18 ديسمبر، 2024 11:07 م

مازوخية الاحتفال بالسنة الجديدة وسط دماء تسيل في الشوارع 

مازوخية الاحتفال بالسنة الجديدة وسط دماء تسيل في الشوارع 

عجبت  ليلة راس السنة الجديدة وانا اتابع احتفال العراقيين بقدوم عام جديد ، وفي نهار اخر يوم من سنة 2016  , وقبل ان يحل اليوم الاول من سنة 2017 , استشهد ووجرح عشرات العراقيين في تفجيرات عدة ضربت العاصمة بغداد ولم يدفنوا بعد ولم تجف دماءهم .. ومن جانب آخر يقاتل ويستشهد ويجرح ويعوق كل يوم العديد من أبناء قواتنا المسلحة البطلة في الموصل من اجل تحريرها من تنظيم داعش الارهابي ، وفي نفس  الوقت هنالك الاف من المهجرين والنازحين من مدينة الموصل وغيرها من المدن يقبعون في الخيام تحت قسوة البرد الشديد ونقص في الأدوية والمؤونة والخدمات وغيرها ، فضلا عن مئات الألوف ايضا هجروا من محافظات اخرى ليسوا بأحسن حالا من أولئك .الشيء الغريب في الامر ، أن الاحتفالات في بغداد هي اوسع حتى من بعض الدول الغربية التي تعتبر هذه الأعياد أعيادها وليس أعيادنا !!  مع ذلك فان السيدة الألمانية ميركل تظهر لشعبها من على شاشات التلفاز لتستنكر ضحايا حادثة الشاحنة  التي قادها عربي مسلم جاء طالبا اللجوء في ألمانيا قتل فيه  عشرات من الأبرياء . ميركل لم تبدأ بالتهنئة في كلمتها بل ترحمت على ارواح القتلى مع ان الحادثة مر عليها اكثر من اسبوع ، في وقت تحتفل أعداد كبيرة من العراقيين  بعد ساعات من عمليات ارهابية طالت العشرات من الأبرياء  !! اية مازوخبة  هذه أصيب بها غالبية الشعب العراقي وهم لايشعرون .. ان للموت قدسيته وللدم حرمته وللشهداء والجرحى وذويهم طقوس وتقاليد لها كل الاحترام والمواساة ، فلم غابت هذه المثل الاخلاقية عن أبناء شعبنا  ؟ هل اصبح القتل وسفك الدماء شيء اكثر مِن المعتاد فلا يقف احد امام  مناظره المروعة وآثاره الماساوية ؟ هل هو ضرب من انواع التلذذ بمشاهدة القتل والدماء  اصابت شريحة واسعة من العراقيين بعد عقود من القتل والتعذيب والتشويه وغيرها ؟  فاصبحوا يتعاطون معها وكأنها شيء طبيعي لا غابة فيه ..وثم الاحتفال بأي مناسبة يرونها ترضي رغباتهم النفسية. لقد استمر سيلان الدم في النجف ومدينة الصدر ومناطق اخرى من بغداد في اليومين الاولين للسنة الجديدة ليرتوي ظمأكم من مشاهدة الدماء ان شئتم.
واهم كل من يقول اننا نحتفل ردا على عمليات القتل التي تطال أبناء الشعب العراقي لنعكس صورة التحدي والمقاومة، هاتين المفردتين لا تطبقان من خلال هكذا ممارسات تتضمن احتفالات ورقص وغناء وصرف أموال كبيرة في شراء حاجيات الاحتفال وطقوس العيد الذي هو ليس عيدنا ، وهناك من هو بحاجة الى هذه الأموال سواء جنود في الجبهات او مهجرين في العراء..
كل عام والعراق بخير والرحمة على ارواح الشهداء عسكريين ومدنيين والشفاء للجرحى والعودة الآمنة والعاجلة للنازحين والمهجرين والمهاجرين.