18 ديسمبر، 2024 6:06 م

مافيا اللحوم حولك تحوم

مافيا اللحوم حولك تحوم

يبدو لي أن المواطن الذي ظهر صوته في مكالمة مع جزار «قصاب» في مفاوضة لبيع حاشي مريض كان متعمداً بهدوء تسحيب الجزار لكشف مزيد من المعلومات وتوثيق ذلك صوتياً، هكذا توقعت حينما أعدت الاستماع إلى المكالمة، ولمن لم يستمع إليها بالمختصر أن الجزار وهو يمني الجنسية في ما يبدو، كان حريصاً على شراء الحاشي المريض أكثر من حرصه على السليم، لتبرز في المكالمة «إنسانية جزار»، إذ أبدى تعاطفاً مع الحاشي المريض وصاحبه الذي سيخسر بموته قبل الذبح و«تسويقه». والإيجابي في القضية أنها وثقت صورة من عمل مافيا اللحوم من الشراء إلى البيع والنقل، والخطير في المسألة أن الجزار كان مرتاحاً للحصول على ختم البلدية الذي – في المفترض – يؤكد سلامة اللحوم وفحصها من طبيب بيطري مرخص، فالذبح لن يتم بعيداً عن العيون بل في مسلخ معتمد.

والمسالخ للعلم من أوائل ما تمت خصخصته أو تشغيله من الباطن من قبل مؤسسات أو شركات لبعضها سنوات طويلة في هذا «الكار»، وهذا يحتم على أجهزة الرقابة خارج منظومة وزارة الشؤون البلدية وأمانة الرياض التدخل، سواء «نزاهة» أم هيئة الرقابة والتحقيق. فالمكالمة كشفت أن المسألة تكاد تكون طبيعية وبالأسماء! لا أنسى إزجاء الشكر والتقدير على سرعة تفاعل أمانة الرياض مع التسريب الصوتي وإقفال المحل، إلا أننا ننتظر نتائج التحقيق واجتثاث جذور مافيا اللحوم «الطازجة»! وتفكيك شبكاتها. كانت الأمانات توعي المستهلك بضرورة الانتباه إلى أختام تطبع على اللحوم، والآن ثبت أن هذه الأختام يمكن التلاعب بها، وما «حُكي» عن الختم والناقل يجب توضيح حقيقته من الأمانة. وإلى حين تفاعل «نزاهة» وهيئة الرقابة والتحقيق، التي لقدمها في العمل لا بد لديها ملفات «قديمة»، إلى حين ذلك اتصلت بمختصين لمعرفة كيف للمستهلك التأكد «بحواسه» من صلاحية اللحوم الحمراء، فكانت النصائح التالية:

* يجب الامتناع عن شراء اللحم ذي اللون الأحمر الباهت، لأن هذا يدل على أن الحيوان كان مريضاً.

* اللحم ذو اللون المائل إلى الزرقة يدل على أن الحيوان ميت قبل الذبح، واللحم الفاسد هو ما كانت أنسجته رخوة ورائحته غير مقبولة.

* عند الشراء تأكد أن المصدر موثوق «والحلوف لا تعني الثقة»، وأن يكون لون اللحوم أحمر وردياً، ولون العظم ناصع البياض، وكذلك الدهن أبيض ناصع مائلاً للاصفرار في الأبقار، وأن يكون اللحم متماسك القوام من دون روائح كريهة، ومعروضاً داخل ثلاجة، وعليه بشكل واضح ختم البلدية «خشمك ولو هو أعوج!».

وعلى الإخوة النباتيين أن لا يشنعوا بأكلة اللحوم، فلديهم متبقيات المبيدات، أما من لا يأكل إلا الدجاج فعساه يسلم من الهرمونات وغيرها، والله الحافظ يحفظنا وإياكم.

نقلا عن الحياة