23 ديسمبر، 2024 1:35 ص

ماسر إصرار الصدريين على كابينة الظرف المغلق 

ماسر إصرار الصدريين على كابينة الظرف المغلق 

في الأيام الماضية، ظهر الصدريون بمواقف متعددة ومتباينة، جعلت جميع المحللين، والمتابعين في حيرة، فلم يفهم أحد، ماذا يريدون، ومع من هم متحالفون، وإلى أي يهدف يصلون.مع مرور الأيام، ظهرت حقيقة تلك المواقف، حينما رفع زعيم التيار الصدري، شعار الإصلاح، و(الشلع قلع)وأعتصم في المنطقة الخضرار؛ للمطالبة بالإصلاح، مع ترحيب شعبي لتلك الخطوة، إلا أن إنسحابه، شكل مفاجئة للجميع، بعد تقديم العبادي، الظرف المغلق، وفض المعتصمون إعتصامهم، بأن إرادتهم قد إنتصرت.ثم إعتصم النواب الصدريون، مع المعتصمين في البرلمان، ضد المحاصصة، وضد زعماء الكتل السياسية، إلا أنهم تركوا أصحابهم، نصف الطريق، فورإعلان زعيم كتلة الأحرار الإنسحاب، وأعترفوا بسليم الجبوري رئيسا للبرلمان، مقابل تقديم وزراء الظرف المغلق للتصويت.هذا الإصرار الكبير، على تلك القائمة الوزارية، أثار تساؤلات في نفسي، فهل هؤلاء الوزراء هم أنبياء، وعندهم عصى موسى، وريح سليمان، ليصلحوا خراب البلد؟إلا أن الحقيقة بدت مؤسفة، حسب معلومات، وتأكيدات أعضاء في كتل سياسية مختلفة، أن في هذا الظرف المغلق،” ستة وزراء” تكنوقراط، قدمهم السيد الصدر، في القائمة الشاملة، التي ضمت تسعين وزير، قدمها الصدر للعبادي، فأختار منهم ستة وزراء، وهنا يكمن بيت القصيد.لذلك لجأوا للضغط الجماهيري، والتهديد باقتحام الخضراء، بتنسيق مع رئيس الوزراء، فكان دخولهم للخضراء، وإعتراف العبادي لبعض المراسلين، بأنه سمح لهم بالدخول، مقابل عدم المساس بمنصب رئاسة الوزراء.يبدوا أن سيناريو تظاهرات الغربية، والإعتصامات، يتكرر في بغداد، مع شعارات مناهضة لإيران، والصفوية، وقادمون يابغداد، حيث إبتدأت سلمية، ثم إنتهت داعشية،. ونأمل ان لا  تتطور تلك الإحتجاجات، إلى حرب شيعية شيعية، يكون الخاسر فيها الجميع.كل الأحزاب الشيعية تتحمل المسؤولية، وعلى حجم مشاركتها في الحكومة، فلا يمكن لطرف ما، أن يصور نفسه ملا ئكيا، بينما الآخرين شياطين. مايدور الآن، هو صراع من أجل المغانم، مغلفة بشعار الإصلاح، فبض الفاسدين، رفعوا مصاحف الإصلاح، فوق رؤوسهم، فلا يمكن للفوضى، أن تنتج إصلاحا، بل خرابا ودمار، وسلب ونهب وسفك دماء.أعتقد أن الأمور، ستسير نحو التهدئة، بعد التطورات المثيرة والمقلقة، فلا يمكن لطرف، أن يتحكم بمصير البلد، وليس بوسعه ذلك، مع وجود صمام الامان، المرجعية العليا، والحشد الشعبي، بكلمة واحدة من المرجعية، ستقلب الموازين، وترجع الأمور إلى نصابها.