطية الاتصال، كالمافيات.. بل من دون “كاف تشبيه” انهم مافيات فعلا.. كتبنا عنهم للوزير السابق د. عبد الكريم لعيبي، ولم يستجب، انما بادر لضمان حصته من الإختلاس خشية ان يتصعد الامر، وتفوت عليه الفرصة.. يعني عندما اعلمناه بالوثائق والادلة التي نبدي استعدادنا لتقديمها لسياتكم، لم يبالِ انما سارع للإستحواذ على حصته، مهملا انصاف الحق واحقاق العدل من موقع المسؤولية التي يحاسبه الله والدولة والشعب و… كان بودي ان أقول “ضميره” ولكن لا حياة لمن تنادي.
انهم يبعدون الشركات الاستثمارية بالتهديد والابتزاز، من خلال اعوانهم الذين يتسلل بعضهم في اركان الوزارة.. ثعابين في زواغيرها.. وينتشر البعض في مواقع دولية خارج العراق، للتفاوض غير الرسمي على “كومشنات” خارج العقود المكتوبة، التي توقع رسميا.. ولدينا الدليل! على هيمنة ميثم الساعدي.. مدير امن الوزارة، الوالغ بدم الاقتصاد العراقي، نفطيا بلا شفقة ولا رحمة.
جنابك نزيه، تسلمت وزارة تشكل المصدر الفرد لإقتصاد احادي في بلد يعيش شعبه على مبدأ من اليد الى الفم.. نبيع نفط ونأكل، لا نمتلك اقتصادا متفاعلا انما بدائيا.. والناس تثق بشخصك؛ لما اثبته من وطنية مخلصة، قبل وبعد 2003، ولما يشكله امتداد اسلافك الصيد من اعتداد نبيل بالذات.. وعلو جناب، يضاعف المسؤولية عليك؛ لأن تاريخ والدك ونضالك الشخصي ورضى الله والوطن والشعب وامل الفقراء، كلها تطالبك بوضع حد لهؤلاء المفسدين، مطلقي اليد؛ يعيثون فسادا بوزارة النفط، اي المصدر الوحيد لعيش الشعب العراقي.
فهل ترضى يا ابن قائد ثورة العشرين، ان تفرط بلقمة الفقراء تسفح النفط تحت اقدام نجسة!؟ راجع مقالاتي المنشورة سابقا، والتي اهملها لعيبي، مطلقا يد اعوان الظلمة “كما يسميهم الشهيد محمد باقر الصدر.. ق. س”.. يبعدون الشركات التي لا تدفع كومشن، مهما كانت ضرورية وجادة في عملها الذي يخدم العراق، ولدينا على ما نقول شهود وادلة قاطعة ووثائق دامغة، يجسون نبض الشركة.. من اية دولة كانت.. اذا تدفع لوسطائهم من اقارب مجندين لتلك المهمة، تمشي شؤون تلك الشركة واذا لم تدفع؛ فلن تحظ باستثمار! وهذا يقرر في “الجادرية” و”دبي”.. يبتزون الشركات، وانا من قلب الوزارة، ارى ويقتلني القهر.. غيرة على وطني وشعبه، لكن كما قال جدك ابو الحسنين: “لا رأي لمن لا يطاع” في وزارة مقطوع الحوار داخلها، انما تدار بالقتل سرا من تحت الطاولة، توجيها للضربات تحت الحزام، يزيلون من يقف في طريقهم، غيلة او خطفا ينتهي بالقتل ايضا، وينشرون خبره؛ كي يخيفوا الآخرين، وقد نجحوا بذلك، والدليل أنا ارى واسكت؛ لأن احدهم هددني عشائريا، وانا رجل مديني لا اعرف من عشيرتي اكثر من ابناء العمومة والخوؤلة، فالله الله يا سيادة وزير النفط.. د. عادل عبد المهدي، بشعبك من حيث استقصاء المفسدين ومحاسبتهم؛ انقاذا لإقتصاد الشعب الذي ما زال ينيط اماله واحلامه وامنياته بشخصكم، فلا تخذلوه ان الله ناصر عبده بالحق الى الحق.