ماساتنا تتكرر باسلوب ونمط ما زال يعيش معنا ونعيش معه منذ 13 سنة ، ماساتنا ان اجساد احبتنا تتفحم في الشوارع والساحات والاسواق ، وبيوت احبتنا ومحلات ارزاقهم تحترق وتتهدم ، والاجساد المتفحمة والبيوت المهدمة كل ما يقع فيها ان حيوانا داعشيا فجر سيارته المفخخة او حزامه الناسف هنا او هناك . وماساتنا يواجهها المسؤلون ببيانات الاستنكار او بقراءة سورة الفاتحة او بتسجيل اسماء الشهداء والمتضررين ووعهم بتعويض ، ولا تعويض في الحقيقة ، بل احيانا يزور المسؤول منطقة التفجير ، وهذا ما قام به السيد رئيس الوزراء ، ولكن ما كان من الصحيح ان يذهب الى هناك في ظل هذه الفورة الجماهيرية ، وقد واجهه الجمهور كل بحسب ما يبغي ، فالكرادة ليست جبهة الفلوجة فيذهب لزيارة قطعات عسكرية ، الكرادة احترقت وتفحمت فيها اجساد مواطنين ابرياء بعمل ارهابي جبان ومع ان السيد لائيس الوزراء اصر بيانا ابدى تفهمه لغضب الجمهور , وعدهم ابناءه , وانه يعمل بواجبه في الحضور الى مكان الجريمة ومتابعة احتوائها , وهو بيان ينم عن مسؤولية وتواضع , ولكن كان من مهمة الاجهزة الامنية منع وقوع الجريمة الارهابية , لكن اجهزة الامن تعيش بين الاسترخاء وبين الفساد وبين غياب اجهزة الكشف الحديثة .
كان على الاجهزة الامنية في وزارة الداخلية وعمليات بغداد ان يكون لديها خطط وعمل مضاعف في مثل هذه المناطق خصوصا في رمضان وقبيل العيد ، ولكن هل تملك الداخلية وعمليات بغداد مخططي امن ؟ وان ملكت فهل يعمل منتسبوها بحرص ودقة وتكنلوجيا حديثة ؟ .
لقد ثبت ان لدى داعش من القوة والتخطيط ما تستطيع ان تقتحم بواسطته قلاعا محصنة ، وما مطارات بروكسل واسطنبول واتاتورك ، وغيرها من الاماكن المحصنة في العالم الا دليل على تطور عمل داعش ، ومع تطور قوى الارهاب بدأ العالم يطور اساليب مواجهته لهذا التنظيم المتوحش , لكننا في العراق ما زلنا نواجه الوحش الدموي بسونار فاسد ، وشرطي فاسد يلعب لعبة المزرعة السعيدة في جهازه الخلوي وهو في واجبه في نقاط السيطرات الامنية .
لاجدال ان الارهاب الذي يتعرض له العراق عبر المفخخات تورطت فيه اجهزة مخابرات اقليمية , واذا فتشنا عنها فاننا لا نخطيء التقدير بانها تتوزع في ثلاثة
اجهزة هي المخابرات السعودية والقطرية والتركية , فالانظمة الحاكمة في هذه الدول وان تظاهرت بانها ضد داعش لكنها ومن خلال تاريخ مواقفها من العراق بعد عام 2003 تدعم وبقوة اية فوضى تعرقل وتفشل العملية السياسية في بغداد , ولعل حركة رجل المخابرات السعودية السبهان المتقمص صفة سفير ديبلوماسي في بغداد , وتصريحات وزير خارجية ال سعود الجبير الاخيرة ضد الحشد الشعبي ومطالبته بما سماه حكومة عراقية تضم جميع الاطياف .
كل هذا وغيره يدفعنا الى الاعتقاد الجازم بان تفجيرا مثل الذي تعرضت له الكرادة الحبيبة لايمكن ان يقع دون اصبع مخابراتية , ومع هذا الجزم نعيد القول بان الامن العراقي مسؤولية العراقيين انفسهم حكومة وشعبا بالدرجة الاولى ويجب ان لاتكون هناك اية مساومة سياسية حقيرة مع هذا الطرف او ذاك على حساب هذا الامن , لكن هذا لايتحقق الا بوجود رجال شجعان , وقليل ما هم .