17 نوفمبر، 2024 1:40 م
Search
Close this search box.

ماعاد لليل سكون

من قال ان لليل سكون ، في الليل نسمع اصوات الجيران ونسمع مواء القطط واصوات انذار سيارات الشرطة ، لم نسمعها بالسابق كان ضجيج الازدحام والخصام في النهار يغطي ليله لأننا نسينا ان لليل عيون وللجدران اذان .

( وجعلنا النهار معاشا والليل سباتا ) ماعاد نهجاً حياتياً نتبعه ، ثمة خطأ ارتكبناها ، نحن لسنا اولاد هابيل العاشق بل ابناء قابيل القاتل المتلطخة يداه بدم اخيه ، ابناء واحفاد قابيل اللذين يسرقون احلام الاخرين وحب الاخرين ، لعن الله فك الحمار الذي قتل هابيل وقتل احلامنا معه .

في الصباح البلابل والعصافير والفراشات البيضاء والملونة تستهزأ بنا ، تضحك علينا كيف نحن خائفون من فايروس حقير متناهي بالصغر ، الربيع يكاد يمضي وانتم نائمون .
نسهر الليل نتربص خوفا من عطسة تأتي الينا من سابع جار او من فايروس يتسلق الجدار ، ثقيل هو النهار ، هذه الكائنات الجميلة عمرها اكبر من عمر البشر ، تواجدت هذه الطيور قبل ان يظهر الانسان على الارض ، استطاعت ان تتعايش مع فيروسات خطرة واحتفظت بجيناتها رغم صغر عقلها وقلة حيلتها ومازالت تسرح وتمرح بدون اسلحة فتاكة واسلحة جرثومية وبدون حرب عالمية اولى وثانية وثالثة ورابعة ……الخ ، وبدون بورصات عالمية وبدون بترول اسود كسواد أيامنا هذه ، ايامنا السوداء الممتلئة خوف وذعر من عطسة قد تسلبنا حياتنا ، حياتنا وعمرنا الذي ضاع مابين القوميين والاسلامين اللذين اضاعوا بوصلة الحياة والانسانية ، مابين قائد الامة وأمام الامة ضعنا ، وضقنا ذرعاً بقائد العالم ، قطب واحد يحكم العالم ، عالم مجنون .

أصوات البلابل وزقزقة العصافير وهديل الحمائم كانها تقول اين انتم ايها المتغطرسون، الحالمون بالوهم و المتجبرون بالخبث ، الماكثون بالديار المدججون بالسلاح افيقوا انما الحياة لحظة لاتهربوا اصمدوا فنحن اصحاب الخبرة ، تعايشوا تحابوا وعبدوا الارض وتخلوا عن الآنا ليس بالآنا تعمر البلاد ولا بالبارود تهزمون الاعداء . انتم لاتقدرون العيش الا بأقنعة ، قناع للقتل واخر للنفاق واخر يحميكم من الفيروسات .

هل أخطات فيروز عندما غنت سكن الليل ، سيدتي ماعاد لليل سكون ولا للعين جفون تغطيها ، مثلما إخطأتي بأجراس العودة فلتقرع ، اجراس العودة لم ولن تقرع مازال العرب بقعر المستنقع ، ومازال الاستيطان يتوسع ، صفقة القرن تتموضع ، بلدان كالابدان تتقطع ، ليس فلسطين وحدها بل كل بلاد العُرب ِ .

سيدتي عذرا ماعاد لليل سكون

أحدث المقالات