19 ديسمبر، 2024 12:09 ص

هذا الذي يسير تحت السوط ,,او تحت الغل المفتعل,,لايمكن ان يصنع وطن وحينما يحكم اناس بلد ما بالفوضى والصدفة,,واحيانا بنصائح المشعوذين والسحرة,,فان هذا البلد سيسير نحو الهاوية,,حتى لو كان غنيا ومفعما بالمال والموارد ,,
وربما يكون هناك وعي او ثمة وعي,,حينما يتوجه بضعة أشخاص مخبولين او حمقى ,,او ربما يعانون من نقص الذات ,,نحو قيادة شعب ما ,,بتوجيه غربي وشرقي مشترك في كثير من نقاط الألتقاء ,,فانهم بالتأكيد سيتسببون بضياع التاريخ والحاضر والمستقبل ,,حتى يصرخ الطفل في عمر السادسة “ابتاه,,ليس ثمة أمل في الطريق”,,
انها مفاجأة لبعض الحمقى ,,حينما يعرفون ان الماسونية العالمية ,,كان لها دور كبير في تكوين كتلة بشرية ناقصة ,,ومتوحشة ,,لقيادة دفة الحكم في بلاد الرافدين ,,ولكنها امر طبيعي بالنسبة لأولئك الذين يقرأون تاريخ الماسونية العالمية ,,بتمعن وقصد,,
كان بامكان الولايات المتحدة الامريكية ,,ان تأتي بأناس من الداخل,,مفكرين ,,ومثقفين,,وتكنوقراط ,,ليحكموا العراق ,,بعد صدام حسين ,,وهذا أمر سهل ,,ربما أسهل من قصف ملجأ العامرية ,,بمئات الأطنان من اليورانيوم المنضب ,,
لكن المجيء بحفنة من اللصوص والخونة والمتوشحين بلباس الدين والمذهب والطائفة ,,كان بالتأكيد ,,يخدم مصالح اليهود في بلاد الرافدين والمنطقة ,,,وهذا الأمر لايخفى عن صناع القرار العالمي,,مثلما لايخفى على المتعمقين في تاريخ الماسونية العالمية,,
ولعل ادوار بيادق الشطرنج تختلف من حين لآخر ,,كذلك تختلف ادوار بيادق السياسة والدين في بلاد الرافدين ,,حسب اختلاف الظروف والمناهج ,,مع البقاء في السلطة ولفترات طويلة ,,ولكن بمسميات وعناوين مختلفة ,,
فيوم سلطوي للأسلاميين ,,يبزغ نجمهم ,,وتهلل مؤسسات الاعلام لهم ,,فهم المختارون,,وهم المنقذون ,,وهم أمل الأمة ومستقبلها المشرق ,,حتى اذا ما وصلوا قمة التسلط والسطوة ,,تتحرك مافيات وماكنات الاعلام الماسونية ,,لتسقطهم في الحضيض ,,ولكنها في الوقت نفسه ,,تبقي لهم دورا ولو صغيرا في صنع القرار السياسي والديني ,,ليأتي بعدهم العلمانيين المدنيين ,,في الشكل والصورة وحسب,,ليقوموا بنفس الدور السابق ,,حتى يتمكنوا من القرار والثروة ,,ويصلوا قمة الهرم ,,ليسقطوا بدورهم الى الحضيض ايضا ,,ولكن دون عزلهم عن صنع القرار السياسي والديني في البلاد,,وهكذا دواليك ,,
واذا ما نظرنا الى فلسفة التوجيه الماسونية في العراق فاننا نلاحظ فئتين تحكمان فيه هما
1-فئة التوجيه المباشر التي تعمل بمعرفة ودراية بتطبيق مفاهيم ونظريات الماسونية العالمية ,,وتلك الفئة لها اتصال مباشر بالاقطاب الموجهة في العالم الغربي والشرقي,,
2-فئة عمياء ,,تسير وفق المنهج الماسوني العالمي ,,دون علم او دراية بالأمر ,,حتى اذا ما عثرت على صلة ارتباط بهذا المنهج ,,فانها تسارع الى تطبيق مفرداتها بصورة اكبر واوسع من الفئة الاولى ,,

هاتان الفئتان عملتا منذ عام 2003على تدمير العراق ,,سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ,,فقضى اتباعهما على جميع مباهج الحياة الانسانية فيه ,,فأفسدوا التعليم والقضاء والطب والقانون ,,حتى جعلوا من الشعب العراقي صاحب الحضارة والتاريخ ,,من أسوء شعوب العالم على الأطلاق ,,بيئيا واجتماعيا واقتصاديا ,,فكانت بغداد العاصمة ,,وميسان والبصرة ونينوى والسماوة وجميع مدن واريافها من أسوء المدن في العالم ,,
ومثلما أستبد زعماء العراق ,,جميعهم,,ولا أستثني منهم أحدا,,على نهب ثرواته وموارده الأقتصادية وبأسلوب قانوني ودستوري ممنهج ,,فانهم ادخلوه في دوامة الصراعات الفئوية والاقليمية ,,ضمن مسلسل حافل بالقتل والتهجير والتشريد ,,مستخدمين ادوات لوجستية ,,لايمكن كشفها بسهولة ,,تارة باسم الدين ,,وتارة باسم الواجب الوطني,,
المشكلة الأساسية ,,ان هؤلاء صنعوا لأنفسهم حصانية ذاتية ,,داخلية,,وخارجية ,,سوف تبقيهم في السلطة ,,ليس في الانتخابات القادمة وحسب ,,وانما لعقود طويلة ,,من خلال سيطرتهم النافذة والمباشرة ,,على منافذ الدعم ,,كالبنك المركزي,,والقضاء,,ومفوضية الانتخابات ,,اضافة الى ماكنات الاعلام ,,التي ساندتهم وستاندهم الى الأبد ,,باسم الدستور ,,والقانون ,,وهذا لعمري من أشد الضربات الموجعة ,,لتطلعات وأحلام الشعب العراقي ,,الذي لم يعد قادرا حتى على فهم مايجري ,,بسبب الجهل تارة ,,وبسبب فقدان الحس الثوري الوطني تارة أخرى ,,